صدي نوال السعداوي.. والمرأة والصراع النفسي!! «2» أمال عباس ٭استعرضت بالأمس كتاب المرأة والصراع النفسي للدكتورة نوال السعداوي، الذي اثبتت فيه ان المرأة في الأسرة العربية تعاني من حالات عصاب مزمنة. ٭ اما الكتاب الثاني فهو الوجه العاري للمرأة العربية والذي يتضمن عدة افكار للدكتورة نوال، منها ان الثقافة المحلية ليست هي الثقافة الوحيدة التي حولت المرأة الى سلعة، لكن ثقافات الغير فعلت اكثر من ذلك.. كما ان اضطهاد المرأة لا يرجع الى منطقة جغرافية او معتقدات روحانية بقدر ما يرجع اساساً الى النظم الابدية في المجتمع البشري كله. ً ٭ وتقول دكتورة نوال ان هؤلاء الذين يقللون من أهمية علم الجنس لا يدركون الأسس الاولية لعلم السياسة وان هؤلاء الذين يقللون من أهمية البحوث العلمية الخاصة بالنساء وعلاقتهن بالرجال ويعتبرونها قضايا ثانوية محدودة لا يدركون المشاكل الحقيقية في المجتمع. ٭ ولكن مشكلة دكتورة نوال ما زالت هي استنادها على اتهام الرجل الشرقي والعربي بأنه وراء كل المصائب التي تقع على المرأة.. وان الرجل كائن بدائي لا يطلب من المرأة الا المتعة والطعام. ٭ والواقع يقول غير ذلك، فالمسألة ليست بهذه الحدة وان كانت تحتاج الى المعالجة.. بل المرأة في عمومها.. اي الشرط النسوي لا سيما المرأة في الغرب الرأسمالي.. بل وللرجل ايضاً قضية.. وبالتالي فإن للبشرية قضية كبيرة وخطيرة قضية بداية اختلال الحياة وتداخل الادوار.. دور الرجل ودور المرأة في الحياة. ٭ علمت أن هناك جمعيات نسائية في كثير من انحاء العالم تسمي نفسها جمعيات تحرير المرأة.. وبالطبع ليس هناك اعتراض على المناداة بتحرير المرأة.. لكن السؤال ما هو التحرير الذي نريده للمرأة؟ وللاسف علمت ايضاً ان هذه الجمعيات تنادي بالمساواة المطلقة.. المساواة وحسب بل وبعض الجمعيات تنادي بإمكانية اقصاء الرجل من حياة المرأة. ٭ مع المتغيرات السياسية والاقتصادية التي انتظمت العالم اصبحت هناك ضرورة لمعالجة كل الافرازات والاسقاطات الاجتماعية وعلى رأس هذه الافرازات والاسقاطات ما طرأ على الحركة النسائية. ٭ والثابت هو ان الاسرة لم تكن كياناً اجتماعياً ثابتاً منذ حياة الانسان الاول وانما طرأت تحولات وتبدلات كثيرة وعديدة عبر القرون وطوال الحياة الانسانية على ظهر هذه الارض ظلت مسائل المرأة والاسرة والظواهر الاجتماعية والعلاقات بين الناس محل دراسة الفلاسفة والعلماء والسياسيين والكتاب والفنانين. ٭ في حياة الانسان الاول كان الرجل يخرج للصيد والمرأة هي التي تهتم بالاولاد وتقوم بحمايتهم وتربيتهم.. وكانت تجمع الاعشاب وتعدها لمعالجة من يمرض من أفراد الاسرة. ٭ وهذه المهام المتعددة اعطت المرأة الاولوية على الرجل وكان الرجل يقدر جهودها ويطيع اوامرها.. بل كانت المرأة تفوق الرجل في كثير من المجالات. ٭ ودخلت عالم الخرافات والاساطير حاملة معها صفاتها وامتيازاتها التي منحتها لها الحياة البدائية آنذاك فنجد أن آلهة الخصب والتناسل من النساء وآلهة الذكاء ايضاً من النساء.. وكانت المرأة واهبة الاسرار والمعجزات.. ومنها كان مجتمع الام والابناء يتبعون قبيلة الأم. اواصل مع تحياتي وشكري الصحافة