حديث المدينة أين ذهب أعضاء مجلس الإدارة؟؟ عثمان ميرغني لا أعلم السبب في بقاء السيد عباس الترابي وبقية أعضاء مجلس إدارة شركة الأقطان (المحلول) خارج نطاق المساءلة المباشرة عن الفساد الطافح الذي اجتاح عمل الشركة.. فالواضح من الحيثيات المتاحة أن مجلس إدارة شركة الأقطان كان (المحلل) الذي سمح بكل هذا الفساد بل كان جزءاً لا يتجزأ من الآليات التي أدارت ماكينة الفساد الهائلة.. عباس الترابي .. ظل رئيساً لمجلس إدارة الأقطان فترة طويلة من الزمن.. ولم يكن بقاؤه في المجلس هبة مؤهلات أو خبرات أو مهارات إدارية.. بل لأنه رهن الكرسي لصالح الأجندة الخاصة التي مرت تحت بصره وسمعه وبموافقته بل مشاركته طوال السنوات الطويلة التي تقلد فيها (الأمانة!!) أمانة تمثيل المزارعين في هذه الشركة التي يفترض أنها من عصارة دم المزارع المسكين المغلوب على أمره.. فإذا بها شركة تمتصّ رحيق الحياة منه.. تعلو طوابق بيوت أعضاء مجلس الإدارة ويمتلكون أترف السيارات.. بينما تهبط إلى الحضيض آمال المزارعين الذين يواجهون أقسى ألوان الحرمان والشقاء.. مجلس إدارة شركة الأقطان يتكون من ممثلين لمزارعي مشروع الجزيرة.. ومشروع الرهد. ومشروع حلفاالجديدة.. بجانب ممثلي بقية الجهات المساهمة في الشركة.. ويفترض في ممثلي المزارعين أنهم يحملون في أعناقهم أمانة المزارعين الذين يمثلونهم.. لكن واقع الحال.. ومن نص البيان الذي أصدره المزارعون بعد تكشف فساد شركة الأقطان.. أن ممثليهم في مجلس إدارة الشركة يقبضون مكافآت مليونية فاخرة في نهاية كل عام.. بينما المزارع (الذي هو مساهم حقيقي في الشركة) يقبض الريح.. يكابد الضرر مرتين.. مرة لأنه لا يطال الأرباح.. ومرة أخرى لأن الشركة تقدم له المبيدات الفسادة.. والآليات الفاسدة بأبهظ الأثمان.. لا أعرف بأي ضمير تحول بعض أعضاء مجلس الإدارة -الذين يمثلون المزارعين- إلى أثرياء يتطاولون في البنيان وهم في الأصل مجرد مزارعين أبناء مزارعين لم يعهد فيهم الثروة ولا الجاه.. وهم يرون بأم أعينهم مصالح المزارعين يعبث بها والرشاوي والعمولات (بملايين الدولارات).. ويرون محالج القطن التي يفترض أنها جديدة.. والتي قيل إنها اشتريت ب(55) مليون دولار.. مرمية في عراء الإهمال.. ولا يملكون إلا فماً مغلقاً محشواً بالرجاء في منفعة خاصة.. فم فيه (ماء) لا ينطق..!! القاعدة الذهبية أنّ العدالة لا تتحقق حتى تُرى تتحقق..(Justice Must Not Only Be Done It Must Be Seen to Be Done) ومن المهم لكي يطمئنّ قلب المزارع في مشروعات الجزيرة والرهدوحلفاالجديدة أن يرى من حملهم الأمانة وهم يخضون للمحاسبة.. ماذا كان يفعل أعضاء مجلس إدارة شركة الأقطان.. والأموال تنهب تحت سمعهم وبصرهم؟؟ التيار