تراسيم - أسماء في حياتنا..!! عبد الباقى الظافر أخذ الشيخ بجلبابه الأبيض وعمامته الضخمة يقلب النظر في جموع الحشود المزدحمة في مطار جدة..العمران المصنوع بمهارة يجعله يتذكر حال البلد التي تركها وراءه تئن من وقع الازمات..الشيخ في تجاوله البصري يهجم عليه مجموعة من الشباب..بعضهم يصيح (ابوي الشيخ) واخرين يحاولون تقبيل كفه الطيب..يبتسم الشيخ ثم يسألهم برفق عن هويتهم..كان الشباب مجموعة من تلاميذه الذين حفظوا القران الكريم ثم درسوا في كليته التقنية هندسة المياه الجوفية وبعدها تفرقوا في شركة ارامكو السعودية..لحظتها ابتسم الشيخ عبدالله البدري وتاكد ان زرعه قد اتى اكله. حينما فكر الشيخ عبدالله البدري في تأسيس كلية تقنية كان يستند على فلسفة عميقة..في ذات صلاة جمعة اعتلى شاب قرأني المنبر..الشاب كاد ان يبكي الناس حينما أخذهم لعوالم السيرة النبوية..بعد ان فرغ العالم من اداء الصلاة المكتوبة كان ينتظر حظه من صدقات المصلين..ليلتها لم ينم الشيخ عبدالله البدري..ساءه ان يتسول حفظة القرأن عامة المسلمين..بدأت الفكرة في تزويد الحافظ بحرفة تقيه ذل السؤال..الفكرة بدأت بكلية تقنية صغيرة في نواحي مدينة بربر.. ثم تمددت لتصبح جامعة تدرس الاقتصاد والهندسة والصحة وتتمدد على نطاق مائة وخمسين فدان يؤمها اكثر من ثلاث الاف طالب من داخل وخارج السودان. على خطي الشيخ كان السيد محمد ابراهيم ينظر من على البعد لحال اهله في السودان..مستر مو الذي بز الخواجات في كل تنافس رأي ان اهله البسطاء في السودان في حاجة لمشفى يعالجهم من ادواء السرطان..هذا المشفى الان يشمخ غير بعيد من مول العفراء..تقف على تفاصيله الدقيقة زوجة رجل الاعمال العالمي. وعمل الخير يتواصل ..هذه المرة يطل على بلدنا الشيخ الراجحي..رجل الاعمال السعودي ينشيء مستشفي في غرب امدرمان..المحسن السعودي يتكفل بالانشاء وكامل المعدات الطبية..فوق ذلك يتعهد المشفي بكامل المنصرفات لمدة خمسة سنوات..ومثل هذا مشفي تركي بنيالا ومدينة كاملة انشأها الشيخ الاماراتي لوتاه في ولاية الجزيرة..في مشفى سوبا اسست اسرة من دولة قطر مزرعة لزراعة الكلى للاطفال. هذا الجهد المجتمعي يظل غير حاضر في المشهد السوداني..لا أحد يعرف ملامح الشيخ البدري..سيرة المواطن محمد ابراهيم تربط بمستر مو البريطاني الذي خصص جائزة مقدارها خمسة ملايين دولار للحاكم الصالح في افريقيا..اما الراجحي فيظل في الخاطر السوداني مجرد مصرفي ناجح في المملكة السعودية. في كثير من بلدان العالم يتم مكافأة الاخيار في الحياة الدنيا.. في امريكا مصلحة الضرائب تعتبر الانفاق على فعل الخير جزاؤه اعفاء ضريبي..في اوربا منظمات المجتمع المدني تنتقي مثل هؤلاء المحسنين لتكرمهم في كل عام..هذا الاهتمام يجعل رجل اعمال ناجح مثل بيل قيت يؤسس وزوجته منظمة خيرية يخصص لها جل ارباح شركة (ماكروسفت) الرائدة في في مجال الحاسوب. نحن في حاجة ملحة لتسليط الضوء على اعمال الخير..صحيح ان بعض المحسنين يريدون اعمالهم في الخفاء..الاعلان من الغير لاينقص من اجرهم عندالله ولكن يحفز اخرين ليبذلوا في سبيل الله..الا يستحق الشيخ بدري وسام من رئاسة الجمهورية..ربما تكرم جامعة الخرطوم نفسها ان منحت مستر مو درجة الدكتوارة الفخرية. اخر لحظة