أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدور الصهيوني في تفتيت الفيدرالية اليوغوسلافية
نشر في الراكوبة يوم 26 - 02 - 2012

الدور الصهيوني في تفتيت الفدرالية اليوغوسلافية..... مذكرات ليست شخصية (-3 -)
عباس عواد موسى
[email protected]
كان لا بُدَّ لي , وأنا أطالع العديد من المقالات التي تشير إلى الشبه الوطيد بين ما جرى ليوغوسلافيا وما يحدث الآن في سوريا أن أقوم بنشر القصة الكاملة لانهيار الفيدرالية اليوغوسلافية والتي كان الفساد أهم أسباب ذلك الإنهيار. فقبل حدوثه بثلاث سنوات حاولت نشر حلقاتٍ كتبتها بعنوان ( يوغوسلافيا : فيدرالية الجمهوريات الست المتدهورة ) لكنها لم تر النّور بسبب العلاقات الودية للدول العربية مع زعيمة منظومة عدم الإنحياز. ومن أهم أسباب انهيارها تأسيس جمعية الصداقة الصربية الإسرائيلية بمعزل عن القرارات الفيدرالية المؤيدة للقضية الفلسطينية والمطالبة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كشرط مُسبق لإقامة أية علاقات مع إسرائيل. جاء ذلك بالتزامن مع دعوة ( أليكسندر برليا ) ألصهيوني المعروف الذي تزعم الديبلوماسية الصربية وكان يرأس تحرير صحيفة السياسة التي دعت إلى تنقية الجيش أي اقتصاره على الصرب واليهود.
تلك الصحيفة التي احتضنت نشاطات الحركة الصهيونية حتى قبل إعلان الكيان الصهيوني دولة. وكانت الجاسوسة (يوفانكا لازيتش) التي حملت إسم( جيني ليبْل ) لتلتحق كمراسلة للصحيفة في باريس ومن ثم لتستقر في مدينة حيفا ولتعود لممارسة نشاطاتها بالتزامن مع زيارات زوجة شامير لبلغاريا . وكانت يوفانكا تُنسق مع الصهيوني ازْلاتكو بلايير الذي كان يرأس تحرير صحيفة فيتشير - ألمساء - المقدونية.
ولعل صدور كتاب (( كوسوفو وميتوهيا )) بغلاف يحمل صورة النجمة السداسية وتحريف كامل للتاريخ , إنما صدر في مرحلة محاكمة الزعيم الكوسوفي وقتئذٍ ( عظيم فلاسي ). كان بمثابة الإشارة الواضحة إلى التأييد الصهيوني للسياسات الصربية القذرة تجاه سكان الإقليم الذي أضحى الدولة القبل أخيرة في الحداثة في أروقة العالم فقد لحقته جمهورية ( مونتينيغرو ) باستقلالها عن صربيا.
وفيما كان المقبور القذافي يسعى لتدبير انقلاب عسكري في يوغوسلافيا عن طريق الجيش كان الصهاينة المتنفذون في قيادته يتجسسون على العراق .
وما يجدر ذكره هنا , هو أن هتلر عندما غزا يوغوسلافيا في الحرب العالمية الثانية ( وقد كانت ملكية صربية - كرواتية - سلوفينية ) إنضم الكروات والسلوفان الكاثوليك لصفوف قواته الغازية فيما اصطفَّ الصهاينة إلى أعدائه الصرب الأرثوذكس والذين هم العين المتقدمة لروسيا في البلقان. وعندما انهزم هتلر إنتصر الصهاينة.
وهذا ما يفسر لنا بوضوح المحاولات الصربية لإعادة القُطبية الروسية على الصعيد العالمي.
لعب الصرب دوراً داعماً في المجازر الذي نفَّذها الروس عامي ( 1886- 1888) بحق الشيشان والشركس وغيرهم من مسلمي القوقاز , وجرى ذلك بمشاركة الصهاينة الذين أضْحَوْا الحلفاء الإستراتيجيين للأرثوذكس وهنا تكمن الإجابة عن سرِّ التحالف الكرواتي الكاثوليكي مع البوشناق المسلمين في حرب البوسنة والهرسك, والتي قد تندلع في أيَّة لحظة.
