مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاديب والروائي العالمي الطيب صالح النائم المسحور ..
نشر في الراكوبة يوم 30 - 12 - 2012


بقلم: عادل عبدالله عثمان(حداثة)
حياته
اعماله الادبية (رواياته)
موسم الهجرة الي الشمال
عرس الزين
ضوالبيت (بندرشاه)
مريود (بندرشاه )
دومة ودحامد (مجموعة قصصية )
المراجع :- الاعمال الكاملة للطيب صالح
الطيب صالح بعيون والكتاب , الادباء والمثقفين
المراجع:- صحيفة الشرق الوسط الالكترونية – العربية نت
حياته :-
الاديب الطيب صالح واسمه(الطيب محمد صالح) يعد من اشهر ادباء الرواية العربية والافريقية وضع الادب السوداني بكل قوة في خارطة الادب العالمي ولد في عام 1929في قرية كرمكول شمال السودان علي ضفاف نهر النيل , درس المرحلة الابتدأئية مدينة بورتسودان الميناء السوداني الاشهر علي سواحل البحر الاحمر ,تلقي تعليمه الثانوي بمدرسة وادي سيدنا بامدرمان ثم التحق بكلية غردون الجامعية(جامعة الخرطوم حاليآ) وحصل علي بكالريوس العلوم
حياته العملية:-
بدء الطيب صالح حياته العملية معلمآ بالمدرسة الاهلية بمدينة رفاعة وسط السودان وفي عام 1252 هاجر الي بريطانيا , ثم التحق بهيئة الاذاعة البريطانية بالقسم العربي حتي وصل لوظيفة رئيس قسم الدراما ,عاد الي السودان عام 1967 وعمل بالهيئة القومية للاذاعة السودانية كخبير اعلامي , ثم هاجر الي دولة قطر وكيلآ لوزارة الاعلام ,وعمل مستشارآ لهيئة اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس ثم ممثل لليونسكو بالخليج .
من خلال حياته بلندن تزوج من انجليزية ذات ثقافة عالية وانجب منها ثلاث بنات
موسم الهجرة الي الشمال
هي الرواية الاشهر في ادب الطيب صالح ونقطة التحول الكبير في حياته الادبية ,نالت اهتمام النقاد والادباء , الكتاب , القراء في الشرق والغرب من حيث المضمون وبطلها مصطفي سعيد بكل تناقضاته , وهي عبارة عن تسلسل تاريخي للاحداث السياسية والاجتماعية والفكرية وترسم بوضوح صراع الحضارات بين الشرق والغرب متمثل في مصطفي سعيد المتشبع بالحضارة الغربية وصراعه مع الانثي التي يري فيها ممارسات المستعمر من ذل وهوان , وقهر وسلب للموارد ينتهي بموت للانثي يتعلق بالجنس بكل عنفوانه وموت للرجل يتعلق بالسمو واعتزاز الذات
يقول مصطفي سعيد(أحس أحساس دفيئآ بانني حر , بانه ليس ثمة مخلوق اب او ام يربطني كالوتد الي بقعة معينة .....ليس ثمة احد يأمرني) فمصطفي سعيد يعتبر المرأة وعاء جنسي يلتهمها بغضب تحت الاضواء الخافضة والفراش الحريري الناعم في حالة حرب يستخدم فيها كل اسلحة الفحولة الشرقية وقوة الصحراء وشمس السافنا ضد الاجهزة التناسلية للمرأة باحثآ عن نصر لهزيمة راسخة في الذاكرة وانتصار لكرامة سلبت , فلتكن المراة الغربية هي الضحية ذلك لايهمه ,فهي تدفع ثمن صراع هي جزء من مجتمعه .
