[email protected] ظل الحزب الشيوعي السوداني وطوال تاريخه يحتفظ بخصوصيته التي جعلته ضد الطغاة بعيدا عنهم..قريبا جدا إلى الشعب..بل ملتصقا به بلا فكاك..محميا بحب الفقراء والمساكين الغلابة.. لم يكن قادته يبحثون عن تبريرات أو أعذار تقربهم وتقيهم بطش العسكر مثل بقية الأحزاب الصفوية الجبانة.. لكن يبدو أن سكرتير الحزب الجديد وكأنه قبض قبضة من أثر الصادق المهدي..وهو يلوي عنق الحقيقة ويولي وجهه شطر القصر.. محمد مختار الخطيب بحث عن مخرج له من غضبة السلطة الفاسدة وقدم صديق يوسف قربانا وجرده من الصفة التي ذهب بها إلى كمبالا موفدا من الحزب.. ورغم أن منطق سكرتير الحزب الشيوعي في صحيفة السوداني قبل يومين فيه الكثير من التعقل إلا أنه ذهب ناحية إرضاء العسكر وجهاز الأمن مع أنه كان حريا به دعم الرفيق صديق يوسف واتفاق الجماعة والنزول عند رغبة الشعب ودعم نضال الشباب والسير في طريق الدفاع عن حقوق المساكين واسقاط نظام العسكر.. لم يكن عليه الحديث وكشف أن صديق يوسف غادر الخرطوم بصلاحيات محددة لاجتماع تحالف قوى الإجماع الوطني ليس من بينها التوقيع على أي الوثيقة.. وليس من شيم الكبار محاسبة أبنائهم في صحف السلطة وإظهارهم في صورة المجرمين مع أن صديق فعل خيرا وأنجز أكثر مما كلف به رغم أن الحزب حجمه وضيق واسعا.. كونوا خيرا..الفجر الجديد ليس ملكا لجزب أو جماعة بقدر ماهو أماني وأحلام الشعب السوداني المسحوق.. لم يكن مسارعة بعض الأحزاب لتتنصل وتعلن توبتها عن ما جاء في وثيقة الفجر الجديد وفعله ممثليها مفاجة ولم تأتي بمستغرب أو غير عادي نظرا لتاريخها الطويل في مهادنة السلطة والخوف منها.. لكن الغريب في حديث الخطيب أنه يمثل سابقة خطيرة في تاريخ الحزب الذي أثبت ومنذ نشأته في العام 46 عندما كان يعرف بالجبهة المعادية للاستعمار مرورا بالحركة السودانية للتحرر(حستو) أنه من الشعب ومعه وأنه لم يسبق أن ضحى بأحد منسوبيه من أجل إرضاء أي نظام.. يبدو أن العزلة الطويلة للأب نقد عليه رحمة الله لم تترك للخطيب حيزا ليجالسه ويتعلم منه تاريخ حزب الشعب السوداني الحقيقي وتضحياته الجسام وجلد قادته وهم يقابلون مقصلة الطغاة وبنادقهم.. تبا ... للخوازيق.. وتبا للبوار.. للسرابيات في تيه الفتن.. للذي يبحر غربا عن أماني الشعب.. تبا للدوار.. للخطابيات من دون فطن.. لانطلاق الريح في غير لقاح.. دون خير وصلاح.. للتي.. تمطر موتا وجراح.. والتي.. تمرح من دون رسن.. في مراعي الشعب.. في حقل الشباب.. للذي.. يملأ كفيه بتبر وتراب.. يكشح التبر على حظوته.. والترابيات في عين الوطن.. ..تبا لكم..