أخذت الهوة تتسع بين الأوساط الشعبية والقيادة الفيدرالية المتمثلة باللجنة المركزية لعصبة الشيوعيين اليوغوسلاف ويصف الدكتور فاسيل توبوركوفسكي عضو القيادة الفيدرالية هذه الفجوة وهذا الابتعاد سيسارعان في انفصال الجمهوريات اليوغوسلافية .وفي ذات الوقت أخذت الحركة الشعبية من أجل جمهورية كوسوفو تحث المواطنيين الألبان على العمل لتحقيق هذا الهدف وعمت مظاهرات الألبان مختلف المناطق التي يقطنونها في إقليم كوسوفو وجمهوريتي مقدونيا وصربيا وشوهدت أعنفها بتاريخ 29 -1 1990 في مناطق (( بودو يغو )) , (( غتيلياني )), (( أوروشيفاتس )) ,(( ليبليان )) وغيرها. وفي (( غتيلياني )) و (( غلوغو فاتس )) دوّت اصوات الاعيرة النارية وقام المتظاهرون بمهاجمة مقر عصبة الشيوعيين في (( ليبليان )) وتظاهر أكثر من ثمانية آلاف شخص في (( ماليشيفو )) ,وأخذ الجيش الفيدرالي يرسل وحدات إضافية لبدات (( أورشفاتس )), (( بودو يغو )) ,(( كوسوفسكا كامينيتسا )), (( فيتينا )), (( فوتتشيترن ))و (( بريزدين )) في ذات الوقت أعلن اكثر العمال الألبان إضرابهم وأغلقوا محلاتهم الخاصة في بلدات (( غنيلياني )) ,(( أوروشوفاتس )) و(( بيك )). ستة من المتظاهرين تُوُفّوا في (( زوراخوفاتس )), (( بيك )) و (( سوفا ريكا )), وظلت هذه الأحداث تتواصل طيلة تلك الفترة والمتظاهرون الألبان طالبوا فيها بالديموقراطية وبجمهورية كوسوفو, وعلى مدار تلك الأشهر كانت عصبة الكوسوفو الديموقراطية تطالب بإلغاء حالات الطوارىء التي كانت تفرضها القوات الصربية على المناطق. .
حدث ذلك في الوقت الذي تواصلت فيه جلسات محاكمة الزعيم الألباني المعروف عظيم فلاسي. وفي الجلسة التي تم عقدها بتارخ 29 -1- 1990 طالب محامي الدفاع عنه الدكتور (( رايكو دانيلوفيتش )) تأجيل المحاكمة ريثما تهدأ الأوضاع التي تشهدها مختلف المناطق في الإقليم, وهي امتداد لأحداث مشابهة وقعت عام 1989 وقالت هيئة المحكمة إن فلاسي طالب بنقل محاكمته الى جمهورية مقدونيا متهماً القيادة الصربية بممارسة ضغوط على السلطة القضائية في (( تيتوفا ميتروفيتسا )) حيث كانت تجري محاكمته لإدانته. وفي نفس اليوم 29 -1 -1990 صرح رئيس برلمان جمهورية (( سلوفينيا )) السيد (( دوشان شينيغوي )) إن وزير داخلية جمهورية سلوفينيا تلقى أمراً من البرلمان يقضي بضرورة مغادرة جميع الشرطة السلوفان من إقليم كوسوفو حتى الخامس من شباط كحد أقصى. وإثر هذا التصريح وعلى الفور إتهمت القيادةالصربية جمهوريتي سلوفينيا وكرواتيا بإثارة القلاقل في كوسوفو وقبل يومين من هذا الموعد شوهدت أعنف المظاهرات في (( كلينا )) و (( بيك )) .وفي ((بودويغو )) سار أكثر من أربعة آلاف شخص في تشييع جثماني اثنين من البلدة سقطا بالنيران الصربية في حين قُتل ستة آخرون منهم ثلاثة في بودويغو واثنين في (( ليبليان )) وواحد في (( غنيلياني )) وأصيبت فتاة من (( ليبليان )) بجروح خطيرة وذكرت الأنباء إن مجزرة حقيقية وقعت في (( ماليشيفو )) .