بما تحتويه الرواية من مضمون ودلالات جعلها تتربع علي عرش الرواية العالمية ,نشرت لاول مرة في بيروت واطلق عليه عبقري الرواية العربية , وفي الاكاديمية العربية بدمشق تم الاعتراف بانها الافضل في تاريخ الادب العربي وقد تم اختيارها ضمن افضل مائة رواية عالمية
العودة الي الجذور:-
(استيقظت ثاني يوم وصولي , وفي فراشي الذي اعرفه في الغرفة التي تشهد جدرانها علي ترهات حياتي في طفولتها ومطلع شبابها وارخيت اذني للريح ,ذاك لعمري صوت اعرفه ,له في بلدنا وشوشة مرحة وصوت الريح وهي تمر بالنخل وغيره وهي تمر بحقول القمح, ونظرت خلال النافذة الي النخلة القائمة في فناء دارنا ,فعلمت ان الحياة مالاتزال بخير , وانظر الي جذعها القوي , والي عروقها الضاربة في الارض,الي الجريد الاخضر المنهدل فوق هامتها فاحس بالطمأنينة ,احس انني لست ريشة في مهب الريحولكني مثل تلك النخلة , مخلوق له اصل,لله جزور له هدف (ص 11)
يعكس لنا بكل بساطة واسلوب جميل حنينية القرية التي تعني جمال النفوس وطيبة القلوب التي يتمتع بها اهل السودان واننا شعب نعشق الخير ونحترم الغير وانا هنا بين اهلي مخلوق له اصل ويقصد , النشأة , الانتماء , الطموح , والوطن , فمهماغبت عن وطنك فالحنين اليه لاينقطع فاللذين يغفزون فوق واقعهم لن يؤثرو عليه ويلفظهم كما يلفظ المريض الدواء الذي لا يرغبه , يحق لك ان تعتز باحتكاكك بثقافات الاخرين ودراسة حياتهم واكتساب لغاتهم لكن هذا لاينفي العودة الي الجزور ,الوطن في كل الدماء ,فوق كل الاشياء ,فكل انسان له اصل له جزور له هدف .
الواقع الاجتماعي للرواية :-
الادباء والكتاب والنقاد في تناولهم لرواية يعرفونها ..هي تصوير يجسد الواقع الحياتي ويترجم افعال واحداث المجتمع في سرد شيق لكل تفاصيل الحياة فموسم الهجرة الي الشمال هي تصوير يعبر عن الواقع الاجتماعي للقرية في السودان وتعكس بذكاء عقلية الرجل الشرقي من خلال السيطرة الذكورية التي تتمثل في الزواج وتفاصيله , زواج حسنة من ودالريس يقول الكاتب عندما كانت تبكي علي مصطفي سعيد فقلت ( التعليق بالماضي لاينفع احدآ عندك الولدان , وانت مازلت شابة في مقتبل العمر فكري في المستقبل ,لعلك تقبلين واحدآ من الخطاب الذين يطلبونك ص104 )فأجابت بدهشة بعد مصطفي سعيد لا ادخل علي احد, وان اجبروني علي الزواج , وفانني ساقتله واقتل نفسي ص 105 ) ويقول ود الريس انت لا اخاها ولا ولي امرها ستتزوجني رغم انفك وانفها ,ابوها قبل واخوها قبل , وماتتعلمونه في المدارس لايسير عندنا هذا البلد فيه الرجال قوامون علي النساء ص 106) علي خلفية ذلك ذهبت للحاج احمد تعترض علي الزواج وتعرض نفسها علي حفيده فاستهجن المجتمع ذلك واعتبروه مخالفآ للعادات والتقاليد وخارج عن السيطرة بالقول (عشنا وراينا النساء تخطب الرجال ) بالفعل تزوجها ودالريس وفعلت كما قالت , كل ذلك يوضح نظرة المجتمع للمرأة ,هي لاتملك حقها من زواج وتعليم بدعوي الفهم الخاطي للقوامة
, تلك احداث عكسها الراوي بكل دقة وذكاء توضح الظلم الاجتماعي علي المرأة .
عرس الزين
هي اولي رواياته تتمحور حول (الزين) بطل الرواية وهو شاب من قري شمال السودان تغلب علي شخصيته البساطة ,يحبه الجميع يتمتع بلطافة في المعاملة ورقة وبراءة حتي تظن انه لا يفقه شي (درويش او مبروك كما يناديه الحنين) لم يكن الزين وسيمآ حتي تقبل عليه النساء , اوذكي لدرجة يعشقن عقله قبل قلبه , بل كان قلبه كم الحليب ونيته كبياض الثلج ويصفه الكاتب (كان وجه الزين مستطيلاً، ناتئ عظام الوجنتين والفكين وتحت العينين، وجبهته بارزة مستديرة، عيناه محمرتان دائمًا، محجراهما غائران مثل كهفين في وجهه، ولم يكن على وجهه شعر إطلاقًا، لم تكن له حواجب ولا أجفان، وقد بلغ مبلغ الرجال، وليست له لحية أو شارب... تحت هذا الوجه رقبة طويلة) من بين الألقاب التي أطلقها الصبيان على الزين (الزرافة) ص 188
ومن تلك الصفات يتضح ان القبح كان ملازمآ للزين من حيث الشكل الخارجي والجمال كان مستوطنآ في دواخله يحس به الجميع وهو السمة الغالبة في الرواية .
