بسم الله الرحمن الرحيم آلآن يا مولانا ، وقد شاركت بالفعل ! عروة علي موسى [email protected] يا سبحان الله .. هل أدرك مولانا الآن أن الإنقلابين باتوا ينظرون بعين واحدة ، ويسمعون بإذن واحدة ، ويمارسون الإقصاء تجاه الآخرين ؟! هذا هو ما خرج به علينا ما يسمى بالناطق الرسمي باسم (مولانا)، ولا أدري ماذا يمكن أن نفهم منه ؟ ثلاثة وعشرون عاماً عاث فيها هؤلاء فساداً ، وضرباً وتنكيلاً ، وما من طفل ولا رجل ولا شاب ولا امرأة ، ولا حجر ولا شجر ، ولا مدر ،ولا طير الفلاة إلا أدرك بعد فترة وجيزة من الانقلاب أن هؤلاء هم أعداء لهم جاءوا ظلماً بليل بئيس ليعيثوا في الأرض فساداً وليناصبوهم العداء ، ودونك ما نقشته تلك السنون العجاف في مشاعر السوداني البسيط ، فليدخلْ مولانا البيوت فسيجد : ( نصفها مهاجر ونصفها مناضل من زاد وحفنة ومن البشاشة ) . عندما قرر مولانا (بمفرده) المشاركة مع هذا النظام كان يعلم علم اليقين أن من (يشارك) لا عهد لهم ولا ذمة ، ومهما حاول ، أو حاول تابعوه تبرير فعلتهم تلك ، فلن يسمع لهم الناس ولن يقتنعوا بما يقولون ... أين ما ظللتم تصكون بها آذاننا أن المشاركة كانت من أجل أجندة وطنية ، ومراعاة مصالح البلاد العليا ، وأين هي مصالح البلاد العليا والشباب الأعزل أمل الأمة يقابل بالرصاص .. لا شيء إلاِّ أنه قال لا في وجه من قالوا نعم .. أي مصالح وطنية تلك التي تجعلك تتفرج على القتل والتشريد ، والدمار ، والتنكيل ، والإقصاء ، والاغتصاب ، وبيوت الأشباح ، وأنت وتابعوك تمتطون السيارات الفخيمة ، وتنامون على بئس الإمارة ؟ فهي ، لو تدرون النجعة في صحاري التيهِ والخيبة الكسيرة في دهاليز الخيانة ! قلناها من قبل إنه ليس هناك أجندة وطنية .. بل مصالح ذاتية رخيصة ومبتذلة نعلمها جيداً ، ويعلمها الذين رضوا بالغنيمة بالمشاركة الهزيلة .. وإن ما نراه اليوم من تململ ، وتصريحات ربما أريد منها خلق خط رجعة للصواب ، ونحن لا نرفض ذلك ، فالرجوع للحق فضيلة ، ولكن يجب أن يكون سريعاً قبل فوات الأوان ، ويجب أن يتبعه (اعتذار) لجماهير الشعب السوداني عامة ، ولجماهير الحزب الاتحادي خاصة بأن ما أقدمتم عليه من خطوة (عرجاء) ما كان يجب أن يكون ، وأنكم بمشاركتكم تلك قد خنتم العهود ووفاء الجماهير ، وتعديتم على إرث الحزب الاتحادي العتيق ومناهضته للأنظمة الشمولية ، وتجاسرتم على دستور الحزب الذي يحرِّم مثل أفعالكم المشينة .. هل يقدر مولانا ، ولو عبر تابعيه كما عودنا دائماً أن يقرر مثل هذا القرار الشجاع ، أكاد أشك في ذلك وفي حدوثه ، وذلك لسبب بسيط هو معرفتي بالرجل ، ومقدرته الفائقة على التلون والتخفي ، وعدم رغبته في حدوث ذلك لأنه يدرك تماماً خلو تاريخه من كذا نضال ضد الأنظمة الشمولية ، وأن أسطوانة (سلِّم تسلم ) ما كانت إلاِّ (إسكراتش) مسبق الدفع مُقدَّم من النظام نفسه ، لسبب ماثل الآن بين أيدينا ألا وهو مشاركة مولانا مع هذا النظام والمنافحة عنه ، والسكوت على عوراته ومثالبه ، والمشاركة في إهدار دماء الشعب السوداني الأعزل ! إن أشد ما يؤلم أن تسمع من تابعي مولانا خوفهم على تاريخ الحزب ، وذلك عندما أشار المتحدث المذكور بأنهم لن يدخلوا للتوسط مع حاملي السلاح إلا أخذوا ضمانات كافية ، وبرر المتحدث أنهم لا يريدون أن يقع الحزب في أخطاء تاريخية تُحسب عليه كل مرة !! أين كان تاريخ الحزب يا سادة يا كرام ، وأنتم ملأتم الأرض ضجيجاً بالمجاهرة بالمشاركة رغم علمكم أن الشعب السوداني كله يرفضها ، وأن قواعد الحزب قالت كلمتها ورفضتها جملة وتفصيلاً .. وقولوا لي بربكم .. كيف أحدثكم عن الدستور إذا كان من يسمون أنفسهم (أمانة المحامين والشئون القانونية بالحزب الاتحادي الديمقراطي) قامت تخاطب مولانا ذات مرة على استحياء أن يقرر الخروج من الحكومة ، وهم باعتبارهم من تابعي مولانا كانوا يعلمون بُعد قرار المشاركة عن الأجندة الوطنية ، فجاءوا بعد (خراب سوبا ) دعاة للخروج ، فأين كان هؤلاء بعد أن بحت أصواتنا رافضين ومستنكرين ما أقدم عليه مولانا وحده بقراره البئيس ، والمنافي لأخلاقيات الحزب وتاريخه العتيق في النضال ضد الأنظمة الشمولية ، وقبل ذلك منافاة ما أقدم إليه مولانا بدهسه لدستور الحزب ولوائحه ، فهل عرف هؤلاء القانونيون أن هناك دستوراً دهسه مولانا عنوة وتعدياً ؟! إن مولانا اليوم في حيرة من أمره ، فهو يريد أن يكون هنا ويكون هناك ، وهذا لا يمكن التسليم به ، ولا يقلبه عقل ولا منطق ، ولا يرضى به إلاِّ الانتهازيون .. فالخيانة قد وقعت ، والتجاوز قد حدث ، والتاريخ لن يرحم ... والفاجعة أن مولانا وتابعوه لا زالوا يصرون على التلون والتخفي ، و محاولة المكر بالظهور في ثياب الواعظينا !! لك الله يا وطني .. ( ومن ز ي ديلا وا أسفاك ) . عروة علي موسى ،،،