واعترف رئيس الوزراء الفيدرالي (( آنتِة ماركوفيتش )) بأن الأوضاع في كوسوفو تزداد سوءاً, وفي يوم الخميس الموافق 1 -2- 1990 قالت وزيرة الإعلام في كوسوفو (( غوفانكا ميلويفيتش )) إن عدد القتلى بلغ 18 وجُرِح 54 من المواطنين و44 من رجال الشرطة في ذلك اليوم , واحتشد المتظاهرون في مدينة (( بريشتينا )) عاصمة إقليم كوسوفو لينطلقوا من أمام منزل (( ييغولاه كوتشي )) وهو شرطي ألباني قتله الصرب وأغلقوا الطريق من (( بريشتينا )) باتجاه (( أوبيليتش )), وأعلن الصحافي الشهير (( فيتون سوروي ))عن بيان قام بصياغته ووقع عليه مئات الآلاف من الألبان يطالبون فيه بالتعددية الحزبية وإجراء انتخابات حرة. .
وبتاريخ 3 -2 -1990 قضى أكثرمن ألف مواطن ليلتهم داخل وسائل النقل . وفي الصباح إحتشد ألفا مواطن أمام مدرسة (( 8 نوفمبر )) بلدة بودويغو وظلوا يقذفون سيارات الشرطة بالحجارة وهم يتجهون لمركز البلدة واندلعت مسيرات أخرى بشارع (( الاخوة والمحبة )) في العاصمة (( بريشتينا )) وكذلك في منطقة (( فرانييغاتس )) وطالب متظاهرون في (( تيتوفو )) بإطلاق سراح عظيم فلاسي. وفي اليوم التالي تجمّع أكثر من أربعين ألف ألباني في مسيرة تشييع جثمان (( فاديلي تالا )) واتجهوا إلى مقبرة قرية (( ليتانتسي )) .
لقد فشلت القيادة الصربية في الحصول على تأييد لسياستها القمعية تجاه الألبان من جمهورية (( مونتينغرو )) أو (( الجبل الاسود )) . وعلى العكس من ذلك فقد لحقت جمهورية كرواتيا بجارتها سلوفينيا بقطع جميع العلاقات مع (( صربيا )) بما فيها الاقتصادية ووصل الحد ان ترفض قياديتيهما دفع مستحقاتهما للجيش الفيدرالي..
وهنا أخذ التحالف الصربي الصهيوني يزداد ازدياداً ملحوظاً. وحسب القائمة رقم 13 الواردة في صفحة رقم 461 تجد في كتاب اليهودية وإسرائيل إن عدد اليهود في مدينة بلغراد بلغ 1500 عام 1976 في حين بلغ عددهم في (( سوبوتيتسا )) 250 (( سراييفو )) 1100 (( نيش )) 2000 و (( زاغرب ))1200 وفي القائمة رقم 1 الواردة في صفحة رقم 454 نجد أن عدد اليهود في يوغسلافيا بلغ 68000 عام 1939 وسبب هذا التناقض هو الهجرة إلى إسرائيل ليبلغ 4000 عام 1961 حسب القائمة رقم 2 من نفس الصفحة. ووصل عددهم 6000 كما ورد في القائمة رقم 4 صفحة رقم 455 عام 1976 ويقول الصحفي (( تيوفيل بلاجيفسكي )) إن السياسة الصربية أخذت تلعب دوراً مهماً في مساندة الإستراتيجية الصهيونية إذ أن معظم شقق بلغراد الجديدة غير مأهولة بالسكان لأنها تنتظر قدوم يهود من دول حلف وارسو المنهار, لتتم عملية نقلهم إلى الكيان الصهيوني, واتهم بلاجيفسكي الكاتب الصهيوني الامريكي (( مايكل فرينتشمين )) بأنه يحشد تأييداً إعلامياً لصربيا على خلفية ما نشره في التايم الأمريكية. .
