بالمنطق صلاح الدين عووضة [email protected] العَبِيْد ..!!!! * قد يصعب عليكم تصديق ما نورده في كلمتنا اليوم من شدّة غرابته ... * أو من شدّة (عنصريته) ... * أو فلنقل : من شدّة (لا إسلامويته !!) .. * والتّوصيف الأخير هذا ربما يبدو أكثر تماشياً مع أجواء المكان الذي انبثقت من بين أرجائه (الغرائبيّة !!) هذه .. * فقد كنتُ في طريقي لأداء صلاة الجمعة يوم الأول من أمس بمسجد في الحاج يوسف (الرَّدميّة) مربع (2) .. * وحين اقتربتُ من المسجد هذا طرقت أذني كلمة (العبيد !!) فوجمتُ .. * ثم تأكدتُ من أنّ الكلمة (الصّادمة !!) هذه صادرة عن المسجد الذي كنتُ على بُعد خطوات منه .. * فوقفتُ قليلاً ريثما أعي ما يعنيه إمام المسجد المذكور من كلمة (العبيد) هذه عبر مكبرات الصّوت .. * وأدركتُ بعد هنيهة أن الإمام يقصد قادة حكومة دولة جنوب السّودان ويصفهم بأنّهم (عبيد العبيد !!) وليسوا (عبيداً !!) وحسب .. * ثم بعد أن أحدثت كلماتُه تلك (الأثر !!) الذي كان يرجوه طفق الإمام يشرح ما كان يعنيه من توصيف لقادة الجنوب بأنّهم (عبيد !!) .. * قال إنّه يقصد (يعني) أنّهم عبيد لسادتهم اليهود والأمريكان .. * وبما أنّ الكلمة (البغيضة) هذه هي أصلاً من مُحفِّزات الشّعور السّالب لدى الجنوبيين تجاه الشّماليين - منذ زمن بعيد - فقد كان على رجل (الدِّين !!) ذاك أن يتجنبها إن كان ذكره لها ب(حسن قصد !!) .. * أمّا إن كان ب(سوء قصد !!) - والله يعلم ما نُسرُّ وما نُعلن - فليدخر (دفاعه !!) إلى يومٍ يقوم فيه (الأشهاد !!) .. * ومن نافلة القول أن أشيرَ - بالطَّبع - إلى أنّني يممتُ وجهي شطرَ مسجدٍ آخر وجدتُ إمامه مشغولاً بمعركة أخرى لا علاقة لها ب(هجليج) .. * إنّها معركة (داحس والغبراء !!) بين أنصار (القِباب !!) ومعارضيها .. * ومن بين أرجاء مسجد (غير عاصمي) انطلق حديث (غرائبي !!) آخر لم أسمعه بنفسي - كما الأوّل - وإنّما عبر رسالة إلكترونيّة من مصلٍّ في المسجد المذكور .. * رسالة من شخص اسمه عمّار - واكتفى باسمه الأوّل - يقول فيها نصاً بعد التحيّة : * "إمام مسجد الجهاز القضائي بالدّمازين بدأ خطبته الأولى بما درج عليه الكثيرون من أئمة مساجدنا" .. * و"في الخطبة الثّانية تحدّث الإمام عن الملك الرّاحل فيصل وحكاية اغتياله عقب قوله إنّه سوف يُصلي في القُدس" .. * والغريب في الأمر - والحديث لإمام المسجد - أنّ هنالك صحفياً كتب مقالاً عنوانه (هجليج والهجيج)" .. * "وعلى الرُّغم من قراءتي للمقال المذكور إلاّ إنّني أعدتُ قراءته مثنى وثلاث ورباع بعد انقضاء الصّلاة فلم أجد فيه ما يُريب" .. * "هذا الإمام اسمه إسماعيل وسوف اجتهد في معرفة رقم هاتفه لمدك به علك تفهم منه ما عجزت أنا عن فهمه بما أنّك كاتب المقال المذكور" .. * انتهت رسالة عمّار ، ولكن ما يُثار من (غرائبيات !!) في بعض مساجدنا لن ينتهي إلاّ أن يُدرك أئمتها معنى (العبودية !!) الحقّة .. * فالحق يريد منّا جميعاً أن نكونَ (عبيداً !!) لذاته (مُخلصين له الدّين !!) .. * لا أن نكونَ (عبيداً !!) للسلطان (مُخلصين له الطّاعة !!) .. * فأمثال هؤلاء هم الأقرب إلى (العبودية !!) بالفهم الذي به يغمزون ويلمزون .. * ثمّ بالفهم الذي به يوعزون ب(القتل !!!!!) . الجريده