[email protected] قراءة مقالات الصحف السودانية يصيب المرء بالقرف والغثيان واليأس كمية النفاق الذي يأتي بصحف الخرطوم والخوف لا يمكن أن يعبر إلا عن أمة مريضة أصابها مرض عضال وأصبح في مرحلة النهاية Terminal وما يصيب المرء بالمزيد من الغثيان هو الاستنتاجات التي لا يمكن وصفها إلا بالغبية وينعكس ذلك علي رجل الشارع العادي باليأس ، ليس من معدلات الغلاء واستهتار المسئولين ولا من سيارات الآلهة تعبث في شوارع الخرطوم وأمامها مواتر القصر حيث يتم ايقاف حركة المرور لها بالساعات لا يصاب المواطن باليأس من عجز ناس الحكومة وغبائهم الغير مسبوق ولا من مظاهر الفخفخة التي يراها في سفراتهم ومن عبد الرحيم الليمبي يتخطر ويتناقش مع باجان أموم الذكي والمثقف ولكنها يمثلان قمة اليأس الذي يمسك بقلوب المواطن ويعتصرها باجان قمة الذكاء والثقافة والثعلبية وعبد الرحيم قمة الغباء والخنوع والجهل يدرك مواطن الشمال أنه يبرك تحت عصابة من الأغبياء تملك السلاح وليس لها أخلاق وترتكب كل ما يمكنها لكي تستمر في قمعه وانتزاع ثروات الأمة واتلاع اللقمة من فمه هو المسكين يدرك المواطن اليأس لأنه يعلم أنه لا يوجد مستقبل لبلاده التي يحبها وأنه لابد له أن يحاول النجاة بجلده خارج البلاد وتركها لهم يدرك أن ما يفعلونه لا يختلف كثيرا عن التهجير القسري الذي فعلته أنظمة دكتاتورية من قبل وأن ليس له حيلة إلا أن يحمل السلاح ويقاتل لكي يعيش ويعيش السودان ، ولكن أين السلاح يدرك المواطن المسكين أنه لا حول له ولا قوة ، إذا تحدث عاليا دخل بيوت الأشباح وسيتفرج عليه الجميع ويتحدثون فيما بينهم أنه كان من المفروض أن يكون عاقلا ويربط الحزام ويصبر كما يدعون ويسكت أيها المواطن يا محمد أحمد يا تسكت يا أما تقاتل إذا كنت تريد أن تكون في وطنك الطريق الآخر أن تهاجر وتخرج من قرية ظالم أهلها يظلمون أنفسهم بسكوتهم وهم هالكين أخرج وأنجوا بعقلك ودينك وأهلك إنك لا تشبه البشر لأن البشر لا يسكتون علي مثل هذا الظلم أخرج إلي العالم لتعرف أن تعيش في زمن سابق كذب عبد الناصر حين قال : أرفع رأسك يا أخي فقد انتهي عهد الاستعمار الحقيقة أن الحرية التي كانت موجودة في عهد الاستعمار لم توجد منذ الاستقلال لأي دولة أخرج يا أخي لكي ترفع رأسك وتدرك أنك انسان