وهكذا ، إنعكست الأوضاع في إقليم كوسوفو على بقية مناطق الفيدرالية ووصل الحد أن يطلب الشباب المقدون تسييس الجيش في المؤتمر العاشر والأخير لعصبة شيوعيي مقدونيا كما ورد في صحيفة المساء الصادرة بتاريخ 28 11 1989 . بل وطالب أحد المؤتمرين وهو (( توني بوبوفسكي )) بأن يُكتب في وثيقة العصبة بأن عصبة الشيوعيين تحارب من أجل السلطة واستنكر (( فاسيل كوستويتشينوفسكي )) تَدَخُّل العصبة في الحكومة. وقدّم (( ليوبتشو يوردانوفسكي )) عضو لجنة التوثيق البرامجي في العصبة رأيه بشأن العصبة فهي أي العصبة حزب طبقيّ وبناءً على ذلك فإن عليها أن تقاتل من أجل الغنى والرفاهية وليس من أجل إلغاء الطبقات . ولم تتوقف الإنتقادات بحق عصبة الشيوعيين , فالمعلمة (( نوفيتسا ستويانوفيتش )) وهي من بلدة (( تيسليتش )) قالت في المؤتمر العاشر والأخير لعصبة شيوعيي جمهورية (( البوسنة والهرسك )) والذي عقد بتاريخ 7 12 1989 (( أية إشتراكية هذه التي نعيش فيها ، إنها رفاه للبعض وبؤس للآخرين )) . وقال (( روبرت فازيكاش )) إنه يوجد طالب واحد فقط من مدارس سراييفو الثانوية داخل العصبة التي ينتمي إليها طلاب الجامعات بصعوبة ، لقد كانت إشارة هذا المؤتمر علامة إستفهام ملونة بعدة ألوان وبجانبها علامة تعجب حمراء نقية. .
وبتاريخ 11 12 1989 عقدت عصبة الشيوعيين الكروات مؤتمرها الحادي عشر والأخير ليقول فيه (( ستيبي أوريشكوفيتش )) إن عدد الأعضاء المنتسبين للعصبة من كليات الطب تناقص إلى عشرة أعضاء فقط بعد أن كانوا 460 عضواً في العام الذي سبقه. .
ووصف (( مليوكليبو )) الأوضاع التي تعيشها كرواتيا بأنها مشابهة لمثيلاتها عام 1971 . ومن جهته إتهم (( بوريس ميكليتش )) عضو اللجنة المركزية لعصبة الشيوعيين اليوغسلاف النمسا وكندا بدعم المعارضين للعصبة وقال بأن العريضة التي وقع عليها مئات الآلاف مطالبين بالتعددية الحزبية جاءت بعد اللقاء الذي تم بين القيادتين الكرواتية والسلوفانية والذي تم عقده قبل يوم واحد من المؤتمر وفيما كان المؤتمرون يتداولون في جميع الأمور والأوضاع ، كان المتظاهرون يحيطون بالمبنى ويرفعون فوق رؤوسهم الشعل المضيئة مطالبين العصبة بالخروج من الساحة السياسية فيما أعلن ثلاثة من كبار المثقفين الكروات وهم (( برانكوخورفات ))، (( رايغان شيبير )) ، و (( دوشان بيلاتجيتش )) أن عصبة الشيوعيين هي نقيضٌ للديمقراطية مما أعاد إلى الأذهان أحداث عام 1971 السوداء. .
وبتاريخ 15 121989 عقدت عصبة شيوعيي صربيا مؤتمرها الحادي عشر والأخير ليصرح فيه (( نيكولا ترينوفيتش )) : أن يوغسلافيا تأسست بتاريخ 1 12 1918 في إشارة واضحة إلى صربيا الكبرى التي ظلت المهيمن الأكبر طيلة عهد الملكية اليوغسلافية والتي سبقت تأسيس الفيدرالية التي نتحدث عن انهيارها وقد رد (( رادي ميلوسار فليفيتش )) على (( منينو بودروجيتش )) الذي احتج على المطالبين بالتعددية الحزبية واصفاً الواحد منهم وهو يقدم هكذا طلب كما لو يسمح لزوجته بزوج آخر بقوله : ( من حق زوجتي ذلك طالما كنت مقصراً معها . وهذا هو حال العصبة بالنسبة للشعب ). ..... !
ولتخطيطها لمسيرة السلام التي كان من المقرر أن ينطلق بها الصرب المقيمون في جمهورية سلوفينيا بتاريخ 1 12 1989 , إنتقدت القيادة السلوفينية التي ألغت المسيرة وأكدت تصميمها على منعها مخططات صربيا . وبعد ذلك ، تم عقد المؤتمر الرابع عشر لرابطة شيوعيي يوغسلافيا لينسحب منه السلوفان ويغادره الكروات لاحقاً , ويؤول إلى الفشل ولعل ما أسلفنا ذكره عن المؤتمرات الفرعية للجمهوريات كانت بمثابة المقدمة لفشله ... لتقع يوغسلافيا في شلالات دموية لن تنتهي إلا بإعادة ترتيب الحدود الداخلية لقومياتها. فيوغسلافيا المنهارة كانت قد رسمت حدودها الخارجية ووقعت معاهدات مع جاراتها , ولكنها لم ترسم الحدود الداخلية بين جمهورياتها .