اما الطرف الاخر هي (نعمة) ذكية وجميلة متقدة العقل , قوية الشخصية ,تعلمت القراءة والكتابة في فتر وجيزة عكس بنات جيلها , شديدة العناد ولها رغبة في التميز , كانت فتاة غاضبة العينين وقورة المحيا ,كانت تحلم بتضحية كبيرة تؤديها لانعرف نوعها . لقد رفضت الكثيرين ممن تقدم لها بطلب يدها.
الابعاد :-
الحب والجمال في ادب الطيب صالح
الحب في الرواية فهو نفس الحياة بين( الزين) الذي يعني الانسانية بكل دلالاتها و(نعمة ) التي تعني الجمال والخير والقناعة , فالحب هو مفتاح الاشياء , والسعادة لاتتطلب تراتيبية اجتماعية اعلي او ادني فالحب هو شعلة نور هبطة من السماء ينزل علي قلب من احببت كساطعة الفلق , هكذا(نعمة والزين)
الرمزية في ادب الطيب صالح:-
يجنح الكاتب الي الرمز في الرواية متخذآ من (الزين) رمزآ للجمال الانساني والدواخل النقية و(نعمة) هي الاخلاق وجمال النفس والعزيمة.
وشخوص الرواية المتمثلة في الحنين رمزآ للرجل الصوفي المتعبد الذي يمثل جزء من مكونات المجتمع ذات المكانة الانسانية السامية باعتباره لايحمل الشر للاخرين منفتح غير متشدد فيما يتعلق بالدين ومسموع الكلمة , علي سبيل المثال عندما قال (الحنين )للزين عندما همّ بقتل (سيف الدين ) (الزين المبروك الله يرضي عليك) فاخلي الزين سبيله دون مقدمات .
فكرة الرواية:-
تدعو الي الحياة الانسانية السامية المبنية علي صفاء القلوب وجمال الاخلاق والمبادي والقيم الفاضلة , اي يعيش الانسان حياته بواقعية وبساطة يزرع الخير في الناس ويرسم لوحات الجمال علي مجتمعه وخلاصة الحياة ان تكون انسان ذو هدف وطموح وتعيش حياة كريمة تحسها انت وتنقل الاحساس الي غيرك ,كانك تنثر الخير والجمال والخير في قلوب وعقول من عايشت.
ينقل الكاتب حياة اهل السودان فهم متحابون يتقبل كل منهم الاخر دون ضيق او ضجر فاختلاف الراي لا يفسد للود قضية عندهم , ويقلب الهم العام علي الخاص ويوضح الكاتب الائتلاف والتعايش دون ان تدخل عليه مساحيق .
ضوالبيت (بندر شاه)
يعتبر حديث الطيب صالح ان اهم اعماله هي روايتي (ضوالبيت بندر شاه ,ومريود بندرشاه) ,عكس مايتناوله النقاد والادباء والمثقفين ان ,موسم الهجرة الي الشمال ,وعرس الزين هم الافضل علي الاطلاق , فضوالبيت نموزج اخر لابداع الطيب صالح في عالم الرواية .
فالريف السوداني هو المكان الذي تدور فيه احداث الرواية في احد قري الشمال وبتصوير بديع للواقع والمكان وشخوص يرسخون في ذاكرتك من الوهلة الاولي مجموعة من اهل القرية وهم (ودالريس, محجوب,ودالرواسي ,سيف الدين المؤزن , سعيد صاحب الدكان , ودحسب الرسول , محيميد , الطاهر , الزين بطل رواية عرس الزين ,....) يممنحك الكاتب احساس قوي بأن هذه الرواية بدات من حيث انتهت عرس الزين وهي متصلة باحدأثها
يقول سعيد( علي الحرام اخوك عرس عرس خلي ناس هاالبلده تنسي عرس الزين, أسال اي من كان يقولك العرس عرس سعيد ولابلاش
في هذا المشهد التصويري للواقع يذهب وخيالك الي (عرس الزين) كانك تطالع رواية داخل رواية .
الواقع والاسطورة :-
ضوالبيت بندر شاه مابين الواقع والاسطورة رجل من اصول تركية جاء به النيل علي ضفافه بالقرب من اهل القرية مرهقآ, فاحتضنوه واكرموه , واطلقو عليه لسم (ضوالبيت) رمزآ للضيف الجميل فعاش بينهم واعتنق الاسلام وانخرط في حياتهم مزارعآ محبآ لعمله , وتاجرآ أمينآ فتزوج
واصبح جزء لايتجزء منهم .
