تأمُلات هنيئاً لاتحاد الكرة كمال الهدي [email protected] . عجيب أمر المسئولين في بلدي بدءاً بالحكوميين وانتهاءً بإداريي الكرة. . فثمة اهتمام مزعوم بالكرة وتصريحات هنا وهناك عن دعم مادي من الجهاز الفلاني أو المسئول العلاني. . وتدخلات مباشرة من رئاسة الجمهورية لحل بعض القضايا الجدلية. . لكنهم وكدأبهم دائماً لا يقدمون لهذه الرياضة حلولاً جادة ولا يطرقون المجالات الأكثر أهمية. . معلوم أن جل أبناء هذا الوطن يحبون كرة القدم إلى درجة الهوس، ورغماً عن ذلك نعد الأفشل فيها بين كل بلدان المنطقة وربما العالم. . حتى الصومال بكل حالة التمزق التي تعيشها جاء صغارها إلى بلدنا وظفروا بنقطتين غاليتين ليقصوا منتخب ناشئينا ورغماً عن ذلك ما زال الكوتش شرف ينظر وهو في كامل أناقته عبر الفضائيات عندما تتم استضافته كمحلل لمباريات دورينا الممتاز! . كل الناس يجمعون على أن حل معضلة الكرة السودانية يتمثل في هؤلاء النشء إن تم تشكيلهم بالصورة المثلى. . لكن المؤسف أن بعضنا قد فشل في قيادة هؤلاء النشء لتحقيق الفوز على الصومال! . المدينة الرياضية الرياضية انتظر الناس طويلاً وتحدثوا كثيراً عن أهمية إكمالها لكن لا جديد في الأمر ، ولا تدخلات جادة من قبل المسئولين. . وحتى إن تدخلوا فلا أظن أن تدخلهم سيغير في الأمر شيئاً. . فقد سبق أن تدخل نائبا الرئيس في موضوع النقل التلفزيوني ليحتفي بهما ثاني يوم بعضنا ويدبج المقالات في مدح القائمين على الأمر واهتمامهم المتعاظم بكرة القدم!! . لكن ماذا حدث بعد ذلك تم نقل عدد من المباريات ثم توقف النقل مجدداً، ليعود من جديد، لكن ليس في الأمر جديد أيضاً وها أنتم حتى الأمس القريب قد تابعتم فشل قناة النيليين في نقل مباراة المريخ وأهلي مدني رغم أن المباراة لعبت بمدينة تقع على مرمى حجر من عاصمة البلاد وهي ليست بالمدينة الصغيرة. . ما يحيرني أن اتحاد الكرة يديره بعض المنتمين للحزب الحاكم وكما نعلم جميعاً فإن الانتماء الحزبي يفرض على صاحبه التزاماً محدداً وسعياً لرفعة شأن حزبه وعمل كل ما يعين هذا الحزب في توسيع قواعده واستقرار أحواله. . لكن هؤلاء القوم لا يعرفون حتى خدمة قضاياهم الذاتية ولو من باب إقناع الآخرين بالقدرة على عمل شيء. . ماذا مثلاً لو التزم المنتسبون للحزب الحاكم في اتحاد الكرة بتهيئة الظروف الملائمة لنهضة حقيقية في مجال الكرة؟ . ألا يساعد ذلك في تخدير الملايين من أبناء هذا الوطن والهائهم بلعبتهم المفضلة عندما يرون أننا بدأنا نتقدم فيها للأمام؟! . ألا يمثل ذلك تنفيساً للكثيرين ممن أصابهم اليأس من الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومن كل شيء؟! . لكن يخدروهم ليه ما دام في طريقة لإيذائهم وهم في كامل يقظتهم دون أن يقول أحدنا تلث الثلاثة كم؟! . مسئولو اتحاد الكرة فالحين فقط في البهرجة وتدليع أنفسهم. . قبل يومين أعلن مسئول المال في اتحاد الكرة