.. [email protected] سواء انسحبت قوات الجنوب من هجليج أو استعادتها قوات الجيش ومليشيات النظام ، فان احتلالها من قبل قوات الجنوب في حد ذاته كان ضربة بيد رامي أصابت ورطة الانقاذ في مقتل بل و أخرجتها من مأزق ماحق وفي الوقت المناسب! فالرامي قد ظن متوهما ومن باب غرور و رعونة الأنظمة الشابة ان ذراعه باتت طويلة وضرباتها موجعة دون أن يحسب حساباته بصورة دقيقة من حيث النتائج وردة الفعل الايجابية على الأقل على الطرف الآخر! فهو ربما لا يعلم أن يده في سذاجة طول رقبة الزرافة بحيث انها تتخطى العشب الأخضر وهو تحت قدميها فيما تشرئب مستنفدة جهدها وو قتها لخرط الشوك من المسافات العالية البعيدة ! طبعا من الواضح أن حكومة الجنوب بضربتها الاستباقية هذه ارادت وكما أسلفنا في مقال سابق أن تخلق مناخا ضاغطا على حكومة الانقاذ لجرها وهي في حالة أعياء ودوخان الى جولات المحادثات ، بحيث تكون هجليج وكما يقول المثل في موضع ( هذه بتلك ) غير أن الذي فات على اصحاب الخطط العبقرية في الدولة الوليدة ، أنهم بفعلتهم هذه ، قد قدموا هدية لنظام الانقاذ هي بمثابة انبوب أكسجين سيعينه على التنفس وهو الذي كاد يغرق في معضلاته الاقتصادية وتصيبه حالة التوحد في عزلته الجماهيرية ، وكاد معينه من مقدرات المواجهة العسكرية والمعنوية في دارفور و جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق أن ينضب ! فجاءته سانحة احتلال قوات الجنوب لهجليج منطقة وحقولا وكانت بردا وسلاما ، تنفس لها النظام الصعداء متجاوزا كل احراج من جرائها ، فرحا بها مثلما يهلل الحرامي السارق فعلا ،وقد جاءه الفرج حينما يطلب منه القاضي ، أن يؤدى القسم بانه لم يسرق! الآن عادت بنا تلك الحادثة الى مربع التعبئة التي سيحّرم معها الحديث عن الازمة الاقتصادية ، فنحن في حالة حرب ، فمن يجرؤ؟ واذا طال انقطاع المحروقات عن محطات التزود ووصلت صفوف السيارات من منتصف العاصمة وحتي مشارف المسيد جنوبا ، والدامر شمالا ،فذلك ابتلاء لا نملك وبأمر السلطان وعلمائه الا أن نحمد الله عليه ، والا كفرنا ! وقد يموت أطفالنا من الجوع و عدم الحليب بعد أن تجف اثداء الامهات ، فهم وهّن فداء لتحرير التراب الذي يستوجب التضحية ! واذا بلغ سعر الدولار عشرين جنيها فتلك نعمة ما بعدها نعمة ستضاف الى مسلسل حكمة الانقاذ لانه لم يصل الى سقف المائة، في غمرة المجهود الحربي وحالة التعبئة العسكرية والجهادية والاعلامية .وهل أمام المؤمن حيلة الا الصبر ؟ هكذا سيكون منطق اخراسنا ، فهل من سبيل للمقارعة بمنطق آخر ؟ وهاهي مظاهر البهجة تنتظم تجمعات كوادر المؤتمرجية و من شايعهم من التيارات التي تعوم في اتجاه بقائهم الى الأبد وهم يتراقصون ويخطبون ويهللون ويكبرون ويتوعدون، كيف لا ؟ وهي المرة الأولي التي يتوفر لهم عدو خارجي ، لطالما انتظروه كثيرا ، وقد نفد ر صيدهم من المبررات بوجود عدو داخلي يستهدفهم بسند أقليمي ودولي، وهل من طبل أقوي للطرق على عقول الناس الطيبين في بلادنا على غفلتهم وانشغالهم بالبطون وخصوصية الشئون ! فكيف لا يفرح نظام الانقاذ ، بفرصة العمروقد وافته على طبق الذهب وهي التي ستمدد من عمره في أجواء الاستنفار ربما لشهور أو حتي سنوات ، لا يهم ان كانت في مناخات الحروب التي لها أغنياؤها الجاهزون لحصد غنائمها من تعيينات الجيش و جراية المجاهدين وكسوتهم ! أو جولات المفاوضات التي سيطاول ويراوح فيها مقالو التفاوض المعروفون كوجوه ثابته لا تتغير والمستفيديون حصريا من بدل سفرياتها والاقامة في فنادق العواصم المرطبة ! سواء انسحبتم وقد زرعتم بصماتكم الغاما في حقول هجليج التي هجرها أهلها ويتهيأ فيها جو الحرب ،التي قد تقصر أو تطول هناك وتحررت بموجبها ساحاتها ! فان هديتكم قد وصلت ، وكل صوت بندقية وأزيز طائرة و صوت مجنزرة وروح مجاهد مهدرة وتكبيرة كوز تقول لكم ( شكرا احسنتم صنعا يا شركاء الأمس واليوم والغد السعيد ) أما تقطيبة المعارضة المحرجة فعلا من فعلتكم يا حكومة الجنوب ولا تملك الا ادانتها واستغراب المواطن الشمالي العادي والمسكين الذي سيدفع عنكم فاتورة الهدية الغالية ، فانهما يقولان لكم ..( منّكم لله ) انه المستعان .. وهو من وراء القصد.. شبال جديد.. أخيرا ادرك البرلمان السوداني فشل حارس مرمي السودان وزير الدفاع الفريق / عبد الرحيم بعد أن سامحه في غزوة خليل وضربات الطيران الاسرائلية ،الان وبعد فشله لمرتين في حماية هجليج رغم توفر المعلومات المسبقة ، قرر البرلمان طرح الثقة فيه ، ولنرى ..من يكسب الجولة ..! وردنا الخبر بعد تشطيب المقال أعلاه..