[email protected] سماء بلادى سوداء لا تمطر إلّا بما تتوسّله أكفّنا بالدعاة المرفوعة إليها، فسماؤنا عليمة رؤوم تستجيب لصلاة القلوب وهي سميعة رحوم لا تعطي إلّا بما تتمتم به شفاهنا وتنضح فيه منابر وجيوب وإناء. رحمك الله يا وردى يا صاحب قلت ارحل وقد توأمت بسمتك و صباحات بلدى الحبوب .وحين ابتعدنا عنك نادى المنادى ان وردى قد رحل لا والف لا فوردى لم يرحل بل رحل جسده رحمك الله ايها السودان فلقد كنت الوطن كله وكنت المآل وكنت السلوى رحمك الله يا اعز الناس فلقد ارتوينا من دمع غصتنا، وان بقيت دموع فراقك فى مآقينا دافئة عذبة شأنها شأن عذراء الليل لا تنام الا على شرفات قلوبنا ففي الوطن عيون محملقة ودهشة بيضاء كطائر البين يقف في الهواء. وعلى الحائط بعض من أيقونات تزيّن ردهتنا وتوقظ فينا وجع للفراق . لقد كنت نوبيا لا يخشى الفرح ،وكنت نوبيا حين غنيت لترهاقا رحمك الله يا وردى ففي بيتنا صراخ وأسف وندم وعويل والالسنة تلهج لقد ترجل وردى فمن حلفا والى صوارده رحمك الله فقدتك حلفا وفقدك ملوال وفقدك ادروب وفقدك السودان و قد كًلل السواد سماء القلوب فأشعلوا اخوتى شموع الحزن في كل السهول و الجبال وفوق الصخر ، وأوقدوا اخوتى النيران ولتؤذن المساجد ولتقرع كل أجراس الكنائس في الليل والنهار وعند السحر وليعلم الجميع ان وردى لم يمت وأن روحه في أجساد المثقفين لن يكتب وردى اخوتى على الورق كما فعل الآخرين بل نقشت كل اساريره في القلوب وفوق الحجر هو خالد فينا وان ترجل حقا فلقد انطفأت شمعه بلادى وانطفئت نار نوروز وزرادشت رحمك الله ياوردى فقد خلفت فينا نور العين والقمر بوبا وقلت ارحل والمستحيل ومن غير ميعاد ونور العين والمرسال والطير المهاجروالهوى الاول وصدفه وجميله ومستحيله واسمر اللونه وبعد ايه رحمك الله ياوردى محمد حسن شوربجى
