مناظيرالجمعة 2 مارس 2012 صالِحنى مع الرئيس ..!! زهير السراج [email protected] * فى الحفل الذى أقامه اتحاد الفنانين بداره أول أمس لتأبين الهرم محمد وردى قال وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين فى كلمته عن وردى بأن وردى قال له عندما ذهب الى زيارته فى المستشفى يوم الأربعاء السابق لوفاته: ( صالحنى مع الرئيس )، فذهب عبدالرحيم للرئيس ونقل اليه طلب وردى، فرد الرئيس قائلا ( أصالحو فى شنو أنا ما عندى معاهو حاجة ) ثم ذهب الرئيس لزيارة وردى فى المستشفى وعندما رآه وردى تهلل وجهه وانزاحت هموم الدنيا كلها عن صدره . انتهى حديث الاخ عبدالرحيم ..!! * السؤال الذى يطرح نفسه .. (وبعدين ؟) ..ما الذى يريد السيد عبدالرحيم محمد حسين أن يوحى به إلينا بإفشاء هذا السر العظيم والحديث الشخصى الذى دار بيه وبين الفنان الراحل وهو على فراش المرض؟ * هل يقصد من ذلك أن نفهم ان وردى كان راضيا عن الانقاذ، والدليل على ذلك انه طلب وهو على فراش المرض مصالحة الرئيس، وان الرئيس لم يتوان عندما نقل اليه عبدالرحيم الطلب وذهب على الفورالى المستشفى لزيارة وردى الذى تهلل وجهه وانزاحت عنه كل هموم الدنيا عند رؤية الرئيس ..!! * إذا كان يقصد ذلك فلقد اخفق، لأننا كسودانيين معروفون بعلاقاتنا الاجتماعية الوثيقة بغض النظرعن خلافاتنا الفكرية والعقائدية والسياسية مهما كانت حادة وعميقة، فكل السودانيين، حكاما كانوا او محكومين، يتناسون خلافاتهم تماما، حتى الشخصية منها، فى الاحداث الاجتماعية خاصة فى اوقات الشدة، ويتزاورون ويجاملون بعضهم البعض بكل اريحية وتبسط وشهامة وكرم جُبلوا عليه منذ قديم الزمان، بدون تكلف او مَن او اذى أو انتظار كلمة شكر من أحد ( وهذا لسان حالهم وليس تعليقا منى )، وعندما يراهم غير السودانيين وهم يفعلون ذلك ويحتضنون بعضهم البعض فى مودة ومحبة يدهشون غاية الدهشة وكأنهم كانوا يظنون أنهم سيقتتلون عندما يلتقون بسبب الخلافات التى يقرأونها أو يسمعونها عنهم، ولقد اشارالى ذلك فى كتاباتهم واحاديثهم بعض من زاروا السودان من عرب وعجم تعبيرا عن دهشتهم، اما نحن فلا تدهشنا هذه الاشياء لاننا معتادون عليها، فما الذى أدهش عبدالرحيم فى حديث وردى إليه، وما الذى ادهشه فى رد الرئيس وزيارته لوردى فى المستشفى ؟! * ولكى لا تذهب بالأخ عبدالرحيم الظنون عن ما اقصده بتعليقى على حديثه، فإننى أقول بأن عبدالرحيم نفسه ( وأقولها هكذا بلا ألقاب ) معروف بمجاملاته الاجتماعية الكثيرة وأنه لا يدع مناسبة فى الخرطوم تمر إلا وكان حاضرا ومشاركا فيها، وكذلك الأخ الرئيس وغيرهما، وذلك بحكم سودانيتهما، أم اننى مخطئ؟ * أما إذا كان الأخ عبدالرحيم يريد ان يكشف لنا عن وجود علاقة شخصية بين الرئيس ووردى فهذا شأن خاص بهما لا يهمنا فى شئ، وما دار بينه وبين وردى كان حديثا خاصا لم يكن يجدر به ان يفشيه خاصة ان احد أطرافه صار فى ذمة الله ..!! * وأما رأى العملاق وردى فى النظام الحاكم وما فعله فى الناس فهو معروف للعامة والخاصة ولن يغيره مليون حديث عن علاقات وردى الشخصية بقادة هذا النظام ..!! الجريدة 2 مارس 2012