مالنا ومال الربيع العربي مها سعيد [email protected] المتابع لتعليقات ومقترحات العديد من شباب السودان ,عبر النت حول كيفية إسقاط هذا النظام, يلاحظ قلة الخبرة الثورية وليس الوعى السياسى فى تحريك الشارع للإلتحام مع شباب ثورة يونيو, فرغم النداءات المتكرره لتنظيم مظاهرات هادرة, ورغم بطولة الكنداكات وبسالة الشباب الثائرالذى خرج وكسر حاجز الخوف والصمت إلا أن هناك تقاعس واضح, وإلا فلماذا لم يسقط النظام والثورة تنخر فى وجوده منذ يوم 16 يونيو,? وتاريخنا فى إسقاط الدكتاتوريات يسجل أن نظام عبود أسقط فى أيام ولم تتجاوز حتى أسبوعاً واحداً, ونظام النميرى لم يستطع الصمود لأكثر من أسبوعين رغم تطور جهاز أمنه. فالصور والفديو الذى تم نشرها حتى الآن يوضح أن أعداد المتظاهرين لم تنجح فى تحريك اللامبالين لتخرج فى جماهير هادرة كالتى خرجت فى أكتوبر وأبريل, وسهلت بذلك مهمة رجال الأمن فى إصطياد الثائرين وتفريق المتجمعين. وأقول فى هذا وليس من باب التخويف بل من أجل التوضيح والتصحيح إذا إستمرت حالة التقاعس هذه فسينتهى بكم الأمر الى فقد الثوار الابطال لإمتلاء معتقلات وبيوت أشباح النظام بهم وتفقدوا كوادر القيادة الثورية التى كسرت حاجز الخوف, وهذا أخطر خطأ ثورى ويبرهن على قلة الخبرة والإلمام بالتكتيك الثورى. كما إن من الخطأ أن تنتظر الجماهير الغاضبة تلقى أوامر الخروج الى الشارع من بعض الزعامات الحزبية, هذه الزعامات المزعومة لم تحرك ثوار أكتوبر ولا أبريل, هذه الزعامات لديها آداب طعام عريقة عندما تقدم مائدة الثورة, فهى تنتظر أن يقدم الطلاب طبق المقبلات من المصادمات اليومية مع النظام, فيعزفون عنه ويعافونه, وتنحاز النقابات لحركة وتقدم الطبق الاساسى للنظام وهو دسم بالإضرابات والمطالب, فيتعززون ويعتذرون بأنه ساخن وحراق, ولكن ما أن تهدر الجماهيرفى الشوارع مقدمة طبق التحلية حتى تنفتح شهيتهم ويعلنون للملأ بأنهم كانوا وراء كواليس الثورة ليس جبناً ولكن حتى لاتفقد الثورة رأسها المدبر, ويدللون على ذلك بأن الذين قدموا طبق المقبلات هم شباب أحزابهم, ولست هنا بصدد رصد الحسابات السياسيه الخاسرة لهؤلاء, ولكنى بصدد دعم شباب يونيو الذين حار بهم الدليل لتحريك الملايين من جماهير العاصمة, فهم لاينقصهم الحس ولا الوعى الثورى ولكن تقل خبرتهم فى كيفية مواجهة وتعطيل آليات قمع النظام, فإتجهوا للإقتباس من تجارب الربيع العربى تارة بترديد نفس الهتاف وأخرى بإعلان أيام الجمع للتظاهرات, وفى هذا دليل على ضعف الإبداع الثورى فهل وصل بنا الإفلاس الى هذه الدرجة ونحن نملك برءاة إختراع الثورات ضد جبورت الدكتاتوريات؟؟؟ وأقول نعم وصل بنا الإفلاس أن نقلد مصر التى تدرس دورة السودان السياسية- حكم عسكرى/ ثورة شعبية/ديموقراطيه- لطلبة العلوم السياسية فى جامعاتها, ولا ألوم شبابنا فى ذلك فماهو ذنبهم الذى جنوه حتى تنقطع بهم سبل التواصل الجغفرافى والزمنى من الاحتكاك بجيل أبريل؟ فقد حمل جيل أبريل راية الثورة من جيل أكتوبر, أما جيل يونيو فشب وهب ولم يجد احداً من جيل أبريل ليسلمه راية الثورة, وهذه لعمرى إحدى إنجازات هذا النظام التى أمدت فى أيامه لأن حاملى الراية فى أبريل هم الجيل الذى أحيل المعاش للصالح العام وهم فى منتصف ونهاية العشرين من عمرهم, وهم جيل المهجروقد ضاق بهم الوطن على سعته بتضيق الانقاذ عليهم, فهل يعنى هذا أن لا أمل فى تسليم راية الثورة من جيل أبريل الى ثوار يونيو؟! نعم هناك أمل والوسيلة موجودة عبر هذا المنبرومن هنا أوجه النداء لثوار أبريل بالمنفى أن يمدوا ثوار يونيو بتجارب أبريل... ومن هنا أهيب بشباب وطنى أن يكفوا عن كتابة التعليقات الغاضبة على النظام ورمزه عبر الصحف والمنتديات الالكترونيه, ليس إحتراماً لهذه الطغمة ولكن لأن ذلك يمتص الغضب الثورى وهو طاقة جبارة لتحريك الجماهير..ودعوا الغضب على قناة الجزيرة جانباً على عدم إهتمامها الكافى بثورتكم, بل أجعلوا ثورتكم تفرض نفسها على قناة الجزيرة. كما إنجاح الثورة وتأمين أنفسكم يستلزم ثلاثة خطوات هامة: 1- فقء عين النظام- عليكم بالكاميرات الموضوعة فى أعمدة إنارة الشوارع فهى عيون جهاز الأمن تراقبكم من خلالها. 2- إصابة النظام بالصمم- أجهزة الجوال بها أجهزة تصنت حصلوا عليها من الصين, فعليكم إبتداع لغة (شفرة) لنقل المعلومات الثورية. 3- شل حركة قوات الأمن- إقامة المتاريس وتلغيم الشوارع التى يستخدمونها بكسار الزجاج وكلما من شأنه عطب دواليب سيارتهم. ستهمكم النظام بأعمال التخريب, ماهكم فقد إتهمكم بذلك من قبل, علماً بأن هذه الاعمال ليست تخريبيه بل مكافحة لهم ولتأمين تحركاتكم الثورية. وغداً يعود لنا سوداننا وطناً عظيم الشان عمدانو هاماتنا وياظالماً فى الغيب أوحتى بيناتنا أحذر ملاقاتنا