نظرت فاذا بحسب الرسول راقد كالميت وسمعت صوت عمي محمود ينادي , (ضوالبيت, ضوالبيت ) وبعد ذلك هاج الناس وماجو ,بعضنا نزل الي الماء , وبعضنا جري علي امتداد الشاطي , وصوت المشاعل علي الضفتين ,..... صارت الدنيا كلها تنادي في جوف الظلام ((ضوالبيت , ضوالبيت ) انتظرنا يومآ بعد يوم , بين اليأس والرجاء, نقول لعلي وعسي ولكن ضوالبيت اختفي , لاخبر ولا أثر , ذهب منة حيث أتي , من الماء الي الماء ومن الظلام الي الظلام ,ص299 )هو الموت ودلالته عند الطيب صالح , وهذ يذكرنا بموت مصطفي سعيد الانتحار ,يريد ان يقول لنا الكاتب ان الاشياء كما تأتي تذهب ,فالاشياء مهما احساسك بوجودها ترحل كما البرق (ضوالبيت بندر شاه من البحر الي البحر ) والجانب الاول من تداعيات هذا الموت يوضح لنا الغزو التركي ودخوله السودان واثره علي اهل ودحامد وماخلفه من مرارات , والجانب الثاني هو انسانية اهل القرية في احتضان الاخر والحزن علي الرحيل .
الطيب صالح (ضوالبيت , ومريود بندر شاه افضل اعمالي .
والواقع انني منذ بدات الكتابة وانا اسير في هذا الاتجاه ،الان يتكلمون عن الواقعية السحرية وما الي ذلك ، لكني سرت من قبل في هذا الاتجاه.وهو للامانة لم ابتدعه لانه موجود في بيئتنا ...ولعلني لذلك اخذت اناسا عاديين امثال سعيد عشا البايتات القوي ،ومحجوب ، وعبد الحفيظ والطاهر ود الرواسي، وحاولت ان اضعهم في اطار اسطوري(ميثلوجي) رغم انهم مزارعون عاديون .
لذلك تجدني اقول ، ان اهم عمل انجزته حتي الان علي علاته هو رواية (بندرشاه) هذا اهم عمل بالنسبة الي ،علي رغم انه لم يكتمل فقد اصدرت جزئين من هذه الرواية : مريود ، وضو البيت ، واتمني ان اكمل هذا العمل..
في هذه الرواية تناولت البيئة والناس لعادات الذين يعيشون بداخلها ، وشرعت في عملية استكشاف exploration لعلاقات البشر بعضهم بعضا ، من خلال الجانب الغامض في حياة الناس الذي تمثله السلطة. محجوب مثلا في الرواية كا هو رئيس البلد ، واذا حسبت البلد بحساب القوي الحقيقية تجدها ليست مهمة لكن محجوب كان يرمز ايضا الي حاكم الدولة .
لقد لاحظت ان كتاب امريكا اللاتينية، خاصة غابريل غارثيا ماركيز، شغلهم كثيرا موضوع السلطة، خاصة ماركيز في رواية (مائة عام من العزلة ) لكن اعتقد ان السلطة كانت تشغلهم تاريخيا وليس اسطوريا .
حاولت شخصيا ، في حدود اضيق بكثير ، ان اوسع الموضوع مع تضخيم للشخصيات الروائية ، لذلك خلقت اسطورة بندرشاه .بندر ، ترمز الي المدينة وشاه ، للملك ، وهذه الرواية كان يمكن ان تسمي (الملك والمدينة ) مثلا ، وهي عبارة عن وعاء حاولت ان اصب فيه كل هذه الحكاية.
وثمة متعة اخري بالنسبة الي ، فالافكار المعقدة في الرواية لو خلقت لها اناسا متعلمين واساتذة جامعة ، يتناقشون ويفلسفون الامور سيكون اسهل ، لكن ان تخرج تلك الافكار المعقدة علي لسان اناس بسطاء هذه هي المسالة.
لكل ذلك اعتقد ان بندرشاه هي افضل اعمالي وافضل عمل بالنسبة الي هو الفصل الاخير من ضو البيت ، حين يظهر الرجل الغريب الذي اطلق عليه اهل البلد ضو البيت ، ويختفي .هنا بالضبط خلقت منه اسطورة ورمزا . وهذا الرمز يتكون تدريجيا لانه شخص غريب جاء الي البلدة اطلق عليه اهلها عليه اسم ضو البيت، ثم ادخلوه الاسلام ، وتم ختانه وقرروا ان يزوجوه ثم بعد ذلك يذوب كما الوهم )
الابعاد السياسية للرواية :-
تجاوز الطيب صالح باعماله كثير من الكتاب والادباء ,تناول صراع الحضارات في موسم الهجرة الي الشمال باحداثه الاجتماعية والفكرية والثقافية , وعرس الزين ببعدها الاجتماعي والروحي والتراث الشعبي الريفي , وهنا في ضوالبيت بندر شاه ,يمكننا قراءة مابعد النص ودلالاته السياسية ذات الصلة الوثيقة بالمجتمع .
