عبدالله علقم [email protected] منظر السيد سفير جمهورية السودان في لندن وهو يضع ساقا على ساق في مواجهة مشاهدي قناة بي بي سي الفضائية وضيوفها المشاركين في حلقة مخصصة لبحث تداعيات قصف مجمع اليرموك الصناعي، والمفترض أن سيادة السفير جاء للتحدث في قناة ام بي سي لأهداف من بينها وأهمها العمل على كسب تعاطف ومساندة هؤلاء المشاهدين والمشاركين في الحوار. ومنظر سيادته في نفس البرنامج الذي أعقب القصف الإسرائيلي بأيام قليلة وبنفس طريقته في الجلوس وهو يضرب للمشاهدين مثلا بالبعرة التي تدل على البعير، والبعرة التي يعنيها سيادته هي بقايا القنابل التي أستخدمت في دك مجمع اليرموك والتي تحمل عبارة صنع في اسرائيل باللغتين الانجليزية، والعبرية والبعير هو الدولة العبرية، وقوله أن السودان لم يكن يملك من قبل الدليل على ضلوع اسرائيل في الغارات السابقة لكنه عقب الغارة على مجمع اليرموك ملك الدليل أو البعرة التي تدل على البعير. منظر (مستثمر) سوري مغمور في السودان وهو يتحدث في قناة الشروق الفضائية موجها رسالة للمغتربين السودانيين (وليس السوريين) يحثهم أو ينصحهم فيها على الاستثمار في السودان والعودة للسودان حتى لا يفوتهم الخير الكثير، مما يعطي الانطباع باختلاط الحابل بالنابل حتى لم يعد ممكنا التمييز بين "جدادة الخلا" و"جدادة البيت"، وأن (المستثمر) السوري،رغم كل الكوارث اليومية التي تقع في بلاده وتشغل الدنيا، ما زال لديه الوقت والمقدرة ليقدم النصح للمغنربين السودانيين. منظر السيد وزير الإعلام، وهو يدعو في برنامج تلفزيوني(أكثر من زاوية) إلى ضرورة الانضباط في التصريحات الوزارية داعيا إلى عدم الإنفلات فيها.السيد الوزير نفسه مارس عدم الانضباط، ربما دون أن يدري، فمثل هذا التوجيه المبطّن لزملائه الوزراء ما كان يجب أن يتم في العلن عبر شاشات التلفزيون لأنه من المفترض أن تكون هناك آلية أخرى للتواصل والتفاكر بين الوزراء بما يحفظ للمناصب ولشاغليها الاحترام اللازم، هذا اذا افترضنا أن سيادته هو الجهة التي توجه الوزراء. ومنظر سيادته وهو يقول في نفس البرنامج التلفزيوني ما يفهم منه أن الأجهزة الإعلامية في السودان تتوفر لها الحرية والديمقراطية بكافة أشكالها، رغم أن خطاباته تتسم في العادة بقدر كبير من العقلانية. منظر بعض أنصار فريق الهلال وهم يسيرون مواكب الابتهاج بهزيمة المريخ من الفريق الكونغولي ومنظر بعض أناصر المريخ وهم يفعلون نفس الفعل السيء ابتهاجا بهزيمة الهلال من الفريق المالي. هذا الفعل السيء يهزمنا خارج الملاعب مثلما هزمنا الآخرون داخل الملاعب. منظر عشرات أو مئات السودانيين المتكدسين في مخافر السعودية، في ظروف إنسانية صعبة للغاية بسبب مخالفتهم لقوانين الإقامة السعودية، وهم ينتظرون منذ أسابيع وشهور أن (تستكمل) السفارة السودانية في السعودية إجراءات استخراج وثائق السفر الاضطرارية والحجز الجوي أو البحري تمهيدا لعودتهم لوطنهم. ومنظر بعض الأشخاص وهم يستغلون بلا ذكاء ولا حياء هذه الظروف الإنسانية وهذا الانكسار لتحقيق شيء من المكاسب الشخصية.عند هذا الموضوع بالذات سنتوقف بحول الله في مرة قادمة بشيء من التفصيل. ومنظر آخرين وهم يتدافعون للهيمنة علي إدارة كيانات المغتربين السودانيين الاجتماعية الطوعية في المملكة العربية السعودية بشراهة لا تبعث على الارتياح. كثيرة هي المناظر التي (تفقع المرارة) وتضاعف جرعات الإحباط؛ نسأل الله العافية والمعافاة والهداية لنا ولسوانا.