كان (( بايرام تاشي )) الذي يكتب في صحيفة (( ريلينديا )) قد نشر عرائض تأييد واسعة للزعيم الألباني (( عظيم فلاسي )) أثناء محاكمته وقال عن الأوضاع التي تشهدها المناطق الشمالية الغربية اليوغسلافية لتعتبر دليل واضح على قوة الإنفصاليين الصرب التي ظهرت في مدن (( بلغراد )) ، (( نيش )) ، (( كراغو ييفاتس )) ، (( كراليفو )) وغيرها , والذين هدفوا من خلال مسيراتهم التي شهدتها هذه المناطق الضغط على القيادة الفيدرالية لإحداث تغييرات بشأن إقليم كوسوفو وقد جاء في بينة الدفاع الخطية التي قدمها (( فلاسي )) إلى رئيس المحكمة (( عصمت عمر )) إن المسيرات الألبانية هدفت إلى إقالة ثلاثة من زعماء الإقليم وهم (( رحمن مورينا )) ، (( حسام الدين عظيمي )) ، و (( علي شكري )) ليس لأنهم موالون للصرب بل لأنهم عاجزون عن حل المشكلات الإقتصادية. .
وأعلنت جمهورية سلوفينيا إستقلالها عن الإتحاد الفيدرالي اليوغسلافي ، ولحقتها جمهورية كرواتيا . لتندلع الحرب على الفور في إقليم (( كرايينا )) الكرواتي ذي الأغلبية الصربية وفشلت جهود الرئيس البوسني (( علي عزت بيغوفيتش )) ونظيره المقدوني (( كيرو غليغوروف )) والتي هدفت للوصول إلى صيغة إتحادية جديدة من دول ذات سيادة .
ويقول المستشرق المقدوني (( أليكسندر تشاكاريبتش )) إن اللوبي الصهيوني لعب دوراً كبيراً في إحباط هذه الجهود لأن اليهود باتوا قلقين من تنامي الصحوة الإسلامية مذكراً بإحراقهم للمسجد في مدينة (( بيتولا )) عام 1982 و (( بزاغرب )) عام 1987 .
ويظل المقدون فلسطينيو البلقان ومقدونيا فلسطين البلقان ترفض جميع المحاولات اليهودية لتشويه صورة البطل العربي المسلم . وفي هذا الصدد كتبت فلسطينتاي لأقول فيها ( (( لقد
كان قدومي إلى جمهورية مقدونيا قضاءً مقضيّا )) ) . هكذا بدون خطة أو دراسة مسبقة , ولربما أن أمواج المتوسط التي كانت تداعب قلمي طيلة فترة طفولتي المشردة هي التي نقلتني إلى هنا, حيث نهر (( فاردار )) الذي قال فيه بسمارك : (( من يسيطر على وادي نهر فاردار فقد أصبح سيداً على شبه جزيرة البلقان )) لأنه يوصل بين كل دول وسط وغرب أوروبا ودول الشرق الأوسط ومقدونيا مطلة كذلك على بحر إيجة الذي هو إمتداد للبحر الأبيض المتوسط .
وفي السابع عشر من أيلول عام 1982 وصلت إلى فلسطين البلقان وهو إسم آخر يطلق على مقدونيا التي تحتل اليونان القسم الأكبر من أراضيها والذي يطل على بحر إيجة وهو ما يسمى حاليا (( بمقدونيا الإيجية )) . وتحتل بلغاريا قسماً آخراً هو المحاذي لجبال (( بيرين )) وهو ما يسمى حالياً (( بمقدونيا البيرينية )).
فلأصحاب الأقلام التي تُقارب بين النّموذجين , أرى أن عليهم أن يؤكدوا على العداء الروسي للمسلمين تاريخيّاً ويشاطرهم النظام السوري الطائفي عدائهم هذا. ولولا إشارته الخضراء بالإشتراك مع حليفته إيران لكان أمر سقوط نظام طالبان في أفغانستان ونظام صدام في العراق أكثر صعوبة وتعقيداً على الغزاة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.