مجذوب محمد عبدالرحيم منصور [email protected] يقال ان مفكر سوداني كان قيد الاعتقال في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري وحدثني احد انصار ذلك الرجل انه كان حضورا عندما اطلق صراحه وقد تجمهر بضع عشرات من انصاره امام منزله لاستقباله وكان بجوار منزل ذلك المفكر بيت خرب او كما نقول نحن اهل السودان في العامية(شرام)- ارجو الا تكون عصية الفهم هذه الكلمة خصوصا عليكم اهل البندر. نعود لموضوعنا فقد حيا الرجل مستقبليه وارتجل كلمة قصيرة خلاصتها ان من كانوا وراء اقناع الرئيس نميري بإعتقالي باعتباري كافرا وملحدا سوف يحكمون هذه البلد في يوم من الايام وسوف يجعلونها مثل هذا البيت(اشار بيده الي البيت الخرب جوار منزله). فالرجل كانت لديه نظرة ساغبة وكان يقرأ الاحداث جيدا ويستشف من وراء الاسطر الكثير ومن تحليله لشخصيات قيادية في تلك الجماعة ومن خلال كثير من الهفوات وذلات اللسان التي كانت تحدث في مجتمعات العاصمة بالوانها المختلفة من قيادات تلك الجماعة ماكان كفيلا ليقنع ذلك الرجل بانهم لن يهدأ لهم بالا حتى يصلوا الي سدة الحكم وقد كان. نعود الي موضوع الخراب الذي اشار اليه وماذا كان يقصد بالخراب؟ في اعتقادي الشخصي ان الخراب كلمة جامعة لكل ماهو سئ وقبيح ولك ان تتخيل صورة المجتمع السوداني قبل شريعة نميري او ماعرف بقوانين سبتمبر وما اعقب ذلك من وصول الجبهة الاسلامية للسلطة على ظهر دبابة فكيف كانت صورة المجتمع السوداني وكيف هي اليوم؟ ببساطة شديدة الفضيلة لا تحتاج الي من يشير اليها في مجتمع ما فالجميع يشاهد ويرى ويستطيع ايا منا ان يحكم على حال مجتمعنا اليوم وشكل الجرائم الغريبة والدخيلة على مجتمعنا بل وصل الحال ان الواحد منا لايستطيع ان يستوعب بل ويصدق بعض الجرائم التي تحدث عندنا اليوم. كنت معلما في ثانوية ما في العاصمة الخرطوم فحضر احد الضيوف بدعوة من جمعية القران الكريم في المدرسة لعمل محاضرة للطلاب فجلسنا نحن معلمو المدرسة نستمع لما يقول. وتحدث الرجل بكلام لايفهمه طلاب هذه المرحلة بل ولايعنيهم في شئ وركز كل حديثه على اننا قد نظفنا المجتمع وصار مجتمعا فاضلا الي غير ذلك من الكلام الذي اعتادوا عليه دون ان يكون واقعا معاشا وذكر لهم بالحرف اسالوا المعلمين ديل لانكم كنتم صغار( كان رجال الشرطة ينظمون الناس حتى ياتي دورهم للدخول لبيوت الدعارة في منطقة الشهداء) ولكن الان هل يوجد مثل هذا الكلام؟ هذا الرجل اما انه اهبل وغبي وهو يعرف ذلك جيدا او انه ليس لديه مايقوله لطلاب في المرحلة الثانوية.اي طهارة واي فضيلة يتحدث عنها هؤلاء الناس وقد اصبح المجتمع سوداني خربا في قيمه واخلاقه وعاداته .لا نريد ان نتحدث عن الخراب المحسوس في كل شئ ولعل مفكرنا الراحل لم يقصد عندما اشار الي البيت الخرب خرابا محسوسا في الصحة والتعليم وحياة الناس اليومية بل ولا حتى اقتطاع جزء من البلد بذهاب الجنوب ولا حتى بتشرذم اجزاء اخرى واندلاع صراعات فيها لم تبق شيئا من الاخضر واليابس ولكنه عنى الخراب المعنوي المتمثل في الفساد الاخلاقي وظهور جرائم غريبة على مجتمعنا فعلا وليس كلاما نطلقه جذافا .بالله عليكم هل سمعتم قبل مجئ الانقاذ ان ابنا ذبح والده؟ وهل سمعتم قبل مجئ الانقاذ ان بنتا قتلت امها؟ وهل سمعتم قبل مجئ الانقاذ ان شابا ذبح خطيبته؟ وهل سمعتم قبل الانقاذ ان شابا تحرش بشقيقته؟ وهل سمعتم ان قبل مجئ الانقاذ ان فلانا اغتصب طفلا؟ وهل سمعتم قبل مجئ الانقاذ ان شخصا راشدا وعاقلا قد خرج من بيته ولم يعد؟.ومن الاشياء الغريبة انهم يطبقون هذه القوانين على اناس دون اخرين وعندما ظهر ذلك الشريط لفتاة اليوتبوب التي تجلد بواسطة الشرطة انبرى كل اهل الانقاذ للدفاع عن الواقعة ولتبرير ماحدث بان هذه البنت معتادة على مثل هذا النوع من الجرائم وعليه كان لابد من تطبيق شرع الله فيها فاين كان شرع الله الذي تطبقونه يوم ان قبض على عضو مؤتمركم بالدليل القاطع ام ان شرع الله هذا لايطبق على عضوية المؤتمر الوطني.؟ كيف لايكون هناك فساد بل وهلاك وانتم تطبقون شرع الله الذي تدعونه عل اناس دون اخرين اولم تسمعوا بحديث رسول الله(انما اهلك الذين من قبلكم---- الي اخر الحديث) مع ان من يفلتون من العقاب ليسوا بشرفاء نسب وانما شرفاء سلطة حتما ستزول يوما والله المستعان وعليه التكلان مجذوب محمد عبدالرحيم منصور [email protected]