.. [email protected] الكل ربما يعلم من توارد الأخبار ان فرع القاعدة في نيجيريا يطلق على نفسه اسم ( بوكو حرام ) ويقال ان ترجمتها هي.. تحريم التعليم الأكاديمي بكل أشكاله باعتباره رجسا من عمل الغرب الكافر ، وانما الحلال في نظرهم هو التعليم الديني الاسلامي حصريا وفقا لتفسير التسمية بصورة اشمل ، فيما نجد أن جماعة طالبان في افغانستانوباكستان وهم جناح آخر للقاعدة فقد حرموا التعليم بكل صنوفه على المرأة التي يرون أن حياتها لابد أن تنحصر في ثلاثة مشاوير فقط تبدأ بالخروج من بطن أمها الى بيت زوجها وحتى قبل أن تبلغ الحلم ثم الى القبر ولو بعد طول سجن هناك ! أما جماعة الانقاذ هنا فقد تخلصوامن القاعدة كتنظيم منذ أن شفطوا استثمارات قائدها الراحل أسامة بن لان وطردوه الى جبال تورا بورا جبرا لخاطر أمريكا وحتى يكون شريفها مبسوط منهم ،ليلقي الرجل مصيره وحيدا في احدى مدن باكستان مختبئا من مطارديه هناك ! ولكن جماعتنا لم يشذوا عن القاعدة وفروعها كسلوك الى درجة استخفافهم بعقل شعب السودان الطليعي في وعيه ثقافيا وتعليميا وسياسيا ، بان يجاهروا بجهالة بلغت حد الرد على العدو المغير على اجوائنا وحدودنا بدفاع مستحدث هو ( سلاح الدعاء ) فاستحقوا بجدارة لقب جماعة ( بوكو دعاء ) ليشكلوا نمطا قديما جديدا من اجنحة القاعدة في المنطقة ، وربما سيخرج أحدهم علينا و يقول أن دعاءهم استجيب له ، بالأعصار الذي كنس ( نيويورك ) قبل يومين في ذات أمريكا التي طلبوا رضاها من قبل ليصيب الفيل شخصيا في مقتل بدلا عن ظله في تل أبيب التي تمثل عندهم من قبيل الاستحقار بها العبد المأمورأو خادم الفكي ليس الا ! وعليه فابشروا أهل السودان المحكومون من قبل أهل الصلاح والدعاء المستجاب ، فانتم موعودون بزوال الأزمة الاقتصادية بفضل أكفهم المباركة المرفوعة للسماء ومن ثم ستتوقف الحروب هنا وهناك ويعم الرخاء مع السلام ويصبح التعليم حلالا مجانا والصحة عال العال و وينمسح الفساد من دوائر البلاد وقلوب العباد ! بل ويتساوون حيث لا يكون عندنا فرق بين مؤتمر وطني ولا شعبي ولا اسلامي أو علماني ولا ختمي ولا أنصاري ! ولاقبيلة الا الوطن الذي سيصبح محميا من كل شر أثيم وخاليا من أسباب جر رجل الأعداء ، حيث لاضربات بعد اليوم ، وكان الله يحب الحكام الداعين وليس المدعو في حقهم جراء احتقارهم للعقول و ادمانهم الظلم والفشل ! فابقوا عشرة على الانقاذ لتحكم ستين عاما أخرى ولا تفرطوا فيها وتنجروا خلف الداعين الى انهاء عهدها الذي بدأ متحمسا بالمنجزرات ودخل الآن في مرحلة الورع لتخليصنا من كل مشاكلنا الداخلية وسحق اعدائنا الكثيرين بالدعاء ! واهتفوا صباح مساء مع اعلامها الرشيد ( عاش نظام بوكوالانقاذ ) اللهم أنت المجيب لكل دعاء صادق من قلب لطيف ،وكف نظيف، ولسان عفيف ليس على شاكلة نافع صاحب نظرية الدعاء المدمرللأعداء وهل بقية أهل الانقاذ على غير تلك الصفات ؟ ولنقل أمين ، يارب العالمين كل منا على حسب رأيه ونيته! والعبرة في ما أصاب أمريكا التي بشرتنا الانقاذ قبلا بدنو عذابها وهاهو قد زحف عليها مع شعفوفة الأمس ، اللهم لاشماتة ! لسنا بالطبع نسخر من الدعاء في حد ذاته كقيمة روحية هي احدى ثوابت الايمان ، فالمولى عز ّ وجل قال أدعوني فاني قريب أجيب دعوة الداعي اذا دعاني ! ولكننا نستغرب نهج حكام ظلمة متمسكون بتلابيب الوطن رغم كل دلائل الفشل الذريع في قياده مما أوصلهم الى طريق مسدود ، فتركوا اتباع العقل جانبا اصرارا على المزيد من الاخفاق ليعلقوا مصير ذلك الوطن كذبا ونفاقا على شماعة الغيبيات ، فيما منطق ادارة الدول هو النجاح بالخطط المدروسة والسياسات المرشدة والشفافية بمواجهة النفس قبل الآخرين أو يظل خيار التنحي وقبول مبدا المحاسبة هو اشجع الخيارات لمن أرتضى التكليف ، ان كانوا فعلا هم يحكموننا بالتكليف ! وما كلف الله نفسا الا وسعها .. انه المستعان.. وهو من وراء القصد .