عم محمود مخاطبآ ضوالبيت بعد نحن لا نرد من طلبنا( ياعبدالله .نحن كما تري نعيش تحت ستر المهيمن الديان. حياتنا كد وشظف لكن قلوبنا عامرة بالرضي قابلين بقسمتنا ,نصلي فروضنا ونحفظ عروضنا متحزمين ومتلزمين علي نوايب الزمان وصروف القدر, الكثير لايبطرنا والقليل لايقلقنا , وحياتنا طريقها مرسوم ماتعدينا علي انسان ولا اكلنا ربا ولاسحت ,ناس سلام وقت السلام وناس غضب وقت الغضب ,وانت ياعبدالله جيتنا من حيث لاندري , ومانعلم انت مين وقاصد وقبلناك بين ظهرانينا كما نقبل الحر والبرد , والموت ,تقيم معنا لك مالنا ولك ماعلينا.
يوضح لنا الكاتب مدي الحكمة والعقلانية في مجتمع بسيط يؤمن بكامل الرضا في حياته ,قلوب عامرة بالمحبة عند المحنة وقوية وقت الشدة كانما يقول محمود نحن نؤمن بحقوق الانسان والحرية والعدل والمساواة ,السلام والمحبة .
ونتابع هنا قول الطريفي وبكري ص321 (هذه العصابة محجوب وجماعته ,متي يتخلون عن زمام الامور في ودحامد ؟ هؤلا جماعة انتهو ,كفاية اكلو البلد كلها اكتر من ثلاثين سنة ) يوضح الكاتب ان صراع الاجيال بداء في ودحامد ,بعد تأثير التعليم علي الابناء , فتح مساحة للتغير من القديم للجديد وكسر مفاهيم المجتمع التي لاتقدم المنطقة وبناء افكار جديدة تحدث عملية تغير بدلآ من الغطاء الديني الذي يخاطب العاطفة لا العقل متمثل في سلطات الادارة الاهلية وعلاقتها بالسلطة وتمرير الاجند ة السياسية بكل انتهازية , ويوكد الكاتب ذلك بلسان الطريفي ومايتم تمريره عبر (الجمعيو العمومية )
مريود بندرشاه
هي الجزء الثاني من (ضوالبيت بندر شاه),اذا كان ضوابيت بندر شاه يمثل نموزج للحكم التركي العثماني والاستعماري للسودان ,وتلك الفترة الزمنية ببعدها السياسي والتاريخي ويكون الاب ضحية للابن والجد اما هنا في مريود بندر شاه يريد الجد ان تسير الاشياء كما يريد ويفرض سلطانه القهري علي محميد (مريود) ونتابع النص (تحولت مريم بين عشية وضحاها بفعل مؤامرة الطبيعة والعرف الاجتماعي انثي وحسب ص 416 مريود)
وهي من خلالهاحرمه الجد من عشقه لمريم وهذا ما اثر علي مريود واسس من خلاله لاختراق قوانين العرف الاجتماعي والوصايا , فلا بدا ان يكون هو مريود ليس جده ,ومن يضع جدار من التخلف بينك ومن تحب لن يكون فأل حسن تقتدي به ومن يسلب منك ماتعتبره امتداد
طبيعي لحياتك سيكون اشبه بمن يزرع الاشواق في طريقك , وعليك ان تحارب بسلاحك وليس بسلاح الاخرين (جده بندر شاه)
الحب والحنين بين مريود ومريم :-
يحدثنا الكاتب بلسان مريود ( في تلك العشية ,حين حمل جثمان مريم في زراعيه , كان كأنه يعود القهقري الي نقطة البدء, ين كانت الاحتمالات جميعها قائمة ....) موت مريم خلق منه كائن اخر في الرواية ,خلع جلباب بندر لابد بعد سنين مره عاشها دون وعي متغمسآ شخصية جده , فهو الان حر يدفع ثمن ان يكون نموزج لاخر , لكن عاد محميد مريود الذي احبته مريموكانت تبحث عنه ترياقآ لفوضي التقاليد وقاربآ يأخذها بعيدآ عن نهر الاعراف.
