اختلف الفريقان اللصان ..وافتضح المسروق ! محمد عبد الها برقاوي.. [email protected] في السنوات الأخيرة من عمر الجيش والشرطة السودانية وما جاورهما من سلطات الجمارك والمطافي وحماية الحيوانات البرية التي غاردت بدورها وفي أغلبها زحفا مع غابات الجنوب ! نلاحظ أن الذين حملوا رتبة فريق التي تعفي صاحبها من تكملة اللقب بكلمة ( متقاعد) خلال السنوات الأخيرة في سودان عسكرية الهناء الانقاذية، ربما اصبح عددهم أكثر من فرقان السودان بما فيها من أعداد فرق الدافوري وغناء الجاز والحقيبة والأورغن والمداحين وستات الظار مجتمعة ، بينما نجد أن رجلا في قامة الراحل اللواء عمر سليمان قد عمل قرابة الخمسين عاما ولم ينل تلك الرتبة التي لا تمنح جزافا في الجيوش والمؤسسات العسكرية المصرية على سبيل المثال اذ أنها تراعي الأصول في التدرج الذي لا يحتمل الترضيات على حساب تقاليد المؤسسة الراسخة والعريقة ! فنجد أن من نالوا رتبة الفريق منذ حرب أكتوبر 1973 هناك ، لا يزيدون عن عدد اصابع اليدين الا قليلا! بينما بلغ الاستهتار بمنح اللقب اياه في سودان الانقاذ مدى مزريا وفق تصنيف غريب جدا، فأصبح الفريق المبعد مغضوبا عليه ، يعيش وضعا معيشيا يحط من قدره ورتبته الرفيعة الى درجة الكفاف والعطالة في ظلال الصباح وعند ميادين الأحياء مع انكسار شمس العصريات لمتابعة مباريات الدرجة الرابعة، هذا ان لم يجد ركشة يتعايش بها أو في أحسن الحالات سيارة أمجاد يحفظ من دخلها ماء وجهه البائس! أما اذا كان من أصحاب الحظوة فانه يجد من الدلال ما يغنيه عن كل جهد ، فيأتيه الرزق وهو نائم تحت شجرة تقاعده الظليلة ! أما لأنه من طبقة الضباط المبشرين بالجنة ،أو بحكم حمله السلاح ضد الدولة ثم استجاب لدعاء الأستتابة في ابوجا او الدوحة ، واما منقسما عن جماعته بائعا للقضية وحاجات أخرى كثيرة،لا تحتاج مني الى شرح! الفريقان كودي وعرديب، أسسا حزبهما الوهمي ، من حر مال المواطن المطحون عبر خزينة المؤتمر الوطني المربوطة بجدول وزارة المالية الذي جف ماؤه ، بعد انشقاقهما عن الحركة ، قطاع الشمال ، وحتى لايكون كيانهما المسمى قطاع السلام وفي رواية أخري جناح البشير ، بكامله من العزاب فقد ذهبت معهما حاملة دلوكة السيرة الدكتورة ثابيتا بطرس من قبيل الانعام والاكرام ! الآن الرجلان اختلفا على قسمة المنحة أو الرشو ة المسروقة أصلا ، وهاهي رائحة التراشق باتهامات الفساد و الاختلاسات بينهما تفوح من على عناوين الصحف حتى الموالية منها للحكومة ، فيّدعي كودي أن عرديب قد استولى على مائة مليون من ميزانية المؤتمر العام لتأسيس القطاع المزعوم ! بينما يقول عرديب أن كودي استلم عشرة ملايين لمصروفاته الشخصية ناعتا اياه بالخارج عن الشبكة وهي تورية لوصف تأثير ما يتعطاه كودي من راح القداح الذي نتسأل ان كانت مرونة الانقاذ الدينية تسمح بتوفيره لأهل الذمة في شهر رمضان الفضيل! وعلى علمائنا الذين يرفعون الصوت منددين بحركة عقار وعرمان والحلو و يرفضون التفاوض معها الى درجة اصدار الفتاوي بالتحريم القاطع ، أن يتكرموا ويفتوا لنا حول ، الملايين التي دفعت لمزاج دانيال كودي الذي يتهم الحركة الأم قطاع الشمال بانها داعية للعلمانية ، ومعه الف حق في ذلك القول ، وهو الذي يجد تموين قعدته من الصهباء متيسرا وبالمال الحلال في ظل دولة الشريعة وباعتباره من المؤلفة رؤوسهم ! بينما جيب عرديب منفوج من مال الزكاة الطيب، الذي يصرف جانب منه أيضا على باروكات ثابيتا ، الثابتة منها والمتحركة مثل مواقفها ! مع ملاحظة أن المؤتمر العام للحركة المعدلة جنينيا ووراثيا ، حيث نسبت الأموال اليه ، ليس لديه عضوية جماهيرية ومن الأثرياء على قرار المؤتمر الوطني لا في الخرطوم ولا الجبال بذلك القدر الذي يشكل عضوية جمعية عامة تدفع اشتراكات بالملايين ليبعزقها من لم يضربهم فيها حجر دقش ، وهي بالطبع من المال العام ولو باللفة التي تشبه لفة عمامات أصحاب الفتاوي ، الذين يرصدون ساعة المنبه وقد سرقها أدروب المسكين من مخازن المرفأ ودسها في صديريته ، ويغضون الطرف كما قال لهم ساخرا ، عن البّطاح المحّمل بالبضائع وهو يخرج مسروقا بمافيه جهارا نهارا من بوابة ميناء الانقاذ ..الوطني جدا..طبعا..! وجمعة سعيدة ، على الا ننسى شهداء نيالا !