حركة القوى الجديدة الديمقراطية(حق) اغتيال عوضية عجبنا هدية النظام للمرأة في يومها العالمي مناخات الحرب هي أكثر الأجواء مثالية لانتهاك حقوق النساء يصادف هذا اليوم 8 مارس الذكرى السنوية لليوم العالمي للمرأة، ويأتي الإحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام في ظل متغيرات حاسمة وجوهرية في المجال السياسي والإجتماعي على المستوى الإقليمي وعلى المستوى المحلي، لعبت فيها النساء أدواراً بارزة، وساهمن بشكل حاسم في إعادة تشكيل الفضاء السياسي في الكثير من بلدان المنطقة، وفي بلورة خيار التغيير الذى انتظم محيطنا الإقليمي، وكن حاضرات بقوة في سوح الثورة وميادين النضال، لإعلاء قيم الحُرية والديمقراطية والعدل والمساواة. يأتي اليوم العالمي للمرأة، ولا تزال المرأة السودانية تواصل رفد تأريخها بمزيد من النضالات، تنازل في صمود وبسالة وشجاعة نادرة نظاماً هو الأسوأ في مجال حقوق الإنسان، وفي انتهاك حقوق النساء بصورة خاصة. إنه نظام لا يكتفي فقط بالتضييق على النساء في مجالات التعليم والعمل والصحة والرعاية الإجتماعية، وإنما يرتكب ويدعم ارتكاب جرائم الاغتصاب والتصفيات العرقية ضد النساء في دارفور وجنوب كردفان والدمازين من خلال دعم المليشيات بشكل مباشر أو من خلال التستر على المتورطين في تلك الجرائم. لقد انتقل النظام بجرائم الاغتصاب والتصفية العرقية الموجهة ضد النساء من مناطق الهتمش إلى قلب الخرطوم، وها هو مع تباشير ذكرى يوم المرأة العالمي يقوم باغتيال المواطنة عوضية عجبنا لأنها امرأة، ولأنها امرأة من جبال النوبة. إذا كانت النساء يردن في قاع سلم التمييز لهذا النظام الإقصائي، فإن النساء من أصول أفريقية يمثلن النقيض المطلق لهوية هذا النظام، ولذا فهن المستهدف الأول بطغيانه وبوحشيته. إننا على ثقة بأن دماء عوضية .. ودماء إخواتها في كل أصقاع السودان لن تضيع هدراً. في هذا اليوم، نبعث نحن في حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) بأسمى آيات العرفان والتقدير إلى جيل رئدات الحركة النسائية السودانية، من اللائى شكلن أولى روافع العمل النسوي في السودان، وساهمن بأكرآ في إشاعة الوعي بالقضايا العادلة للنساء، وتصدين بجدارة لكل الإنتهاكات التى مورست ضد نصف المجتمع. وفي الوقت الذى نحي فيه هذه النضالات المشرقة لنساء السودان، نشدد نضالنا من أجل وضع واقع النساء في السودان، وبصورة خاصة في الهامش وفي مناطق النزاعات وفي القرى والأطراف في دائرة الضوء، وندعو كل الوطنيين الشرفاء، والنساء بصورة خاصة إلى إستلهام تجارب رائدات الحركة النسوية السودانية في التصدى لكل القوانين التى تقيد حريات النساء وتكرس لدونيتها مثل قانون النظام العام، وقانون الاحوال الشخصية، والوقوف بحزم ضد المناهج الدراسية التى تضع أولى لبنات ممارسة التمييز النوعي ضد النساء، والإعلام الذى ساهم ومازال في تشكيل الوعي السلبي ضد النساء، وندعو كل نساء السودان إلى امتلاك زمام المبادرة من خلال تشكيل كتلة نسائية قوامها النساء الديمقراطيات في الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميات والمهنيات للوقوف خلف قضايا الوطن والنساء، وللإصطفاف ضد الحرب التي يحاول النظام إشعالها، خاصة وأن التجربة الإنسانية والواقع السوداني أثبتا أن مناخات الحرب تمثل الأجواء الأكثر مثالية لانتهاك حقوق النساء. حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) الخرطوم – 8 مارس 2012