[email protected] البيان الاول الذي اذاعه العميد وقتها عمر حسن احمد البشير معلنا فيه انقلاب الانقاذ علي النظام الديمقراطي المنتخب تمر اليوم ذكراه ال 23 . هذا البيان اشبه ما يكون ب ( جبة دراويش ) التي تلبس من الجهتين ، يصلح جدا ان يكون آخر بيانات الانقاذ وبيان أول للنظام الجديد. الحيثيات التي تضمنها البيان هي ما انتهي اليه اليوم عهد الانقاذ وأسوأ بكثير وفيما يلي ابرز ما جاء في البيان الاول حتي نتبين أين نحن من 23 سنة انقاذ . تحركت قواتكم المسلحة اليوم لإنقاذ بلادنا العزيزة من أيدي الخونة والمفسدين لا طمعا في مكاسب السلطة بل تلبية لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية في الفتنة والسياسة وتامين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء والمرض . العبث السياسي قد افشل الحرية والديمقراطية وأضاع الوحدة الوطنية بإثارته النعرات العنصرية والقبلية في حمل أبناء الوطن الواحد السلاح ضد إخوانهم في دارفور وجنوب كردفان علاوة على ما يجري في الجنوب في مأساة وطنية وسياسية . تدهور الوضع الاقتصادي وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال علي المواطنين الحصول علي ضرورياتهم إما لانعدامها أو ارتفاع الاسعارها مما جعل الكثير من ابنا الوطن يعيشون علي حافة المجاعة وقد أدي التدهور الاقتصادي إلي خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج . أصبحنا امة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسئولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة وكل هذا مع استشراء التهريب والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوم بعد يوم بسبب فساد المسئولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظام . لقد امتدت يد الحزبية والفساد السياسي إلي الشرفاء فشردتهم تحت مظلة الصالح العام مما أدي إلي انهيار الخدمة المدنية ولقد أصبح الولاء الحزبي والمحسوبية والفساد سببا في تقديم الفاشلين في قيادة الخدمة المدنية وافسدوا العمل الإداري ضاعت بين يديهم هيبة الحكم و سلطان الدولة ومصالح القطاع العام. كادت البلاد تفقد كل صداقاتها علي الساحة الإفريقية ولقد فرطت الحكومات في بلاد الجوار الإفريقي وتركت لحركة التمرد وضع متميز أتاح لها عمقا استراتيجيا تتطلع إلي احتلال موقع السودان في المنظمات الإقليمية والعالمية وهكذا أنهت علاقة السودان مع عزلة مع الغرب وتوتر في إفريقيا والدول الاخري . الآن بعد 23 سنة (انقاذ) البلاد باسرها تحتاج لانقاذ احقيقي من حالة الفشل الذي قاد للانهيار وانتهي الي دمار .. انقاذ البلاد والعباد باسقاط هذا النظام الفاسد.