يوضح الكاتب وفاء وانسانية مريود التي حطم بها اسطورة (بندر شاه)
الميتفيزيقية في ادب الطيب صالح :-
تناول الطيب صالح الادب الصوفي والروحاني في رواياته في عرس الزين كانت علاقة الحنين بالزين ومجلسه واضحة بكل تجلياتها في النصوص , وفي مريود (بندر شاه) علاقة ( بلال وشيخه ) وحبهم لبعض ويسوقنا ذلك الي اصل (بلال المؤذن) كما يقول الكاتب ان رواية اب راهيم ود طه هي الاكثر ثقة في تاريخ ود حامد ( فيؤكد ان بلالآ ليس من عبيد ملك نصراني , ولا أمير حبشي ولا ملك وثني , وانما كان سيده شخص يعرفه كل احد , ليس مجهول الحسب ولا مطعون النسب , وهو عيسي ود ضوالبيت , ومعروف ان ضوالبيت أبا عيسي كان رجلآ من الاشراف ,وفد علي ود حامد من الحجاز وتوطن فيها .
خلاصة القول ان ضوالبيت يسوقنا الي نموزج الحكم التركي العثماني في السودان وتبعاته ويضرب علي بعض المرارات في جسد اهل السودان .
(وبلال المؤذن ) في مريود نموزج يسوقنا ان نفتح الجانب الانساني من ناحية علاقته بشيخه , ومن جانب اخر يفتنح الباب واسعآ للتنقيب عن الماضي فيما يتعلق بتجارة الرق في السودان والاثأر السياسية والاجتماعية المترتبة علي ذلك.
دومة ود حامد
هي مجموعة قصية من سبع قصص مابين الشرق والغرب والحنين الي الوطن كما في نخلة علي الجدول والحب القائم علي علاقة الرجل الافريقي
بجزوره وامتداده التاريخي مع المرأة الغربية وذلك العشق يتضح( في رسالة الي ايلين) ونختار منها دومة ود حامد
الثنائية الميتافيزيقية
من عنوان الاسم يتضح هناك ثنائية قائمة بين( الدومة ) التي توسط القرية وهي عندهم كالتحفة الفنية تذيد قيمتها كلما مرة عليه الزمن ويضفون عليها طقوسية كما في سبراللوبيا والحصاد في دار فور وكردفان .ونتابع علي لسان الراوي عظمة الدومة مخاطبآ الضيف (سترحل غدآ يابني ..اني اعلم ذلك ولكن قبل ان ترحل في اريك شيئآ واحدآ ... قل اننا نعتز به, عندكم في المدن المتاحف واماكن تحفظ تاريخ القطر والامجاد السالفة, وهذا الشي الذي احب ان اريكه , قل انه متحف ,شي واحد نصر ان يراه زوارنا (ياشيخ ليس في بلدنا شي نريكه, ولكن احب ان تري (دومة ودحامد) .
والطرف الثاني من الثنائية هو (ودحامد ) الرمز الصوفي الميتافيزيقي "الولي الصالح" صاحب الضريح بالقرب من الدومة ولا تستطيع ان تفصل بين بينهما (رمزان مقدسان)
النيل المكان في ادب الطيب صالح
النيل (المكان) هو ذات خصوصية في ادب الطيب صالح ذات بعد عميق , ورسالة لها ابعاد ودلالات , فالنيل هو الموت والحياة , كما في موسم الهجرة الي الشمال والموت الغامض لبطل الرواية(مصطفي سعيد) مابين الانتحار , الموت , القتل , تتعدد احتمالات الموت المتعلق بالنيل , ولكن يبقي النيل
هو (المكان) بامتداده التاريخي هبة اهل السودان ويشكل الدلالات الفكرية في كتابات الطيب صالح, علاقة النيل بالموت يتخلل ادب الكاتب .
في رواية( ضوالبيت بندر )شاه نجد هناك علاقة عميقة بالنيل ..نتابع الاتي قال حسب الرسول كما روي ابنه مختار(تشجعت وتماسكت وبلعت ريقي وقلت للمارد الواقف في الماء (النيل) انت شيطان ام جان ؟ ص 372 السؤال لضوالبيت ...جان (جئت من بعيد وراء البحر "النيل") النيل هو المكان الذي جاء منه ..ويواصل (هدومه زي لبس العساكر الاتراك) ص 375 ,هنا بذكاء يربط الكاتب دخول الاتراك السودان عبر( النيل المكان) ومجئي ضوالبيت كرمزية.
