[email protected] مثلما هو شائع معروف لدينا مقولة (وجع البطن من سيدو) فإن ذات المقولة تنطبق حرفيا على (وجع الحلقوم من سيدو) أي أن في الحالتين يكون المصاب البطني أو الحلقومي جنى على نفسه إما (بالرمرمة) غيرالمرشدة في الحالة الأولى أو الزعيق و الجعير الزائد عن قدرة احتمال الحبال الصوتية في الحالة الثانية. لعل الله أراد بآذاننا رحمة من الكواريك و الجلبة التي لم تقدم شبرا على مدى عقدين و نيف و رغم ندرة الداء الحلقومي على شاكلة ما أصاب الرئيس إلا أن هناك أسبابا رئيسة تقود إلى الإصابة به. أما أولى تلك الأسباب فهو عامل (البلع) سيما إذا كان المبلوع - مع عدم تناسبه مع مجرى الحلق - غير ممضوغ على نحو جيد أما ثاني الأسباب فهو كثرة (الجعير و الكواريك) على نحو يرهق الحبال الصوتية و يتعدى سلبا على طبول آذان السامعين و أقوى مسببات الداء الحلقومي هو كثرة الكذب إذ يعمد الكاذب على رفع صوته ظنا منه أن قوة الصوت تعنى لديه قوة في الإقناع. و في حالة طبية نادرة دلت الفحوصات الأولية أن الحبال الصوتية قد تضررت ضررا بليغا إذ أجهدت لدرجة قاربت الحبال الصوتية الحميرية مما أصابها تهتك و شرخ كبيرين و لا تزال المحاولات جارية بحثا عن حلقوم بمواصفات خاصة جدا لزراعته بدلا عن الحلقوم السابق الذي يحسبه الكثير من المريدين شيهدا لأنه انشرخ في ساحات الجهاد الكلامية. للتعافي من الداء الحلقوي على المصاب الإقلاع الفوري من تعاطي الجعير و والكذب الكثير و الكف عن بلع ما هو للأرامل و اليتامى و وضع الحلقوم المعنى في حالة سبات شتوي و عدم التكلم إلا رمزا. و قالت العلماء إن الابتلاء بداء الحلقوم رغم أن المصاب يتمتع بمكانة و اهتمام خاصين إنما يرجع أساسا لعقوبة دنيوية عاجلة غير عاجلة تصيب على نحو خاص الأداة الفاعلة من الجسم إذا لا يختصر الأمر في الحالة الرئاسية الماثلة على الحلقوم بل يتعداه إلى اللسان و الأنف و أعضاء أخرى ذات صلة بالمسألة التكلمية. و أردف ذات العلماء أن هذا الداء الحلقومي صعب التعافي منه إذ أن مسببه ضرب من الإدمان الكلامي المخلوط بالكذب و الاجتراء على عباد الله و التعالي في الأرض و سبب آخر هو أن الإحصاءات الأخيرة دللت على أرقام فلكية بالرافعين أيديهم دعوة عليه لما لحقهم من ظلم.