د. ابومحمد ابوآمنة [email protected] حتي اسم المصنع الذي تم تدميره اول امس يعتبر استفزازيا. ألم تجد العصابة الحاكمة في تاريخ السودان الضارب في القدم اسما يناسب لتسمي بها منشئاتها؟ ام هو التشبث بالعروبة وبتاريخ هو ليس بتاريخنا؟ الاسم يشير الي معارك مضت والي مطاحنات ولت وحقد دفن. ان العصابة الحاكمة تتجاهل حقيقة ان الشعب السوداني يتكون من اثنيات مختلفة ويعتقد في ديانات مختلفة. ان قيادات الانقاذ، التي تتمسح بالعروبة, تريد ان تفرض في استعلاء واضح ثقافتها وتقاليدها علي بقية القوميات. واليرموك هو واحد من مئات الالاف من اسماء المنشئات التي ظهرت كالنبت الشيطاني في عهد الانقاذ, التي تركت تاريخنا جانبا واتجهت الي تاريخ ليس هو بتاريخنا. ان الانقاذ منذ انقلابها المشئوم انتهجت سياسة اشعال الحروب والفتن, فكانت مواجهات الشرق, ومعارك دارفور, وحرب الجنوب المدمرة. لم تكتفي بهذا بل سعت الي تزويد عصابات تنتمي اليها ايدلوجيا بالسلاح في كل الاقطار المجاورة وفي منطاق حساسة في الشرق الاسط. لتتمكن من ابادة شعب الهامش ولتزويد العصابات في الاقطار المجاورة انشأت مصانع لاسلحة الدمار. ليس هذا فحسب بل جيشت كل المجتع فكانت فرق الدبابين والجهاديين والاستشهاديين. تناست ان للشعب اولويات, وانه ينشد مطاحن للغلال, لا مصانع للدمار. لم تكترث لآلام الشعب, بل انتهجت سياسات دمرت البلاد وافقرتها, فانتهت المشاريع العملاقة كالسكة حديد وميناء بورتسودان ومشروع الجزيرة والقاش وبركة وجبال النوبة, دمرت الخطوط البحرية والجوية وحولت شركات القطاع العام الي مصلحة العصابة الحاكمة وخربت مصانع الغزل والنسيج وكل المصانع الخاصة التي كانت مزدهرة حتي انقلاب 1989. ان تقارير وزارة الصحة تبرهن علي اتساع رقعة الفقر والمرض والجوع والجهل والعطالة في كل انحاء السودان. بدلا من ايجاد حلول واقعية لمعاناة شعبنا، سعت الانقاذ لاشعال الحروب وبناء مصانع لاسلحة الدمار وباسماء ومدلولات هي غريبة عنه, ان الانقاذ خصصت 70% من الموارد, لجهاز الأمن والمليشيات المسلحة والشرطة وللقصر, فكان هذا الافقار الذي يعاني منه الشعب؟!! ان الدمار التام الذي قادتنا له العصابة الحاكمة يستدعي ازالة النظام والرمي به به في مزبلة التاريخ. فلتتوحد كافة كينات المعارضة تحت مظلة جبهة ثورية موحدة لتحقيق هذا الهدف النبيل.