عندما كنت صغيراً كانت حالتي أشبه بما يصيب حكومة الإنقاذ الفاشلة هذه..كنت عندما أفعل سوءاً..أو أصيب شيئا مما حولي بضرر ألتفت إلى أقرب شخص إلى وأقول له أنت السبب..وكثيراً ما كانت ضحات أمي وأبي (عليهما رحمة من الله ومغفرة) تقول: هوّن ..لا عليك.. كان علي إلقاء اللوم هكذا دون النظر إلى أو البحث عن الحقيقة التي كنت أضيعها بداعي الخوف من إحساس أني مخطئ وليس هرباً من عقاب..رغم أني لم أكن أفعل ذلك متعمداً..وبمقياس ذلك أظن إسرائيل شبعت ضحكاً على قادة حكومتنا الفاسدة الذين أدمنوا وضعها متهما بكل أمر سيء يحدثونه في سوداننا الحبيب.. ما أنفك قادة الإنقاذ يحدثوننا عن مؤامرات إسرائيل وأطماعها في بلادنا ويرمون عليها اللوم دبر كل أمر لا يرضي شعبنا المسكين..وكأننا نصدق ليعيدوا الكرة مرة ومرات.. كل المشاكل الإقتصادية التي مررنا بها قالوا أن السبب فيها إسرائيل..حتى إنفصال الجنوب الذي كان بإرادة السلطة الفاسدة وتدبيرها قالوا السبب فيه إسرائيل.. وتوقف تصدير بترول الجنوب سببه إسرائيل.. ومايحدث في غرب وشرق بلادنا الحبيبة أيضا سببه إسرائيل.. إسرائيل هي من ياكل ويسرق أموال الناس بالباطل..وهي من يجعل الشباب عطالى (إلا من تبع السلطة الفاسدة) وهي من يغلق الصحف الحرة وهي من يسكت القائلين الحق وهي السبب في ذيادة أسعار المواد الغذائية وبذلك يبرئ اللصوص ذمتهم زوراً وبهتاناً وجبناً ويظنون إسرائيل مسؤلة أمام رب العباد عن كل ذلك لا السلطة الفاسدة المفسدة لوطننا.. الناس يموتون بالجوع والعطش والسبب إسرائيل.. وكان إسرائيل هذه لا شغل لها غير السودان.. الأمراض سكنت كل بيت سوداني ونهشت كل جسد لأن إسرائيل تدير المستشفيات وتشطب القرارات المنادية بمجانية العلاج وتحدد أسعار الأدوية وتجعل دخول المستشفيات الكبيرة حكراً لمن يسرقون أموال الشعب.. وهاهو وزير الداخلية إبراهيم محمود حامد يحدثنا بان إسرائيل هي السبب فيما حدث بنيالا..معيداً اسطوانة مشروخة مللنا سماعها جداً.. لكن سعادة الوزير لم يحدد لنا كيف دخل الجنود الإسرائلين إلى هناك ليطلقوا النار على صبية عزل خرجوا إلى الشارع تسوقهم براءتهم مطالبين بحقوقهم في التعليم والعيش الكريم .. كذبوا كما تشاؤن ولكن نحن نعرف من السبب في كل مايحدث.. نعلم أسباب خروج الأطفال إلى الشارع في مدينة نيالا..ونعرف من قتلهم.. إنكم تتبولون على رؤسنا دون أن تكلفوا أنفسكم عناء تسميته مطراً.. ارحلوا قاتلكم الله.. - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : mmd..jpg