"حلق رأس الصحفية هندوسة" هل هو إنتهاك لحقوق المرأة أم للصحافة د. عمر إسماعيل حسن – صحفي سوداني [email protected] العنف ضد المرأة هو واحد من أكثر انتهاكات حقوق الانسان إنتشارا. وتواجه النساء العديد من أشكال العنف. وتعاني اليوم العديد من المجتمعات في العالم من هذه الظاهرة وخاصة عالمنا العربي. وتتضمن أشكال العنف، العنف المنزلي والاغتصاب والعنف الجسدي والنفسي كسلاح في الحروب. كما تتنتهك حرية المرأة تنتهك حرية الصحافة والتعبير والرآي أيضا علي حد سواء في بلد السودان مزقته الحكومات الدكتاتورية المتعاقبة منذ الاستقلال حتى حكومة الانقاذ التي قسمت البلاد وشردت الآميين وحرقت القري ومارست أبشع أنواع التعذيب والقتل وجرائم الابادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية. وللمرأة أدوارا قيادية كداعية للمساواة بين الجنسين – علي العديد من المستويات سواء في المجتمعات أو كرؤساء دول. وبدل أن ننتهك حقوقها نجعلها شريكا في بناء المجتمع تربويا وعلميا واقتصاديا. كما يجب أن نضع حدا للعنف ضد المرأة، ويجب علينا الاستفادة من قدراتها كوكيلة للتغيير الذي يفيد المجتمع ولأنها هي الأم والأبنة والأخت وهي الاشراقة التي تضئ لنا الطريق. "سوف ندعم بنشاط ونبحث عن طرق مبتكرة لتميكن المرأة اقتصاديا وزيادة دورها القيادي كداعية للتغيير، وجعل قضية النساء في مركز عمليات السلام والأمن، وإدماج أولويات المساواة بين الجنسين في التخطيط الوطني" تقول ميشيل بانشيليت المديرة التنفيذية لهيئة الأممالمتحدة للمرأة. ومن هنا اتناول حلق رأس الصحفية المناضلة "سمية إبراهيم هندوسة" هل هو أنتهاك للمراة أو للصحافة أم الأثنين معا. وهو انتهاك لحقوقها كامرأة أولا وكصحفية ونطالب جميع المنظمات العاملة في مجال الدفاع عن المرأة و منظمات الدفاع عن الصحفيين العمل علي حماية حرية الصحافة والتعبير في السودان التي يرى مراقيبون بأنها تزايدت في الاشهر الماضية حيث تم اعتقال وتعذيب الألأف من بينهم صحافيون وناشطون سياسيون ومدونيين وكتاب الرآي والطلاب الجامعات. ونطالب الجيهات المعنية من منظمات محلية ودولية الدفاع عن المرأة والصحفيين والتدخل للحيولة دون وقوع المزيد من الانتهاكات بحق النساء وسمية ليست هي الأولي كما تم انتهاك كثير من زميلاتها أمثال الصحفية لبنى أحمد الحسين وتم اتهامها بحجة عدة الاحتشام، كما قامت سلطات الأمن باعتقال وتعذيب الناشطه السودانيه نجلاء سيدأحمد . يذكر أن الناشطه الاستاذة جليلة خميس كوكو والاستاذة نجلاء كانت قد فتحت ضدهم بلاغات بنفس التهم وفقا للمادة 21 من القانون الجنائي للعام 1991 (مادة الاشتراك الجنائي مع شخص) وتتراوح عقوبة هذه المادة مابين الاعدام والسجن المؤبد والسجن 10 سنوات) علما بأن المناضله جليلة خميس والتي تم اقتيادها بملابسها الداخليه من منزلها. وقد تجاوزت الانتهاكات ضد المرأة والصحفيين معا الخطوط الحمر وكما تعرضت صحف ومواقع الكترونية عدة في السودان مؤخرا للايقاف أو التعليق، ومنع الكتاب والصحفيين والناشطيين والمدونيين وسجن واعتقال بعضهم بفعل الرقابة الحكومية علي الصحف وجميع وسائل الاتصال الحديثة. كما وصفها الصحفي الكبير محجوب محمد صالح بأنها أسوا وقت يمر علي حرية الرأي منذ الاستقلال. وحسب تقرير مراسلون بلا حدود بأن السودان يحتل المركز 170 من 179 علي مؤشر حرية الصحافة العالمي الذي تعده المنظمة سنويا.