د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] قصة قديمة حكاها لي صديق عن معتمد محلية أو والي ولاية لا اذكر بالتحديد فقد طال الزمن على تلك القصة أو ربما صارت الذاكرة خربة ولكن يكفي ان اسرد عليكم القصة. قال لي صديقي انه في تلك المحلية أو المعتمدية أو الولاية وجهت الدعوة للمسؤول الأول، بدون تكرر صفة المسؤول، لافتتاح دورة مياه شيدت بإحدى الأسواق... وقال لي إن الرجل تهيأ للذهاب ولكن احد العقلاء قال له يا سيادتك هل تعلم انك دعيت لافتتاح دورة مياه وهذا أمر لا يليق بك؟ وكيف ستفتتح دورة المياه هذه؟ هل ستكون أول من يرتادها؟ عندها اكتشف الرجل الطيب انه كان سيضع نفسه في موقف لا يحسد عليه فاعتذر عن حضور افتتاح دورة المياه. احكي هذه القصة وأنا أقف في مقام افتتاح والي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر جسر السوق المركزي وامتداد شارع أفريقيا! هل يليق بوالي العاصمة القومية ان يفتتح جسراً؟ وما جدوى هذا الجسر؟ لقد ذكر المهندس د. أحمد قاسم وزير المياه والبنى التحتية، أن الجسر والطريق سيؤديان إلى انسياب حركة المرور بسلاسة جنوبي الخرطوم! هل هذا سبب يكفي ليتكرم السيد والي الخرطوم دكتور عبدالرحمن الخضر بافتتاح هذا الجسر؟ بالمناسبة هل هو كبري أم جسر معلق؟ وهل إذا فتح الجسر لن يستعمله المواطن؟ هل يشترط لمرور المواطن أو لاستعماله أي جسر أو كبري أو طريق أن يكون أول من يمر فيه هو السيد الوالي؟ لقد تم افتتاحه الجسر يوم الأربعاء على حسب ما جاء في الأخبار فمن حضر الافتتاح؟ وكم كلف حفل الافتتاح؟ اعتقد لو انه كلف وقود عربة الوالي التي عبرت الجسر لأنه لا يعقل ان يكون السيد الوالي قد عبر الجسر راجلاً، لكن هذا كثير على افتتاح كبري. في السابق افتتح معتمد امدرمان، وأظنه البريري، نفق جسر الانقاذ وافتتح وزير ما دكان لبيع الكمبيوترات وملحقاتها بمدينة الثورة واليوم السيد والي الخرطوم دكتور عبدالرحمن الخضر شخصياً يفتتح جسراً وامتداد طريق! هل مثل هذه الأشياء تحدث في العالم أم ان السودان هو البلد الوحيد الذي يقوم فيه حاكم الولاية المنتخب بافتتاح الكباري والأنفاق والأسواق وربما غدا يفتتح ما دون ذلك. الأخ والي الخرطوم دكتور عبدالرحمن الخضر من الذي أشار إليك بافتتاح هذا الجسر؟ هل وقتك يسمح بافتتاح جسر وأنت والي العاصمة القومية؟ أتمنى أن لا تكون قد افتتحت الجسر وكلفت اقل وظيفة في حكومتك بالافتتاح أو وجهت بافتتاح الجسر والسلام. بالمناسبة هل تم اختيار اسم لهذا الجسر؟ حتى يحفظ لكم التاريخ انه في يوم الأربعاء الموافق السابع من مارس عام 2012م قد قمت بصفتكم والي ولاية الخرطوم بافتتاح جسر كذا وانه في ذلك التاريخ كان سعر الدولار في السوق يساوي خمسة جنيهات سودانية وان الأسعار تواصل الارتفاع وأنكم فشلتم في كبح جماحها. الأخ الوالي أتمنى أن لا تكون شخصياً قد افتتحت ذلك الجسر. والله من وراء القصد