قال عبد الخالق ودحمد , (اما حسب الرسول في النهر لا حوله ولا قوة , وكان عم محمود يلف ويدور في ماء النيل كالتمساح يحاول ان يجد ثغرة في خضم الماء كانه وطن نفسه للموت وسمعته ينادي مع السلامة ...مع السلامة ص 398 ) وقد كان ضوالبيت يغرق في اليم (النيل) , وعمي محمود لا اري له اثر , لكن ضوالبيت اختفي ولا اثر ذهب من حيث اتي من الماء الي الماء ص 399 ) .
النص اعلاه عند الطيب صالح يعني صراع البقاء والموت , فالنيل هو (المكان) وجوهر رواياته .
وفي دومة ود حامد ..علي لسان الكاتب هل تظن ان الدومة ستقطع يومآ ؟ ليس ثمة داعي لازالة الضريح , فالمكان يتسع لكل الاشياء ..الدومة , الضريح , ومكنة الماء , ومحطة الباخرة , فالنيل المكان يمثل محور الربط بين هذه الرباعية بالاضافة الي القرية (ود حامد) الواقعة علي ضفاف (النيل المكان) .
النائم المسحور الطيب صالح بعيون الكتاب والادباء , والمثقفين
والروائي السعودي هاني نقشبندي، رئيس تحرير "المجلة" السابق، فيقول -ل"العربية.نت"- كان لي بمثابة صديق قبل أن أتعامل معه كرئيس تحرير، وقبل ذلك كعضو في هيئة التحرير، ثم تعاملت معه مؤخرا من خلال تقديمي لبرنامج في تلفزيون دبي، وذهبت إليه في لندن لمجرد أن أزوره وليس لعمل حوار، وبقيت على تواصل معه طوال الفترة الماضية.".
الروائي البريطاني من أصل تركي، موريس فرحى
أما نائب رئيس اتحاد الكتاب والأدباء العالمي الروائي البريطاني من أصل تركي، موريس فرحى، فأعرب عن حزنه لوفاة الطيب صالح، وقال للعربية.نت "كتابه موسم الهجرة إلى الشمال رائع وقرأته منذ عشرات السنين، وهو كاتب عبقري وكان أديبا بارزا".
الروائي السعودي هاني نقشبندي
أما الإعلامي والروائي السعودي هاني نقشبندي، رئيس تحرير "المجلة" السابق، فيقول -ل"العربية.نت"- كان لي بمثابة صديق قبل أن أتعامل معه كرئيس تحرير، وقبل ذلك كعضو في هيئة التحرير، ثم تعاملت معه مؤخرا من خلال تقديمي لبرنامج في تلفزيون دبي، وذهبت إليه في لندن لمجرد أن أزوره وليس لعمل حوار، وبقيت على تواصل معه طوال الفترة الماضية.
وأضاف كنت آمل أن يشارك معنا في الموسم الصيفي القادم بجائزة باسمه، ولكن على كل الأحوال خسرناه، تاركا لنا إبداعا روائياً هائلاً وكماً كبيرا من المقالات من المهم أن تصدر في كتاب. لقد كان إنسانا طيبا جدا وصالحا جدا، معنيا بالرواية والأدب والشعر.
الروائي السوداني امير تاج السر
أما حياته الأسرية والعائلية، فيتطرق إليها ابن أخته الروائي السوداني د. أمير تاج السر، من العاصمة القطرية الدوحة، فيقول ل"العربية.نت": كان إنساناً في كل مراحل حياته، مثالا للسوداني البسيط الذي تشاهد نموذجه عادة في القرية كأحد المزارعين، وكانت له علاقته المميزة بصلة الرحم "مع شقيقه، وشقيقته التي هي أمي، وكان حريصا على أن يأتي لزيارتها في الدوحة. يدير الأمور بحنكة وكبيرا في كل شيء".
حنا مينة:
الروائي السوري البارز حنا مينة أعرب عن صدمته بخسارة الأدب العربي للروائي السوداني، مشيرا إلى أنه سبق والتقى به مرات عديدة، وكانت روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" موضع إعجاب جميع الناس.
وذكّر مينة بأنه في السنوات الأخيرة، خطف الموت عددا من الأسماء البارزة في الأدب العربي، أبرزهم محمد الماغوط واليوم الطيب الصالح، معتبرا أن هؤلاء هم عباقرة الأمة الذين ستذكر الأجيال القادمة إبداعاتهم.
