[email protected] درج الناس، عند الإستماع لشخص ما، على إستخدام العين مع الأذن لتلقّي الحديث وإستكناه معانيه وأغراضه؛ وقيل أنّ العين تسمع قبل الأذن أحايين عددا. ومن الدارج عندنا أن نقول: (ده كلام من دون نفِسْ) تماماً كما كان البشير يتحدّث (يكذب؟!!) إلى مستمعيه من أقرانه ما عدا المرزوقي العرب! فالسودان كان ثالثة الأثافي للدول (إلى جانب سوريا والصومال) التي تستحق شعوبها (حُكّامها؟!!) التضامع والرعاية والعطف، لدحر المؤامرات الكونيّة التي تحاك من الكائنات الكونيّة التي تتحكّم في نواميس هذا الكون. طبعا، أخرجت الشعب الفلسطيني، وقدسه، من دائرة الحنان هذي، لأنّهما ظلّا محطّ الإهتمام الدائم، والمعضلة الدائمة وغضروف الوجع الدائم لظهر الجامعة العربية على مرّ العصور، وأعمار الحكومات والرؤساء والوُلاة والأمراء والملوك العرب.. فلا خوفَ عليْهما القضيّة والقدس من الإهمال أو التسيّب! إنّ شتارة “المرزوقي" هي ما شدّ إنتباهي دون خِلَقْ الحكّام أجمعين: شاترهم (عند ذكر السودان وحربه الجنوشماليّة، وَمن شقّوا خصره الجغرافي بمؤامرة خفيّة، وما يُحاك ضدّه الآن من أجندة خفيّة بأيادٍ أجنبيّة) فشاترهم، وإتجه غربا ذاكرا ناس دارفور الطارت عيشتهم وإستبانت وإستفحلت بشتنتهم، مِن قِبَل حكوماتهم الشماغربيّة! الغريبة أن أحدهم الزعماء العرب (أأسف لعدم تذكّري مَن هو/ فقد تشابه عليّ البقر) أسهب في الحديث عن ضرورة نَيْل “الأقليّات" الملوّنة، وذات الديانات المشاترة للإسلام، وتلك التي ترطن بالألسنة حقوقهم كاملةً.. (ولوهلةٍ خائبة خِلته سيلكز البشير) أو أنّ البشير، سيوخذه الضمير!! تمنّى الرئيس السوداني للعراق بأن تصيبه “الغمّة العربيّة" بالإنسجام الداخلي (ووجدتْ “قناة الجزيرة" بلاغةً وحكمةً في هذا التعبير فعَمَلَتْهُ كُوتيْشَنٍ في شريطها الإخباريّ) وأسهب في تعداد الأزمات المستشرية في بعض الدول العربيّة ذات اليمين وذات اليسار، وبشّرهم بأنّ السودان سيوفي بوعده سلّة غذاء الوطن العربي لو إستثمروا.. بأرضه الخصبة الواسعة..! وأخيرا ختم بذكر المتآمرين/ أعداء السلام (ظننته لوهلة، خابت، سيذكر “الخال" ذو الخيال المريض كأحدهم) دون أن يشير لجنوبي أو غرباوي أو إنقسناوي أو هدندناوي أو رطاباوي أو شلاتيناوي أو رطّاني حلفاوي حفظاً للإنسجام، والسجم، الداخلي. فبمثل ما تحشى العرب (ما عدا المشاتر) في قمّتهم الحديث المباشر عن جرائم النظام السوري ضدّ شعبه، تحاشى البشير، حتى الحديث عن الحرب الشماجنوبيّة الدائرة الآن، وعن التدهور المريع في دارفور وجنوب كردفان. ولتمويه الحقائق على الأرض، وإدّعاء الأمن والطمأنينة (كما قال أحد وزرائه لقناة فضائيّة: أنّ الله أمدّ البلد بنعمته، فأخرج لهم أطنان الذهب بدل البترول الذي ذهب إلى الجنوب) متناسياً أنّ ما بداخل أيّ دولة في العالم صار فُرجةً للعالمين، أن يدعو، و بكلّ وقاحة، رؤوس الأموال العربيّة لدخول السودان لتنمو وتزدهر وتفيض بخيْرها عليه، وعليهم..! وهو العالم علم اليقين بأنّ “رأس المال" لا وطن أو دين أو لون أو لسان له ليتضهّب في أرضٍ حاميها حراميها.. وأنّه هو نفسه لا يأمن غده في حِلّهِ أو ترحاله..؟! فهو يعجز عن السفر لدولة أجنبيّة عربيّة أو “جوبىً" كانت، إلا بعد أن يُعطى الأمان من عليّة قومها.. ومِن بعد ذلك في الأمر مَظنّة؟! يدعوا الناس لداره، وعشيّة دعواه كان قد دعى للجهاد في سبيل التشبّث بكرسيّ الإمارة. تبلُّد الحسّ، وتلبّد الرؤى ورؤية الأمور والتروّي.. فوزير خارجيّته اللابد وراءه في “غمّة عربيّة" ببغداد، العاجزة عن التجانس (بين شيعة وصابئة وسُنّة وإنجيليّين وما قبل تلموديّين وكُرد وعرب وبابليّين و...) يغالط وزير حربيّته حول “هجليج" والحقد الجنوبي البترولي والغدر والإحتلال والمكيدة.. وإختلاط حابل نظامه بنابله في مغامرة مستميتة من أجل تغطية تملّص البشير عن زيارة جوبا بعد أن أعطاه باقان الأمان! إتفق الطغاة الأعراب (ما عدا صاحب الشترة) على عدم مواجهة “الأسد" متوارين بنمر الورق (التدخّل الأجنبي) غلوطيّة التمكّن والإستبداد: لعلّ “كوفي" الذي أيّدوا مبادرته، والتي يملكون نصفها، إبن عمّ لهم ونحن لا ندري! فالأمم المتحدة، ذات اليهود والهنود الحمر والصفر والسلاجقة والتركمان والأمريكان، هي غيرها من الأجنبيّ الذي يرفضون دخوله إلى مَرابيعهم..، وهم غيرهم مَن يجالسونهم في مجلس الأمن والجمعيّة العموميّة لكافّة دول العالم الحرّة ما عدا تلك التي في رحم الغيب ويُصوّتون معهم لدعم “عنان" (عدنان؟!!) ويعهدون له، إلى جانب تكليفه الأممي، أن يكون رسولهم لفضّ الإنشباك السوري.. ثمّ ينتقلون من منهاتن إلى بغداد ليرفضوا أيّ تدخّلٍ خارجيّ في شئونهم الداخليّة والعائليّة. مُذكّرينا، والعالم أجمع، ببهلوانيّة المُفدّى نميري: حيث يُصدر مرسوما جمهوريّا في العشيّة، وعندما ينحرف مزاجه عنه عند الصباح يزجر فكرته بمرسومٍ منه هو كرئيسٍ وراعٍ لمجلس شعبه..! لعنةُ الحكّام والأباطرة الأعراب عليك يا “مرزوقي"/ لمَ نشزتَ، حين دعوت “العلويّ" بالتنحّي، وغامزتَ “البشير" بدارفور، وغردّت خارجَ سِربهم..؟!! هيوستن/ 30 مارس 2012