الصدمة التى حكى عنها صديقنا الأستاذ/ابشر الماحى والتى خلقها فيه إستعلائية وعجرفة وزير الصحة بروف/مامون حميدة حين قال له معلقاً على حادثة المرحومة الزينة فى الزيتونة ((المستشفيات اصلاً بيرقدوا فيها المرضى وليس الأصحاء (ثم اتبعها بقوله ) بل الناس بموتوا فى المستشفيات )) رحم الله الفنان عبدالعزيز محمد داؤود.. وهو يقود عربته الهنتر ، فصدم كلباً ..غضب صاحب الكلب وأصر على ان يفتح بلاغاً ضد ابو داؤود..وفى المحكمة ، سال القاضى :انت قتلت الكلب بالعربية ؟اجاب :نعم..يعنى معترف؟ اجاب ابو داؤود على طريقته..يعنى يامولانا فى كلب بموت فى عنقريب ؟!نرفع الحكاية لأخونا ابشر عساها تخفف أثر البروف فى نفسه.. استاذ الباطنية ..ينشئ الزيتونة ويستبشرون والأكاديمى وجامعة العلوم الطبية ..يقوم بكل هذا والناس تدفع له كل هذه الملايين لدراسة الطب !! وللعلاج فاذا به لايتعامل معهم الا كمشاريع موتى مطبَّقًا فيهم المثل السودانى( ميتة وخراب ديار ) والرجل بفجاجة منقطعة النظير يترفع عن ان يعتذر لأهل السودان واهل الزينة ..فيجيب بان ابناء المرحومة عليهم ان (يتصرفوا ) واحشاء المرحومة تظل خارج جسدها 47 يوماً بلياليها جراء خطأ طبى واهمال ..فلايحرَّك كل هذا فى البروف ساكناً..ولاينفعل بالحدث كطبيب ..ولاينشغل بما يجرى للمرحومة كمالك للمستشفى الذى امتلأت خزائنه من دم المرحومة الزينة ..ولايؤرق مضجعه الحدث كوزير .. ولا تهتز مسامات الإنسانية فيه وامنا الزينة تكابد.. إن دلّ هذا على شئ انما يدل على ان الرجل عكس مايشاع بانه مستثمر ناجح..ذلك لأن المستثمر الناجح هو من يحرص على سمعة اعماله ويلبسها ثوبٌ من التجرد بالغ الرقي ..ولوكان مستثمراً ناجحاً ( لتصرف ) وبقى بجوار الحاجة الزينة تاركاً الوزارة والأستثمارات وتحطيم المستشفيات والتحديات (والعجرفات) ولكان قام بدوره كطبيب وكأنسان وكواحد من منظومة مفترض انها تدعوا للأسلام ..وتقدمه على ساميات معانيه من الرحمة والمحبة والسكينة والطمأنينة والتعاضد على هدىً من القاعدة الذهبية للإسلام (الخلق عيال الله احبهم الى الله أنفعهم لعياله ) ..لكن صاحبنا : يعتمد على السلطة الزمنية ..ناسياً السلطة الإلهية .. فيتنكر لعلمه الطبى عندما يقول : إتصرفوا ..ولما يجدها لاتشفى غليله من الإستعلاء يضيف الينا معلومة جديدة علينا تماماً وتزداد وزناً عندما تخرج من فم استاذ الباطنية ( المستشفيات أصلاً بيرقدوا فيها المرضى وليس الأصحاء..بل الناس بيموتوا فى المستشفيات ) حق على البروف ان يضيف الى مقابر البكرى واحمد شرفى مقابراً تحمل اسم الزيتونة ..ويغلق جامعة العلوم الطبية ويحولها الى مزرعة دواجن..ويحمل مؤهلاته الطبية ويبيدها ويجلس امام الزيتونة حاملاً مسبحته مستغفراً عن عمر افناه فى علم لاينفع.. السؤال الأهم فى كل هذه العبثية لماذا كل هذا الضجيج نحو تجفيف المركز وتغذية الأطراف ؟؟ولماذا يستكثر سيادته على اطفالنا ان يموتوا مجاناً فى مستشفى جعفر بن عوف ؟؟على الأقل نثق انهم سيموتون بدون ان يخرج احشاؤهم طبيباً موقوفاً بأمر المجلس الطبى ويعينه الوزير وكأنه يقول له: قطِّع ساي بلامجلس طبى بلا وجع راس..مااصلوا (الناس بموتوا فى المستشفيات ) هذه هى قامة وزير الصحة ..وهذا هو العقل الذى سلمناه صحتنا ، ولطالما ان القرار السياسى لم يقل كلمته فى هذا الوزير بعد كل هذه الأعاصير..فلم يبق إلا ان يتحد شعبنا خلف الوقفات الأحتجاجية..وخلف القضية الدستورية..وخلف حماية مستشفياتنا حتى يتاكد البروف ان المستشفيات للناس التى تلتمس العلاج..وليس كما يريد ان يقنعنا عندما إتخذ من عجزه فضيلة ..فصرخ فينا ( الناس بموتوا فى المستشفيات ).. وسلام ياااااااااااااوطن حيدر احمد خيرالله [email protected]