... بقلم/ منتصر نابلسى [email protected] ظل وهج الشمس يلفح الوجوه وقد كشر الصيف عن انيابه ...التهب كل مايمكنك لمسه ارتفعت حرارة الاجواء .... الاسعار ... احترقت الجيوب فلسا ...... وخوفا وهما...وغما .... وصلت درجة حرارتها اعلى معدل فهرنهايتى بمقياس المعاناة وبلغ السيل الزبا.... صباحات كل المدن مفعمة بامال عراض.... وتصبح على الف خير يوما... ياوطن فماذا عن مدننا وخاصة مدينة تنام على شاطئ الانتظار والرطوبة والحر القائظ والغبار ....وجيوش من البعوض مازالت تهتك بالاجساد الهزيلة .... تصبح على اصوات وصياح باعة الماء وهم يبيعون الماء للناس العطاش وسط ضجيح البراميل ونهيق الحمير .....كما جوالين البنزين التى تسلقت قائمة الضغوط اليومية على جيب الانسان السودانى ... عيون الناس فى هذه المدينة تنام على امنيات احيانا عسى بل ولعل..... ان تجد الماء فى اليوم التالى حتى يغسلوا هموم الليلة السابقة ... واكدار ما تعلق بهم من ازمات وكوابيس .... قد كان البعوض احد تلك الكوابيس..... و كل من فيها شايل الامل الى اليوم الذى يليه حتى غدت امالهم وهم وسراب ... استرسلت فى ايامهم المعاناة اكثر فشح الماء المستمر على مدى السنوات الطويلة المدينة المتعطشة متى ترتوى المواسير بالماء.... حفظ الناس الوعود من الحكومة والتى تليها سلسلة من الخطب الجوفاء والوعود والاستهتار بالعقول ...الى متى ... السنة الجاية سوف تصل شبكة المياه من عطبرة الى بورتسودان وتمضى بدل السنة سنوات عجاف من الجفاف الذى لايغادر المكان والماء لم يصل من النيل هبة الله لارضنا كلها شرقها وغربها والميناء الاول مازال ينتظر ... توفر الماء فى شرايين المدينة وما جاورها ... والتى هى من ابسط واهم المقومات الحياتية التى لا يستغنى عنها كائن من كان وها نحن نتخطى القرن الواحد والعشرين ولسان حالنا تيتى تيتى زى ما رحت جيتى ، تصيح المدن فى العالم على اشراق ونماء وتطور وامال عراض .....تشرق شموس بورتسودان وكثير من مدن الوطن على الم وعطش وظلم وتهاون العطاء ليس ادعاء العطاء نتائج فاين النتائج من واقع الحال .... شراء الماء يوميا امر اصيح لا مفر منه ... اصوات الحمير وهى تجر خلفها براميل الماء المثبت على شبه العربة الخشبية ... لايحتاج السقا ان ينادى للمشترى لان اهل الاحياء ينتظرونه بفارغ الصبر بل ترى جماعة منهم يستقبل السقا على مشارف الحى كما يستقبلون زائر عظيم الشأن....كل يحجز عدد الاجواز التى يستطيع جيبه المتعب ان يدفع قيمتها... السقا ليس اى شخص فى مثل هذه الايام العصيبة فهو الوزير والمدير والمسئول الاول والاخير عن سعر ولا تسعيرة ولا يحزنون المهم تلقا المويه ........ يسأل حاج على السقا: بكم جوز المويه ؟؟؟ ينظر اليه مواصلا سيره على الكارو وجلده للحمار : انت ما عارف ما فى مويه انا مشتريها اليوم بالسوق الاسود ياحاج. حاج على وقد ارهقه المشوار : اسود ولا احمر هى المويه بقت ليها سوق اسود كمان الله يستر السقا وقد تهلل وجهه بالربح الوفير: هو فى حاجة رخيصة البنزين بكم ياحاج؟ الحاج وقد تملكه الغضب: كمان حمارك داير بنزين والله حكاية السقا : فى حاجة تمشى بدون بنزين انت عارف كم سعر البرسيم اليوم؟ حاج على وقد تملكه الاعياء والغضب : انا مالى ومال البرسيم انا داير مويه بس ما قلت ليك بيع لى حمارك دا.... السقا : عشان كلامك المسيخ دا المويه دى محجوزة ......عندى زبائن غيرك مع السلامة يا حاج ( يمضى غير ابه بالحاج ) حاج على : انا ما عاجبك هو نحن على كيفك ياخ ..... ثم ارعد وهدد وتوعد لكن السقا ظل يشق طربقه وسط الحى وهو يضرب حماره يحثه على الاسراع مبتعدا عن بيت حاج على الذى مازال يتمتم ويصيح ولكنه مالبث ان بدأ البحث عن سقا اخر . همسة :-(( قد تكون هناك لمسات جمالية على مدينة بورتسودان ولكن اجمل ماينتظره المواطن فيها هو تدفق الماء فى شرايينها ))