بسم الله الرحمن الرحيم قبول الشخص المسئول عند الجمهور لايرتبط بمظهر أو علم أو ثقافة أو مادة أو بسطة في الرزق والمادة واللسان ، بل هي هبة ربانية خالصة يُعطيها من يشاء من خلقه لحكمة يعلمها هو، ولنا في التاريخ القريب أمثلة كثيرة نورد بعضها لا حصرا.موقف الشعب الأمريكي من بل كلنتون بعد تلك الحادثة المشهورة وعلي الرغم من ذلك فاز للمرة الثانية بالإنتخابات لأن درجة قبوله كانت عالية جداً و لم يستفز شعبه يوماً واحداً ، ولم يتعالي عليه أبداً ولم يخاطبه من برج عاجي، ثم أنظروا إلي جورج بوش الإبن وعلي الرغم من أنه أدخل أمريكا في حروب شتي ، إلا أن درجة قبوله كانت عالية عند شعبه لإقتناعهم به، وأنظروا إلي رجب طيب أردوقان وسلاسة خطابه وعفة لسانه وقوة حجته ومنطقه ليس علي الشعب التركي ولكن لكل الشعوب، فكان قبوله عالميا، ثم الراحل جمال عبد الناصر وقبوله الذي لم يكن له مثيل علي الرغم من الهزيمة و والنكسة وتقديم إستقالته متحملا المسئولية ولكن قبوله عند الشعب أجبره علي سحب الإستقالة والإستمرار في كنس آثار النكسة، وأنظروا إلي روبن كوك أحد وزراء خارجية إنجلترا وهو مُفكّر مشهود له بالخبرة والكفاءة والمقدرة ولكن عندما سُئل لماذا لا تترشح لرئاسة الوزارة ، أجاب بكل شفافية إنه وعلي الرغم من حُسن إدارته وأن كل تلك الأفكار من صنعه ، إلا أن درجة القبول عند الشعب لا تؤهله لتولي رئاسة الوزارة. في سوداننا الحبيب الأمثلة كثيرة وهنالك رجال وضعوا وتركوا بصماتهم وحفروا ذكرياتهم في عقول الشعب وكانت درجة قبولهم عالية جدا جدا وعلي سبيل المثال لا حصرا محمد أحمد محجوب وعبد الله خليل والأزهري ومبارك زروق والشريف حسين الهندي وبابو نمر والسلطان عجبنا وأبيل ألير وهم كثر تضيق هذه المساحة لذكرهم. رحم الله إمريء عرف قدر نفسه، ومن لم يعرف قدر نفسه ولم يُدرك درجة القبول عند شعبه لا يمكن أن يكون قائدا مؤتمنا علي وطن تسير خلفه الجيوش،كيف لا والبعد الجماهيري والإرتياح والإقتناع الشعبي هو الأساس ولابد من قبول الشعب بك ليسير خلفك. وزراء ومدراء موءسسات كثر فشلوا حتي في إقناع أقرب الأقربين إليهم وإن كانت درجاتهم العلمية يسيل لها اللعاب ولكن القلم ما بزيل بلم ، وهل كل قاريء متعلم ؟ وهل كل مسئول يدرك أن درجة قبوله ترتبط إرتباطا وثيقا بقربه من الشعب والمرءووسين وحسن لسانه وسريرة وجهه؟. وزارة الصحة ولاية الخرطوم رُزئت بوزير إستثنائي لم يدرك أن القبول عند الشعب هو هبة من الله، وليس القبول من السلطة العليا، ومنذ أن تبوأ ذلك المنصب لم يفتح الله له بقرار في مصلحة الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في تقدم وتطور وإرتقاء الخدمات الصحية ولم يدرك أن قربه من مُقدم الخدمة هو أساس تنفيذ تطلعاته وأوامره، ولكن القلم ما بزيل بلم. مامون وهو بروفسير وعالم مشهود له بغزارة علمه ، والعلماء ورثة الأنبياء، ولكن بروف مامون لم يجد القبول إطلاقا لا من مُقدمي الخدمة كلهم جميعا ولا من الشعب بل حتي من أقرب الأقربينوأهل الولاء. الأسباب معروفة ومن حضر ذلك البرنامج حزمة ضوء في التلفزيون القومي يدرك أن بروف مامون بعيدا كل البعد عن القيم والمثل والتقاليد وأخلاق الممارسة الطبية بل وحتي أخلاقيات الشعب السوداني وحقوق الجيرة . ردوده لم تكن في محلها، والحقيقة غائبة ، والإستعلاء في أجوبته لا تنكرها أذن صاغية، إن قبيلة الأطباء وكل الكوادر لا يُصدّقونك في كل ما قلت وما ستقول، والشعب أدرك بفطرته أنك غير كفء لهذا المنصب ولن يُصدّقك حتي لو إتخذت القرار الصحيح زمانا ومكانا(عمر وأكلني النمر)، كيف لك الحق بل من أعطاك أن تتحدث عن وزير خارجية تشاد؟ إستهزاء وإذلال وإستصغار وحقارة لجارة عزيزة ودولة تجمعنا بها روابط الجيرة، هل تذكر دكتور أبو صالح وهو وزير ا للخارجية والذي قال ما نُصلّحه في سنة يضيع في دقيقة بسبب التعليق السياسي. أستاذنا بروف مامون حميدة وزير صحة ولاية الخرطوم ، هلا راجعت ما كتبه د. المعز حسن بخيت في صحيفة آخر لحظة في أكتوبر 2010؟ ألم يثحذر الوالي من تعيينك صراحة وزيرا لصحة الخرطوم لأن أبواب جهنم ستفتح عليه إن تم هذا التعيين؟ ثم سيدي البروف العالم أليس لك قدوة حسنة في أساتذك الذين ما زالوا علي قيد الحياة والذين غيبهم الردي؟ لم يستعلوا غطلاقا لا علي شعبهم ولا علي مرضاهم ولا علي طلبتهم ولا علي دول الجوار ، بل كانوا قدوة وشموسا أضاءت سماء السودان وستخلادهم أخلاقهم وأعمالهم وتضحياتهم من أجل العلم والمريض والوطن، هم كثر ولكن مثالا أين أنت من بروف داوود؟ أين أنت من بروف بخيت، ؟ أين أنت من بروف سكر ؟ أين أنت من بروف الشيخ محجوب؟ أين أنت من بروف قرشي وصالح يسن و علي فضل والمنقوشي والرشيد ومبيوع ومكين ،؟ بل أين أنت من بروف محمد أحمد حسن عبد الجليل وبروف أحمد محمد الحسن وبروف نصر الدين وبروف عبد الرحن التوم والزين كرار والدابي والساعوري ومحمد عبد الحليم وجورج وديع وعبد الله عبد الكريم وكمال عبد القادر وحسب الرسول بابكر ومحمد يوسف المبارك وأسامة مرتضي وخالد ياجي وحسن محمد إبراهيم وبروف شاكر زين، والقائمة تطول وتطول، وهم كانوا وما زالوا وسيظلون قمة في التواضصع والتفاني والإخلاص لهذا الوطن ومرضاه وطلبة الطب ولاحقا أجيال وأجيال تخرجوا علي أيديهم ونهلوا ليس العلم وحده ، ولكن الأخلاق والقيم والمثل وآداب وسلوك المهنة الشعب سئم منك ومن كثرة ظهورك الذي لن يُزيدك حظوظا أو قبولا ، بل هو خصم من رصيدك إن كان لديك مُتبقي ، ونعلم أن الغالبية تُدير الموءشّر لقناة أخري فقد بلغ السيل مداه، ونختم فنقول رحم الله إمريء عرف قدر نفسه فالإستعلاء والإستهزاء والسخرية من الآخر لن تقود إلي بر الأمان وإن طال الأمد ، وحواء السودانية ولود والشعب السوداني ومن خلفه قبيلة الأطباء وبقية الكوادر الطبية يدركون عنجهيتكم وغروركم وتعاليكم عليه وهذا كله إلي لحظة ما وعندها إلي من تلجأون؟ إلي بيت العنكبوت ؟ ياله من هوان يطير بأقل نفخة ويتهدم بأقل ملامسة، وعندها ستتمايز الصفوف ولن تجد من يتعاطف معكم إطلاقا . الشعب السوداني هو الذي سيقرر وقبيلة الأطباء والكوادر الطبية هي التي ستُنفّذ ومذبلة التاريخ مازالت تسع الكثير والذكري الحسنة أن بروف جعفر إبنعوف قد شيّد ثاني أكبر مستشفي للأطفال في العالم والذي دمره هو بروف مامون حميدة، إنها ذكري وأي ذكري في عقول أجيال لاحقة لحقب ستتعاقب علي وطننا الحبيب،، يديكم دوام الصحة وتمام العافية والشكر علي العافية [email protected]