عن تعاقدهم مع شركة مصرية لتنفيذ موقع الكتروني متطور استعداداً لدوري المحترفين! . وقال أمين مال الاتحاد أن الموقع الجديد سيكون الأفضل في المنطقة! . سألت نفسي: يا ربي الكورة بقوا يلعبوها عن طريق النت ونحن ما دارين ولا شنو؟! . ليه ما يكون مستوى كورتنا هو الأفضل في المنطقة بوصفنا أحد مؤسسي الاتحاد الأفريقي وبعد ذلك نطور الموقع الإلكتروني الأفضل في هذه المنطقة! . أول حاجة يعملها اتحاد الكرة استعداداً لدوري المحترفين هي إنفاق المال ( ولمصلحة شركة مصرية كمان وليس سودانية ) لتنفيذ موقعه الإلكتروني. . يعني خلاص كل شيء جاهز تماماً لدوري المحترفين، وبقت على الموقع بس! . النظم مكتملة واللوائح عال العال والتنظيم مائة بالمائة وأنديتكم جاهزة من مجاميعو لهذا الدوري الاحترافي ولم يتبق لكم يا أهل اتحاد الكرة سوى تظبيط الموقع الإلكتروني؟! . يا ناس ما تستحوا على وجوهكم دي وتبطلوا الكلام الفارغ البتسووا فيهو ده. . هي وين أنديتكم القادرة على التعامل مع دوري المحترفين عشان تتواصل معاكم عبر النت كما قال أمين مالكم المبجل! . انتو زمن دكتور شداد الرجل القوى الأمين كانت لديكم مشكلات جمة فيما يتصل بالتعامل مع البريد الإلكتروني! . يجي أسامة الليلة بعد ما ضربت الفوضى والهرجلة والعشوائية والفساد كل شبر من الاتحاد ليقول للناس أن الموقع سيتيح للاتحادات الفرعية والأندية التواصل مع الاتحاد في الخرطوم! . يتواصلوا معاكم في شنو ولي شنو؟ . هو انتو مرات بتسفروا فريق من منطقة لأخرى للعب مباراة تنافسية يصل هناك يلقى المباراة قائمة بين فريقين آخرين! . وأنت بالذات يا أسامة أبداً ما نسينا قعدتك على كرسي بلاستيكي أبيض بجواز مازدا وإسماعيل خلال مباريات المنتخب و ( نطيطك ) مع كل هدف يسجله رماة المنتخب! . ما الذي يدفع مسئول المال في اتحاد الكرة للجلوس مع الجهاز الفني بدكة البدلاء. . العجيب أن ذلك يتم بإصرار عجيب .. يعني بعد أن تمتلئ المقاعد يأتون بكراسي بلاستيكية إضافية ليجلس عليها أسامة وآخرون. . وبرضو تقول لي انترنت وموقع إلكتروني؟! . يا ربي يكون عشان شفافيتكم الشديييييييدة دايرين ليكم موقع متطور عشان تفصحوا عبره عن كل شيء!! . المواقع الإلكترونية والتقنية المتطورة تحتاج لمن يعرفون معاني النظام والانضباط وتوزيع الأدوار وبدون ذلك تصبح إهداراً للمال العام. . نفسي مرة كده تتخلوا عن الأوهام دي وتقعدوا في الواطة لتسألوا أنفسكم السؤال: هل البنسوي فيهو ده يصب في اتجاه تطوير كرة القدم السودانية حقيقة! . لا قادرين تحسموا.. لا قادرين تظبطوا.. لا قادرين تربطو.. لا قادرين تحلوا.. لا قادرين تدعموا ناشئين.. لا قادرين تطوروا حكام.. لا قادرين.. لا قادرين.. بس فالحين في الصرف البذخي! . وكمان يحدوكم الأمل في مجاراة دوري المحترفين! . قبل الموقع الإلكتروني المتطور يحتاج اتحاد الكرة لعقول منفتحة ورجال يخلصون حقيقة للشأن العام.