محمد عبدالله موسي [email protected] إقليم دارفورالسوداني وإقليم كاتالونيا الاسباني يتشابهان من الناحية السياسية وايضاً بالكيفية التي ضمهما الي الدولة الام , إقليم كاتالونيا تم ضمه الي دولة اسبانيا عن طريق الجيشين الاسباني الفرسي في عام 1714 وإقليم دارفور الذي ظل سلطنة قائمة بذاتها لفترة طويلة الي ان تم ضمه للدولة السودانية بواسطة الاستعمار الانجليزي في عام 1916 ,وما زالا الاقليمان يعنيان من عمليات تهميش وإقصاء من قبل المركزين القابضين في الخرطومومدريد في ظل دولتان لا تحترمان التعدد والتباين الثقافي والاجتماعي مما افرزت ازمات الهامش والمركز سواء كانت في السودان او اسبانيا , ففي السودان العديد من مناطق الهامش الان تحمل السلاح ضد المركز وتنادي بالعدالة والحرية والمساواة وبالمقابل في اسبانيا العديد من الاقاليم تناضل أيضاً ضد المركز مع إختلاف الوسائل علي سبيل المثال (اقليم الباسك ونافاراوكاتالونيا) و تطالب هذه الاقاليم بالحقوق والمساواة ووضعية ثقافية واقتصادية واجتماعية خاصة بها,ولكن يختلف الاقليمان في العديد من التميزات الايجابية الاخري ,فإقليم كاتالونيا ناهض تنموياً واقتصاده مزدهر ولكن معظم موارده يذهب الي الدولة المركزية , ومن الناحية الرياضية لديه فريق برشلونة فهو مشهور علي مستوي العالم ويشجعه معظم سكان العالم بشهرة فاقت الآفاق ومنافس قوي لنادي المركز الفريق الملكي ريال مدريد, وأما اقليم دارفور فوفقاً لسياسات التهميش والاقصاء السياسي من قبل المركز القابض في الخرطوم فما زال اقليم دارفورمتخلف من الناحية الاقتصادية بالرغم من ثروته الحيوانية وموارد الطبيعية الاخري ,فعملية الإقصاء من مطبخ القرار السياسي في البلاد ووجود ابناء دارفور ديكورياً فقط كترميز تضليلي في حكومات المركز المتعاقبة في الخرطوم حالت دون نهضته وإزدهاره اقتصادياً علي غرار اقليم كاتالونيا الاسباني .ومن الناحية الكروية فمنذ قيام الدوري السوداني الممتازظلت الاندية الدارفورية تكافح للصعود الي الدوري الممتازسواء كانت اندية الفاشر او نيالا ولكن تفشل كل مرة للصعود بسبب إستهداف التحكيم او قلة الامكانيات المادية للاندية نتيجة لأسباب تعود للتخلف الاقتصادي كإفرازات لعملية التهميش السياسي من قبل المركز, ولكن آخيراً وبعد كفاح واصرار وعزيمة لا تلين استطاع مريخ الفاشر الصعود الي الدوري الممتاز بجدارة واقتدار وحجز مقعده مع بقية الاندية الاخري في الدوري الممتاز وهذا بمثابة فتح وانتصار كبيرين اثلج صدورنا ورفع رؤوسنا رغم الخيبات في النواحي السياسية والاقتصادية والتنموية. ففي عام 2001 زار وفد مركزي من الاتحاد السوداني لكرة القدم مدينة مليط بهدف ترفيع اتحاد مليط لكرة القدم من (اتحاد فرعي) الي (اتحاد محلي) وكان الوفد برئاسة الدكتور كمال شداد والمدرب سيد سليم واخرون ,ونُظم احتفال ضخم في استاد مليط احتفاءً بالوفد الزائر وبمناسة ترفيع الاتحاد وعندما قام الدكتور كمال شداد لتفقد مرافق الاستاد ومعه لفيف من المسؤولين والمواطنيين اقترب احد الشباب من الدكتور كمال الشداد وقال له :(نريد فريق من دارفور في الدوري الممتاز يا دكتور),فرد عليه كمال شداد بسخريته المعهودة قائلاً(انتو قائلين الدوري الممتاز دا برلمان ولا ايه؟!).ان وجود فريق دارفوري في الدوري الممتازحلم ظل يراود كل الرياضيين الدارفوريين الي ان تحقق الان بصعود مريخ الفاشرالي الدوري الممتاز وكنا نريد ان يصعد فريق آخربخلاف الاندية التي تحمل اسماء الهلال والمريخ حتي لا تحول الانتماءات والتعصب لهذين الفريقين دون توحيد وإلتفاف القاعدة الرياضية الدارفورية خلفه حتي يستمر بقوة ويحجزمركز مرموق في ترتيب اندية الدوري الممتاز ويكون الحصان الاسود في البطولة مثل فريق اهل شندي بمستواه المتطور في الدوري وبطولة الاتحاد الافريقي وبلا شك فريق اهلي شندي كان خير ممثلٍ لأهل شندي وولاية نهرالنيل,وأناشد من هذا المقام جميع اهل دارفور بالإلتفاف حول مريخ الفاشر ودعمه ومسنادته مادياً ومعنوياً حتي يستطيع تمثيل اقليم دارفور بشكل عنيق ويكسر قاعدة الصاعد هابط ويكون برشلونة الكرة السودانية علي الصعيدين المحلي والاقليمي.