[email protected] خرجت اليوم الخرطوم من غفوتها الطويلة ، ونفضت عنها تراب الدجل والتزييف الذي علق بتاريخها لما يزيد على العقدين من الزمان، التزيف المقنن لإرادة الشعب الصامد وقوته ، فظن الغافلون أنه نام ولن يستيقظ يوماً من جديد .. ظنوا تدجينه وتركيع هيبته لمنفعة جيوبهم وخزائن كنوزهم المترهلة بخيراته وعرقه .. نسوا وبعمد انه صانع الثورات..! تاريخ بهي من الإرادة ومضرب مثل الشعوب في هبتها .. نفسه الشعب السوداني من دك حصون الطغاة من قبل ومن يعمل على دكها من جديد، ما اجمل نهارك اليوم يا خرطوم .. وما أعظم غضبتك في وجه من زيفوا تاريخك .. علميهم غضبك الجميل .. وذكريهم أنه وإن طال الزمن فالحساب ولد . هل رأيتم هذا الجيل الجديد من الثوار؟؟ شباب يدرك معنى الثورة في اعمق مفاهيمها .. ووعي بالدور والمسؤولية التاريخية ، مسؤولية التغيير .. وما اروعها من كلمة سطعت ملء حناجرهم وهم يهتفون بجراح هذا الشعب ومعاناته ومستقبله (حرية .. حرية .. حرية ) وهل هناك اعظم من هذه الكلمة ؟ هم نفسهم جيل اواخر الثمانينيات و التسعينيات من القرن الماضي، جيل عندما تفتحت عيونه على الحياة وبدأ وعيه لم يجد غير مشروع حضارتهم الفاشل وجلالات دفاعهم الشعبي (ياهو ديل) جيل ظن الإنقاذيون أنهم ضمنوا بهم الخلود وإنجاز مشروع دولتهم التاريخي الواهم ، وما وعوا ولا ادركوا يوما أن هذا الجيل خرج من صلب هذا الشعب ، من تاريخه ومن عرق أبائه وأمهاته من كدوا وعانوا وباعوا الغالي والنفيس لاجل عيون اسرهم ومن كوتهم الإنقاذ في ماكل ومشرب وتعليم وعلاج ابناءهم ويالهم من ابناء بررة حفظوا العهد وما خانوا لبن امهاتهم الطاهر فعباوا شوارع الخرطوم اليوم بالهتاف وكحلوا عيونها بثورة وهبت لعيون الوطن أمهات واباء .. فكيف زين للإنقاذ وهمها الذي عاشته وروجت له بان هؤلاء الشباب والشابات (جيل الإنقاذ)؟ سقطوا .. وشرعوا في هروب عظيم ، نعم قادة الإنقاذ الآن في حالة من الهروب الجماعي ، يحاولون إنقاذ انفسهم وما يمكن إنقاذه من غنائم فسفينتهم تغرق .. تغرق ، وأذاع الشباب أخبار هروبهم عبر مطار الخرطوم على الملأ بداية بشقيق البشير وأنتهاء باسرهم التي بدات مغادرة السودان قبل رعايا الدول الأجنبية ، هربوا ظانين أن هذا العالم سيتسع ليخفي سوءاتهم وجرائمهم وهيهات فهذا العالم اضيق من خرم إبرة في وجه الطغاة ومرتكبي جرائم القبح ضد الإنسانية ، والرئيس الساقط نفسه ادرى الناس بضيق هذا العالم فالكرة الارضية اكبر من المسافة بين اديس اباباوالخرطوم ، ستة ايام وهم يجتمعون ليل نهار بحثاً عن مخرج بدءاً من قمع الطلاب وضربهم ظناً منهم ان هذا لفعل سيخيف الطلاب فيتركوا ثورتهم ، وما خروج علي عثمان محمد طه المنكسر بالامس على الناس إلا دليل يؤكد انهم في رعب وذعر ولا يدرون اي منقلب ينقلبون . اعتقلوا زينة الثورة ، شباب التغيير ظناً بانهم قادرون على قمعهم ولكن فشلت اداة قمعهم ولاذت بالفرار تماماً كما يخططون هربت شرطتهم وهروات قمعهم ، هرب كلاب امنهم ولاذوا بالفرار تاركين شوارع الخرطوم لاهلها الغبش الميامين اصحاب الحق وملاك ماضيها وحاضرها ومستقبلها فهل سيجدي الاعتقال والقمع مخرجأ ؟ إلى الجحيم .. كسابقيهم وإلى زوال اكيد فتلك الغضبة التي اشعلت سماء الخرطوم لن تموت ولن تنطفيء قبل ان تضع حد ونهاية لحكم الجوع والفقر والحروب .. وستبدا مدن السودان جميعها الواحدة تلو الأخرى في اللحاق بركب الثورة ، فالهم واحد والكرب واحد والهدف واحد والعدو واحد والشعب واحد ، هي ثورتكم فاكملوها تنصفون ! التحية للمعتقلين في زنازين الإنقاذ .. التحية للشباب الذي اشعل الشوارع تمهيداً ليوم النصر القريب التحية للشوارع التي عادت ثائرة كما عهدناها وعلمتنا ثباتها من قبل التحية للمراة السودانية وهي تتقدم الصفوف في ثورة التغيير والخزي والعار للانقاذ وثورة ثورة حتى النصر ..! 23 يونيو 2012