العلمانية صديقة الدين.. الدولة التي تصلي أمل هباني [email protected] سأحكي لكم هذه الواقعة التي حدثت قبل شهور .. بعد خروجي من العمل ذهبت الى مستشفى للعيون ،ذهبت الى معرض النظارات لاشتري نظارة حسب ما اوصت الطبيبة ...قرابة العشرين شخص كانواداخل المعرض ،فجاءة اغلقت الأبواب وبداء الموظفون في الخروج ..صلاة العشاء ...صلاة العشاء ...صاح احدهم منبها الناس نرجو الخروج سنفتح بعد نصف ساعة لاداء صلاة العشاء ..قلت لاحد الباعة ...لماذا تعطلون كل هؤلاء الناس ...ولا تتناوبوا أنتم في اداء الصلاة ..رد على ممتعضا هل تريدننا أن نترك الصلاة حتى نبيع ؟قلت ...لا تتركها ولكن نظموا وقتها بحيث لا تتعارض ومصالحنا ..لأن الصلاة فعل فردي لا يمكن أن يتعطل العمل ومصالح الناس لأنك تريد أن تصلي ....وبالفعل لم استطع الانتظار لأنني كنت في غا ية الارهاق .. حادثة أخرى كتبت عنها من قبل في مكتب العلاقات البينية في الخرطوم حيث وجدنا نفسينا معتقلين ومرحلين الى قسم الشرطة عندما احتججنا أنا وزوجي على الاهمال واللامبالاة وتضييع وقت الناس كان من ضمن منظومة التسيب أن الناس يقفون صفوفا ويتكدسون في انتظار الموظف الذي ترك اداء عمله وذهب ليصلي دون ادنى احساس أو اكتراث لأولئك الذين يقفون صفوفا في انتظار اداء معاملاتهم ... أن فرض الصلاة على الدولة يضعفها ولا يقويها...فالدولة لاتطمح في الآخرة ودخول الجنة بل هي تنظيم دنيوي اخترعه البشر لتسيير أمورهم ..لذلك تتحول محاولات تقديسها وتديينها الى فتح بوابة من التسييب والعشوائية بدعوى مرضاة الرب..وكل فرد في هذه الدولة له رؤية وفكرة مختلفة عن ماهية الدين لا يتعداه الى غيره ..ولو اخذنا عينة من خمسة اشقاء وشقيقات عاشوا وتربوا في ذات البيئة وحاولنا معرفة منظورهم للدين لوجدنا أن كل يمتلك رأيا مخالفا على حدة ..فكيف تقر ان تتوقف الدولة بكامل منظومتها لاداء الصلاة ،فبدل النهي عن (الفحشاء والمنكر) الذي هو مقصد الصلاة بالنسبة للفرد ستتحول الى السبهللية واللا انضباط وعدم احترام قيمة العمل ،والتسيب في تقديم الخدمة للمواطن ..فما اسهل أن يخرج الموظف للونسة وشرب الشاي في (وقت الصلاة) وعشرات المواطنين ينتظرون توقيعه على ورقة ..أو توريده لمبلغ من المال والصلاة نموذج لدولة الشريعة التي تتمثل تكاليف الفرد وتتلبس علاقته مع الله ،وتحت مسمى دولة الشريعة يجد كل انتهازي مستبد وفاسد ضالته ،فمن يطمع في الحكم والملك يفعل ذلك (بصك الاله) ..وكأن المولى عز وجل زعيم لمافيا يرضى عن أكثر رجاله سواء طالما انه مخلص له ويتحدث باسمه هذا يحدث منذ تحريم الدولة العثمانية للمطبعة وكتب العلم في القرن التاسع عشر بدعوى انها ضد الدين والشريعة الى مصادرة دولة الانقاذ الاسلامية لروايات الكاتب عبد العزيز بركة ساكن في القرن الواحد والعشرين لذات الاسباب ..التسرول بلباس الدين منذ ذاك التاريخ وماقبله الى الآن الهدف الاساسي منه هو ايقاف حركة العلم والعقل والوعي والمعرفة والتي يدفع ثمنها أول من يدفع سلاطين الكذب والخرافة والدجل والجهل باسم الدين ...وما تركيا بعد انهيار الخلافة العثمانية الا نموذجا حيا ..ومن قبلها أوربا بعد صحوها في عصور النهضة ومغادرة عهود الظلام وسيطرة الكنيسة والقصر للحكم بالظلم والاستبداد والقهر باسم الدين ... أن الحكم باسم الدين الاسلامي خلق استعلائية واستبدادية معدومة الشبيه في العالم ...ففرد واحد يعتقد أن من حقه أن يسأل الناس ويحاسبهم بل ويحاكمهم ويعاقبهم باسم الاله دون أن ينظر هذا الفرد الى ماهية الدين ....وماهية الايمان بالله ...والدين الاسلامي يعاني معظم المتحدثين باسمه من احساس عالي بالاستعلائيةوالتنزه والفوقية على البشر وعلى القوانين الوضعية ،فمابالك أن وجد هؤلاء دولة بكامل مؤسساتها ستتحول التكاليف الفردية الى تكاليف مؤسسية بستغلها الافراد لمصالح دنيئة وليست دنيوية ...لذلك تصبح الدولة التي تصلي من الأنحطاط والظلم والفسوق ما يجعلنا نطالب بابعاد الصلاة المقدسة عن الدولة ونظمها الموضوعة حتى تصلحا ......الصلاة والدولة اعني...