شيماء عادل بين أهلها ..ومعتقلونا ..أين ؟ محمد عبد الله برقاوي [email protected] الانسان السوداني ، وكأنه لا يكفيه ذلا في الشتات لتتضاعف مصيبته وتتجسد مأسأته داخل وطنه ، فلا هو طائل عنب الغربة ولا يستطيع الصعود لتذوق بلح عيشة الكرامة المعلق بعيدا عنه في أكمام نخلات الداخل التي طالما سقاها بالعرق والدموع والدماء ، ليصبح طرحها في سلال الذين ضربوا حولها سياجا لا يدخله الا أصحاب الحظوة من أهل النظام والتنظيم وكل من قرع لهم الطبول التي تطربهم ! ولم يعد أمام اصحاب الحق الا حصب محصولهم بحجارة الغضب التي ما أن نزلت على رؤوس سارقي الحصاد، حتي أعملوا سياطهم في تلك الظهور التي حملت التراب والسماد لتغذية تلك الغرسة حتى استوت على سوقها بكرا وانتفخت بطنها بجنين ابوه نضال الامة بكاملها ، لكن حفنة من البشر استولوا على سلالم الصعود لاختطاف جنينها بعد أن شقوا رحم سعفاتها الغضة عند النضوح! ثم اطلقوا كلابهم لتنهش الذنود التي امتدت لوضع ذلك الجنين في حاضنة صبرها ! وانطلقت ذئابهم ايضا لتمزق أثداء الحرائر اللائي مددنها حنينا وشوقا لاستعادة ذلك الجنين وارضاعه من حلال حليبهن الطهور ! وهاهم الأحرار من ابناء الوطن والعفيفات من بناته أصحاب وصاحبات الحق خلف اسوار السارق ، بعد أن قلب الحقائق و سجل في صحائف دفاتر تحقيقه الباطل معهم أنهم أعداء الوطن لا أعداء الظلم ! فيما سفيرنا في مصر سفاح العيلفون الذي استأسد على الصبية الأغرار في معسكرات التجويع ، ينبطح ذليلا للسلطات المصرية ، معتبرا الصحفية شيماء عادل ، ضيفة بين اهلها وليست حبيسة ، ولم يقل كلمة في حق المئات من الكرام الذين يتلقون أبشع صنوف التعذيب والتحقير من ساقطي قاع المجتمع الذين يحتمي بتجردهم من الأخلاق والقيم السودانية هذا النظام الدخيل على موروثنا السياسي والاجتماعي والديني قبل كل شيء فيسّخر السفهاء للنيل من أنبل الرجال وأعف الحسان ! لا نعترض أبداعلى اطلاق شيماء عادل ، ولا يرضينا حبسها مهما كانت الذرائع التي نسجها النظام المرعوب من سلاح الكلمة فطفق في غمرة خوفه منها يشهر في وجهها الأسلحة البيضاء ويسكب في عيونها دخان التعمية المسال من القنابل التي صنعها أسياده في ايران وغيرها من بلاد الكبت لتفريق جماعات الكلاب وليس البشر ! ويطلق على سيقان صيغة الحقيقة الرصاص المطاطي ليفتت حروفها التي لا يفهم منظومة عباراتها الناطقة بالحرية والحس الانساني التائق للتناغم في بناء الوطن لا الأقصاء بغية تدميره، مثلما اخترق السواعد الناعمة لبناتنا ، ونام في صدور ابنائنا المفتوحة ، التي لا ولن يبث فيها الخوف وانما سينبت قلوبا جديدة قوية فيها تمد نبضاتها ألسنة وأفواها تزمجر بهتاف الاستخفاف بمن يطلقها وهو الراجف أكثر من طرائده ! ولكننا نتسأءل اليس الذين ذهبوا خلف الغياهب والعتمة من أهل الدار هم بشر ايضا ، أم أنهم ينبغي أن يكونوا من حملة جنسية أخرى و خلفهم من يلوح بعصا التخويف لنظام لطالما تشدق باستقلالية القرار وهدد بتحرير انسان العالم من شرقه الى غربه من ربقة العبودية التي يحياها خارج مظلة الاسلام ، وهاهو يفضح نفسه بتبعية فاقت العبودية اذ ينحني أمام زجرة دولة الجماعة التي قالت لنظامنا تأدب ، وقف عند حدودك ! نعم فليقف هذا النظام عند حده ، وقد أحال اسم السودان الذي كان شامخا الى سبة ، وحوّل سماحة الاسلام الرحب الى سجن كبير ، بحثا عن الأمان لنفسه من غضبة الذين قالوا له كفى استهتارا بالدين وكفى لعبا بمقدرات الوطن وأهله الكرام ! ولابد للظلام أن ينجلي مهما طال الليل ، وسيخرج كل الشرفاء والحرائر رغما عن عناد و تسلط هذا النظام مثلما انكسر وأطلق شيماء عادل! فالصبح ات مع طلعتهم البهية من خلف الأسوار ليغنوا له ونغني معهم، اصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق ! والله ناصر الحق ..