[email protected] الصادق المهدي سياسي وليس بزعيم .. إنما جاءته الزعامة من مولده وسط طائفة كان لها زعماء كبار ورث منهم المكانة والتاريخ .. إنه يمارس السياسة كما يقول الألمان vom Bauch ( أي من البطن ) فهي سليقة فيه وطبيعة في تركيبه ولأنها طغت عليه بأساليبها السوداوية السلبية فقد أخرجته من أن يكون زعيما دينيا أو زعيما دنيويا ووصلت به السياسة في النهاية الى ان ينادي بالإطاحة بالنظام بإسلوب ( ناعم ) كأن الثورة التي خرجت من مساجده كانت مسلحة وخشنة .. كل عناصر الثورة كانت متوفرة تحت يديه .. وكل أسباب الثورة نضجت أمام ناظريه .. الشباب في حزبه دفعه وشجعه ولزلزه ولكن الرجل يمارس السياسة من ( البطن ) كالخواجات حيث لا تحسن الا في البلاد المستقرة .. فهو لو كان قائدا عسكريا لحقق في كل معركة هزيمة ساحقة لبلده لأنه في أوقات القفز بالزانة يبحث عن المتر ليقيس مدى القفزة وإرتفاعها فيدخل في نفسه الروع وفي قلبه الوهن .. ليس الرجل منراجعا ومثبطا كما يعتقد الناس بل الرجل أبعد من ذلك لأنه عاطفي وتكسر قلبه الخيانة والتراجع وقت الزحف .. ولو كان قائدا لجماعة من الأسود الجائعة ما صادت هذه الليوث غزالا واحدا والغزال تحت أيديها وأمام ناظريها لأنه والغزال محاصر يحس بدنو أجله سيضع خطة وسيحدد أدوارا وسيعقد مؤتمرا صحفيا .. الغزلان وهي في اليد تريد من يقفز وليس من يخطط .. ربما لأنه اسد عجوز لا يهمه الجوع ولا الشبع ولا يهمه القطيع أكل أم جاع ولا يهمه الغزال نجا أم هلك .. ورجل مثل هذا لا يصيد ولا يدع غيره يصيد لابد ان يقوم باتفاقيات سرية .. كل سلوكياته وتحركاته تدل على انه وزير لخارجية قرامطة الانقاذ وانه المتحدث باسمهم أمام الدوائر الخارجية التي تؤثر داخليا وأنه لصراعاته العائلية الكثيرة منذ الامام الهادي عليه رحمة الله يستمرئ ان يكون وريثا غير معلن للعراب السابق المغدور الذي مازال غاضبا ويعيش على أمنية واحدة تعيق طريقه الى الله وهي ان يرى يوما في قرامطة الانقاذ ما رآه الناس في كتائب معمر القذافي .