بلا انحناء السودان والساسة "ناس ود أبرق" فاطمة غزالي [email protected] ألم يئن الميقات لغربلة مجتمع الساسة، ليتساقط الطالح ونبني بالصالح وطناً يسع الجميع، وطن (بلا أزمات.. بلا حروب.. بلا جهوية.. بلا قبلية.. بلا أحقاد.. ألخ) بحيث تصبح الوطنيّة أجمل ما تزدان به الشّخصيّة السّودانيّة في عهد غربت فيه شمسُ الوطنيّة الحقّة وحلّت محلّها المصالح الحزبية الشّخصية والجهويّة. ألم يئن لهذه البلاد أن تُخرج من بين بنيها مرشد يرد معشر السياسيين الذين تلفحوا بالغرور إلى صوابهم، فكم من ساسة يتوهمون بأنّهم خُلِقوا لإدارة شؤون الشّعب وهم صفر اليدين من الفكر والسياسة ونهج الإدارة، بل هم أشبه ببطل أسطورة في الأحاجي السودانية "ودأبرق".. وما أدراك ما "ودأبرق" (ولد عوير يده يد حمار كما تحكي الأسطورة، وكلّما مسّ بها شيءٌ تسبب في تحطيمه أو ألحق الأذى به، وعليه نُفيَ من القرية بسبب المشاكل التي جلبها لأسرته وتنازل عنه الجميع حتى والديه إلا شقيقه "الفالح" الذي يتصدى لمصائب "ودأبرق" ويتحمّل نتائجها، بينما يبتعد "ودأبرق" من المشكلة بسبب "جهلو وعوارتو"، ويكتفي فقط بالضّحك على المعركة التي يدخلها أخوه بسببه، لا يدخل "ود أبرق" المعركة إلاّ إذا مسّ الطرف الخصم مصالحه الخاصّة وهي "طعامه" ، وظلّ يمارس "بيده الحمارية" الأذيّة على كل من حوله في الغابة بعد نفيه إلى درجة أن أوقعه القدر في طرقات "أمنا الغولة" التي ألحق الأذية "بعنزاتها" أيّ أغنامها، ودخل "الفالح" في معركة مع "أمنا الغولة" ولم ينفك الاشتباك إلا بعد تدخل "ودأبرق" حينما اقتربت "أمنا الغولة" من "طعامه" وحينها أدركت إمكانياته في الحاق الأذى ودخلت معه في تفاهمات.. لكن شقيقه "الفالح" ظلّ يدفع فاتورة الأذى المتلاحق من "ودأبرق" في الغابة. بيد أنّ عاطفة الأخوة تقف سداً بينه والتخلي عن أخيه.. وفي الوقت ذاته سئم الأذى المتلاحق والمعارك. ها هو وطننا الكبير السودان حاله حال "الفالح" يدفع فاتورة كل "الأذى الذي يتساقط عليه بسبب نهج الساسة الذين يفعلون أفعال "ودأبرق" منذ الاستقلال إلى يومنا هذا.. هل من مُخلّص يُخلّصنا من أمثال "ود أبرق" في الحياة السّياسيّة. الجريدة