بسم الله الرحمن الرحيم الدفاع عن النبي إنما يكون بالاقتداء به صلاح فرح [email protected] قد عرف عن نبي الإسلام أنه مسالم، ومتواضع، ولطيف، وودود مع كل الناس .. وما عرف عنه العداوة، ولا عرف عنه العنف بالآخر .. لذا ينبغي في دفاعنا عن النبي أن نتحلى بأخلاقه، إن كنا نحبه حقا .. لأن محبة الناس من محبة النبي .. وليس من الإسلام معاداتهم والعنف بهم .. فنحن المسلمون نختم صلاواتنا بعبارة (السلام عليكم)، وهي تعهد منا أمام الله بأن نكون في سلام مع من حولنا من الناس .. قال تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا (وليس لتعادوا وتعنفوا ببعضكم بعضا) إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير .. وجاء في حديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله وسلم قال: (الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله) .. يفهم من الآية الكريمة ومن هذا الحديث الشريف أن الأديان من الله وأن الله سبحانه وتعالى رب قلوب .. وما من استطاعة أحد أن يطلع على ما في قلوب الناس من تقوى .. الله وحده العالم بما في الصدور .. فمن الجهل، بل ليس من الإسلام، معاداة الناس والعنف بهم .. لكن، على الرغم من أنه ليس من تعاليم الإسلام العداوة والعنف بالناس، إلا أننا نرى، في الآونة الأخير، جماعات من المهوسين، في عدد من البلاد الإسلامية، يدفعهم أئمة جهلاء يحرضونهم ويوغرون صدورهم ليمعنوا في خصومهم اغتصابا وتقتيلا جاوز كل الحدود .. القاعدة الذهبية في تعاليم الإسلام تتجلى في الآية الكريمة: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) .. فمن كانت قدوته النبي صلى الله عليه وسلم، ينبغي عليه أن يتخلق بأخلاقه .. ولكن حين يكون الشخص إمعة، يسلم أمر نفسة لجهلاء يحركونه بالاشارة دون أن يفكر لنفسه، فإن ذلك يولد الكراهية والعداوة .. الحر هو من يأتمر بأمر الله، لا بأمر الجهلاء من أئمة الجوامع .. إذ ليس هناك، لا في القرآن ولا في الحديث، أمر للناس بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم .. بل العكس، فإن الأمر في الدين أن نترك من افترى على النبي وشأنه، وذلك لقوله سبحانه تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبيّ عدوّا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون) .. فإنه ما من عنف باسم الدفاع عن النبي إلا وهو اتهام لله بالتقصير، فهو سبحانه وتعالى كاف نبيه وأتباعه الذين يرون في الإساءة للنبي الكريم إساءة لدينهم، وقد تعهد بذلك حين قال: (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين)، كما تعهد بقوله: (وكذلك جعلنا لكل نبيّ عدوّا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا) .. صدق الله العظيم صلاح فرح 21 سبتمبر 2012