بلا انحناء ثلاثية الانفجار فاطمة غزالي [email protected] ليس من مصلحة المؤتمر الوطني أن ينادي بتراكم ثلاثية الانفجار ( الغبن والاحتقان والغضب) على مسيرة أوضاعه السياسية وخاصة أن المنطقة الشرق أوسطية تمور بغضب على تجربة الأحزاب الاحادية في موسم "الربيع العربي" هذى العبارة التي تلقفتها الشعوب بلهفة المتعطش للحرية فخرجت الاصوات من المحناجر منادية برد الحقوق إلى أهلها وإلا الطوفان فمنهم من حقق الحلم ومنهم قضى نحبهه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا ،ومنهم من يعد العدة ليركب قطار الربيع العربي. لا شك في أن السودان موعد بالتغيير والإصلاح شاء من شاء أو (أبا من أبا) . لأن حثياث التطورات على الساحة السودانية وتصاعد حمالات الاعتقالا بشكل محموم ضد النشطاء السياسيين والطلاب والفاعلين فى الساحة السياسية يعد آلية من آليات زيادة الاحتقان لأن السعي لإيقاف حالة الحراك السياسي ومداهمة الطلاب وضربهم ومن ثم اعتقالهم من شأنه أن يُعجل خطوات المنادة بالتغيير مع إصرار المؤتمر الوطني بأنه من صنع الربيع العربي في 1989 ولكن سياساته في موسم الربيع العربي لن تترك له مجالاً للشفاعة ولذا من مصلحته أن يقبل الربيع العربي السلمى بالتوافق مع الآخرين والخروج من مربع الاحادية والشمولية. الكل على قناعة بأن إعتقال اعداد كبيرة من الشخصيات الوطنية والطلاب أمثال البروفيسر محمد زين العابدين الذي أطلق سراحه أمس ، واستمرار اعتقال كل من الأستاذ بشرى قمر مدير منظمة لحقوق الإنسان ، الطالب محمد أدريس جدو ، الطالب يحيى محمد يحيى ، عبدالرحمن آدم نهار وغيرهم من النشطاء السياسيين وسط تنظيمات الشباب والأحزاب السياسية الأخرى علاوة على مداهمة الجامعات لا شك في أنها ممارسات تعكس حالة تدهور حقوق الإنسان فى السودان ,وهذا بدوره يهدد هامش الحرية ،ومؤشر على أن هذا الحكومة قد ضاقت بالحريات في مجملها ومن أهمها حرية الإنسان وحرية الصحافة ، وكيما نخرج من هذا النفق إلى فضاءات أكبر من الحرية والاستقرار السياسي والسلام الذي بات مهدداً بالحرب في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان على المؤتمر الوطني أن يعي متطلبات المرحلة وهي الابتعاد عن التصعيد والمواجهة والسعى نحو خطوات الوفاق القومي حفاظاً على هذا الوطن من الصوملة والتمزق الذي بدأ بفصل الجنوب، وإلا سيكون خيار التغيير بالقوة الذي يدعو له البعض هو سيد الموقف خاصة بعد الدعوات المنادية بالتحالفات وتنظيم المعارضة لمواجهة الحكومة،وهذه التحالفات لا شك في أنها ستدخل البلاد في مواجهة قاسية يأمل الكثيرون في أن لا تحدث وأن يكون الحل السلمى هو الخيار إلا من( أبا). الجريدة