الشاعر عبد القادر الجنابي
من جهته، اعتبر الشاعر العراقي المعروف عبد القادر الجنابي أن موت صالح خبر محزن أولا لأنه مبدع بكل معنى الكلمة؛ "فسرده كان شيئا جديدا في عالم الرواية، وثانيا لأنه إنسان طيب القلب وبعيد عن الأضواء".
وأضاف "هذا خبر محزن بالنسبة لي, فهو عندما شعر بأن ليس لديه هذا الشيء المُبتكر ليقدمه إلى قرائه توقف عن الخوض في لعبة الكتابة... وهو موقف يدفع كل كاتب حقيقي إلى التفكير في جدوى أن تكتب؟ بموت الطيب نخسر كاتبا كان حقيقيا بكل ما كتب، مختلفا عن جل هؤلاء الكتاب المنتشرين الذين ليست لديهم لحظة ليسألوا فيها أنفسهم: هل لديهم فعلا شيء يستحق أن يُكتب... أم أنهم يكتبون مثلما يتقيأون؟".
تركي الحمد
من السعودية يقول الأديب والمفكر السعودي تركي الحمد، إن وفاة الطيب صالح تفتح الملف القديم الجديد، حيث يجب أن يموت المبدع والمفكر لكي يتم تكريمه، فهذه القضية التي تطرح باستمرار وأشبعت نقاشا وجدلا، لكنها ذات القضية لم تتغير، فعندما يموت شخص بحجم الطيب صالح، نردد ذلك لماذا لم يتم تكريمه أثناء الحياة.
د. ثريا العريض: -
الشاعرة الدكتورة ثريا العريض تقول: «التقيت بالطيب صالح في لندن في إحدى أمسياتي الشعرية هناك بمناسبة احتفال السفارة السعودية بمئوية المملكة. وبعد إلقاء الشعر وجدت الأديب الفارع يتقدم نحوي وعرفته حالا بملامحه التي رسمتها مئات المطبوعات الأدبية كلما نشرت له أو عنه. نسيت وقتها كوني نجمة الحفل و لم يبق يسطع أمامي غير الأديب الشهير. فلم يكن من السهل أن أستوعب الموقف: الطيب صالح يصافحني ويبدي استمتاعه بما سمع. قلت له إنني أيضا استمتعت بكل ما قرأته له من روايات وعلى رأسها «موسم الهجرة إلى الشمال». وإنني من أشد المعجبات بأسلوبه المتميز الذي رسم لي ولغيري عالما عن الريف السوداني لم يكن لنا به علم. توقف لحظات يفكر ثم قال: لقد كتبت بعد موسم الهجرة عددا من الروايات أراها أكثر تميزا ولكن القارئ مصر على أن يربطني بتلك الرواية الأولى .
يوسف المحيميد
الروائي السعودي يوسف المحيميد يصف وفاة الطيب صالح بأنها تعني رحيل أحد أهم رموز السرد الروائي العربي، ويضيف: «بموته سقط الضلع الثالث من المثلث الذي شكل رؤيته الأدبية ولغته السردية وذائقته الفنية، فبعد رحيل محمود درويش الذي تتلمذ على أشعاره ولغته الشاعرية التي ظهرت كما يقول بشكل جلي في أعماله الأدبية الأولى، وكذلك رحيل يوسف شاهين الذي شكل ذائقته البصرية ورؤيته الفنية قبل نهاية العام، ليحلق الضلع الثالث الذي كان له دور في تشكيل لغته السردية مع بدايات العام الجديد
أحمد الدويحي
أما الروائي السعودي أحمد الدويحي فيقول: «إن الطيب صالح روائي كبير يعد من الجيل المؤسس للرواية العربية. وقد تكون روايته (موسم الهجرة إلى الشمال) واحدة من الأعمال الروائية الخالدة في خارطة الرواية ليس فقط العربية وإنما العالمية أيضا .
خاتمة كاتب المقال :-
برحيل الطيب صالح يفتقد العالم العربي والافريقي والرواية العالمية احد ابرز الادباء اللذين عبرو عن صراع الحضارات بشكل عميق , ولكن تبقي اعماله راسخة في عقولنا وشخصياته تمشي بيننا, وسيكتب التاريخ لاعماله الكبيرة موسم الهجرة الي الشمال التي اختيرت ضمن افضل
مائة رواية في العالم , وكان الطيب بليغآ في كتاياته , وثر الثقافة يجمع بين العامية والفصحي , واحدث تغيرأ كبيرآ في عالم لرواية متجاوزآالكثيرين
من الكتاب وكان الطيب يمسح بيده علي جرح القضايا وباليد الاخري يضع الدواء.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.