[email protected] ويمتطى فارس الصوت الرخيم صهوة الرحيل من غير موعد...وتحلق مع رحيله اطياف بهجة كان قد رسمتها اغانيه المفرحة... ولتشرب دموع الشجن معانى الفراق... ولتبكى العيون ويسابقها الحزن المتمكن فى قلب كل سودانى ...وتنزوى لحظات الفرح حين تسابق دموع العشاق مساحات التمنى... و لتصمت الكلمات....وتودع المسافر الذى لن يعود... ويتكلم الالم الدفين حزنا... معلنا عن فقدان الفنان الشاب المبدع.... محمود الذى طالما ظل يهدهد كل وجدان... مفعم بالابداع والجمال..وهويستحضر ذلك الصوت المغرد الشجى المعبر...وهو يزيح بحنجرته الذهبية عنا سحابات الهموم وعنف الحياة باريحية تفرده ....ونقاء اداءه.... وسلاسة فنه... المتميز االراقى.... رحل المبدع الشاب محمود عبدالعزيز.. وفى رحيله بعض من احساسنا وامالنا... وفى رحيله فقد جلل للانسان الذى اسعد غيره.. واعطى اكثر مما اخذ ... ونحن فى زمن اصبح الحزن جزء من تركيبة جيناتنا .... وهاهى الاحزان تستدرج الجراحات اجبارا ان لا تندمل وتنزف الاهات عبر المقدر الذى لا مهرب منه، والمكتوب الذى لامناص عنه ولكن للعين ان تبكى... وللدمع ان يحكى... وللقلب ان يشكى .... ونسأل الله الذى يهدى ان يرحم وان يغفر ويعفو... وهو الذى يعطى... رحل الحوت وكم كانت بحار الموسيقى تعانقه وتساجله ويدعبها وتداعبه... كم فى عبابها توسد وتفرد وتغنى... فتوجته الالحان امير غناء... وملك ابداع... واسكنته الانغام قصور محبة فى اعماق قلوب المعجبين فعربد فى الافئدة دندنة اوتار ودفء مشاعر... رحل الحوت وبقى مسكه بفوح فى الارجاء عطرا لاينسى ... استطاع خلال سنوات عمره الفنى القصيرة ان يبلغ من المستوى... الرفيع بابداعه ما لم يبلغه غيره .. الحوت عمره كان قصيرالكن عطاءه الغنائى ... غنيا بالاحساس الرائع الصادق.. ورغم ان الايام تمهله الكثير لمواصلة مشوار تفرده النادر والفريد ولكن ...عزاءنا فى ما قدم من ....فن مشبع بالابداع والانسانية.... الا رحم الله الفنان الانسان محمود عبد العزيز ... واسكنه فسيح جناته....