تراسيم عبد الباقى الظافر إذا سرق الشريف..!! أمس الأول تمعنت باهتمام لافتة تحملها أسرة الحبيس خالد سليمان.. أطفال وسيدات رفعوا لافتة كتب عليها (ارحموا ضعفنا.. أو لن نهاب قوتكم).. لمن فاتهم الاستماع نفيد أن الأسرة كانت قد نظمت أمس الأول وقفة احتجاجية أمام وزارة الإرشاد بشارع النفيدي بالخرطوم شرق.. الأسرة تحتج على احتجاز عائلها لمدة جاوزت الأربعة أشهر على ذمة تحقيقات في شبهة فساد في أروقة الأوقاف.. الإحساس المسيطر على الأسرة أن العدالة انتقت ابنها دون الكبار وجعلت منه كبش فداء.. تحت هذا الظرف كانت الأسرة مستعدة لبذل النفيس للتعبير عن مشاعرها. يوم الجمعة الماضية أوردت صحيفتكم (آخر لحظة) مستندات تؤكد أن وزير التجارة وجه وزارته بدفع مبلغ عشرين ألف جنيه لكريمته.. الوزير عثمان عمر الشريف يبرر طلبه أن المبلغ عبارة عن أتعاب لعمل ابنته في وزارة التجارة.. ثم تضيف ذات المستندات أن الوزير طالب بتخصيص مبلغ مائة ألف جنيه أخرى توضع كنثرية عمل بين يدي مدير مكتبه الذي هو في ذات الوقت زوج « كريمة الوزير » . بداية لماذا يحيط الوزير نفسه بأهل بيته في وزارة التجارة.. أجهزة المراجعة احتجت على المبلغ المخصص لكريمة الوزير بحجة أنها « لا تشغل منصباً رسمياً مثبتاً في كشوفات الخدمة العامة » .. أما مبلغ المائة ألف جنيه فقد تم صرفه على أقساط . توظيف الأقارب مؤشر لسوء النية في العمل العام.. وإحقاقاً للحق هذه بدعة ارتبطت بالوزراء الجدد الوافدين إلى الحكومة (صحبة راكب).. وزير الإعلام السابق عبدالله مسار جعل زوجته مديراً لمكتبه في وزارة الإعلام.. فيما اختارت وزيرة التعاون الدولي الرفقة المأمونة واجتبت شقيقها في وظيفة مدير مكتب.. أما الشريف عثمان عمر فقد جعل نفسه بين ابنته وصهره. صمت الشريف وتحدث سكرتير رئيس الجمهورية السابق.. محجوب فضل بدري الذي استيقظ ضميره مؤخراً وطلب أمس الأول من أغنياء الإنقاذ أن يتنازلوا من نصف أموالهم تقديراً للظروف الصعبة التي تمر بها حكومتهم.. جاء بدري هذه المرة منتقداً آخر لحظة لأنها أماطت اللثام عن مخالفات الشريف في وزارة التجارة.. سكرتير الرئيس السابق يرى في الأمر استهدافاً ويذكرنا بإخوته في المؤتمر الوطني الذين كانوا مجرد موظفين وأصبحوا من كبار رجال الأعمال.. وبما أن المستشار الصحفي كان قريباً من الأحداث ويملك زاوية مقروءة.. لماذا لا يبدأ المهمة العظيمة بنفسه ويفضح لصوص الحزب الحاكم الذين يراهم ولا نراهم. تمنيت من الشريف عثمان عمر أن يرفع صوته موضحاً ومفنداً.. توقعت من حزبه المشارك في الحكومة أن يدلي برأيه في هذه الواقعة.. حتى الناطق الرسمي باسم الحكومة لم يفتنا فيما فعل الشريف. اسوأ إحساس أن يشعر المواطن العادي أن للعدالة سقفاً.. الطامة الكبرى تأتي حينما يتيقن الشعب أن الشريف لن تطاله أبداً يد العدل.. وأن من لا ظهر له يجلد على بطنه. آخر لحظة