بالمنطق يوم الاستعاذة بالله..!! صلاح الدين عووضة [email protected] *اليوم يحتفل العالم بالفلسفة.. *يعني إيه؟!... *يعني هو شيء مثل الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ، وللطفل، وللعمَّال، وللبيئة.. *يعني إيه برضو؟!... *يعني هو اليوم الذي يتذكَّر العالم فيه أشخاصاً مثل هيجل وديكارت وكانط وهايديقر وسارتر وابن رشد.. *أها وبعدين؟!... *ولا قبلين ؛ وهذه هي المشكلة.. *فالتفلسف يتوقف بك عند مفترق طرق عليك أن تختار واحداً منها.. *ثم تكتشف - بعد فترة- أنك تسير في طريق مهجور.. *وهو- فوق ذلك - (مسكون) بالهواجس والظنون والأشباح.. *والذين ساروا في طرق أخرى سيكتشفون الشيء ذاته.. *ومن لم يفعل ذلك منهم يضحى في عداد المفقودين.. *أو في عداد المفارقين للواقع... *أو في عداد الذين (ضلوا) ... *وبعد يوم حافل بالتحليق الفلسفي - من جانب كاتب هذه السطور- وجد نفسه (مخبوطاً) على أرض الواقع.. *كان يتباهى - والعياذ بالله - بتساؤل فحواه:( هل الذات الإلهية متناهية أم لا متناهية؟!).. *فإن قيل له إنَّها لا متناهية - بالطبع - ألقى بتساؤل (جاهز) آخر:( وفي أي حيز يكون الوجود إذاً؟!).. * فإما أن الذات الإلهية تفرد من (ذاتها) مكاناً للوجود فتكون - من ثم - (غير موجودة) فيه مما يتنافى والكمال المطلق.. *وإما أنها لا متناهية (كمالاً) فيكون الوجود - في الحالة هذه- (خارج) المساحة التي تشغلها الذات الإلهية.. * وواحد من أكثر الرفاق (تأثراً) بالتباهي الفلسفي هذا يُقسم ب(شرفه) مساء اليوم نفسه أنه لن يقول (إن شاء الله) حين يُطلب منه ذلك.. *كان يُكثر من ترديد مفردات من قبيل (سوف أفعل) و(سأعمل) و(ح أسوي) وذلك في إطار الاستعدادات لرحلة ما صباح اليوم التالي.. *ويُفاجأ أفراد الشلة بأن صاحبهم هذا لم ينفِّذ أياً مما وعد به.. *فقد نام نومةً - ذاك المساء- لا قيام بعدها.. *مات في (عز) شبابه.. *وكان أكثر أفراد الشلة (صدمةً) كاتب هذه السطور.. * ثم يستعرض في ذهنه سريعاً دروساً من أرض(الواقع) لا علاقة لها باسبينوزا وكيركيجارد ونيتشة.. *ومن بين الدروس هذه ماهو (عالمي) وليس(خاصاً).. *غرق التايتانك - مثلاً- عقب أن قال ممثل الشركة المنفذة(الرب نفسه لا يستطيع إغراق هذه السفينة).. *وانفجار مكوك الفضاء تشالينجر(المتحدي) بعد أن همس البعض بوكالة ناسا بحقيقة المقصود بنوعية التحدي هذا.. *وزوال نظام مايو بُعيد أن قال رئيسه النميري:(مافي قوة في الدنيا تقدر تشيلني).. *ولم يعد اليوم هذا - بالنسبة لكاتب هذه السطور- هو اليوم العالمي للفلسفة.. *إنَّه يوم (الاستعاذة بالله)... *ثم لا يقدر أحد أن يقول له : يعني إيه؟!! الجريدة