احتفلت اتحاد نساء جبال النوبة بجمهورية مصر العربية بالامس الجمعة 8 مارس 2013 باليوم العالمى للمراة بمدينة نصر صالة الحى ( السابع ) ، و شرف الحفل عددا من قيادات منظمات المجتمع المدنى من الاعلاميين والحقوقيين ومراكز الدراسات السودانية والمصرية والاجنبية الذين شاركوا فى هذا الحفل التضامنى مع ماساة المراة السودانية فى مناطق النزاعات معتقلات النظام . افتتح الحفل بكلمة من رئيسة اللجنة المنظمة للأحتفال الأستاذة/ سعيدة موسى كشيب التى رحبت بالحضور واكدت على اهمية التضامن مع الظروف التى تمر بها المراة فى مناطق السودان المختلفة وخاصة مناطق الحرب التى انعدمت فيها مقومات الحياة للمراة ولابد من دور للعالم الانسانى فى هذا المشهد الانسانى فى جبال النوبة . كما تفضلت امين المراة برابطة بناء جبال النوبة العالمية بخطاب للحضور بمناسبة هذا اليوم وتناولت فى خطابها ( 4) محاور رئيسية منها : (1 ) تاريخ الحركة النسوية فى جبال النوبة فى الماضى والحاضر وتحديات العبور الى مستقبل افضل للمراة التى دفعت فاتورة التحرر من القهر المنظم ضدها . (2) تناول الخطاب حجم الإنتهاكات التى تعرضت لها خلال الحربان الكيماويان التى جرت فى اقليم جبال النوبة ومازالت مستمرة لإبادتها وافقدتها مقومات الحياة ، وموكدة ان المراة فى الكورة الارضية اليوم تحتفل بعيدها و تستعرض اجازتها فى مسيرة نيل حقوقها وإلا ان المراة النوبية بسبب ظروفها الامنية التى فرضت عليها اصبح الامن والغذاء لطفلها من الأولوياتها الاساسية التى لم تكن متوفرة لها ناهيك عن الحقوق الاجتماعية والسياسية . (3) كما تناول الخطاب كلمة شكر وتقدير لدور المنظمات الحقوقية والمؤسسات الاعلامية الحرة التى لعبت دور المراقب الراصد والمستنكر لبطش الحكومة و صمت المجتمع الدولى تجاة المشهد الانسانى فى مناطق النزوح التى حرمت المراة من الحياة الطبيعية كإنسانة تحتاج لوضعية خاصة حتى فى المناطق الامن والاستقرار . (4) ختمت امين المراة بالرابطة العالمية روضة بدرالدين خطابها بمناشدة المنظمات الحقوقية وكل الانسانيين فى العالم ان تواصل مهام ضغطها على المجتمع الدولى لتوفير الحماية للمراة واطفالها من طائرات الانتنوف الحكومية التى تواصل قصفها بشكل يومى فى جبال النوبة وضرورة ايصال المساعدات الانسانية لهن وكما اشار الخطاب الى مطالبة المجتمع الدولى لمساعدة الاطراف المتنازعة فى اقليم جبال النوبة للوصول لحل يسهم فى احلال السلام الذى سيساعد على عودة المراة النازحة الى مسكنها الاصل وتعيش بامن وسلام وتسهم فى بناء السلام الأجتماعى والاستقرار للأسرة التى تشردت وتشتت وتعرضت للقتل والاغتصاب والجوع والمرض بسبب سياسات الحكومة التى لا تحترم المواثيق الخاصة بحقوق المراة والطفل فى مناطق النزاعات . عقب هذا الخطاب الانسانى شاهد الحضور عرض سينمائى لضحايا الحرب فى اقليم جبال النوبة من الفترة يونيو 2011 الى 8مارس 2013 من صور ماساوية فيها قتلة واصابات جسدية 90% من النساء والاطفال فيديوهات وتوضح سير حركة النزوح ورحلات البحث عن الامان ومعاناة الاطفال والعجزة الذين سقطوا اثناء السير بفعل القصف الجوى الحكومى او الجوع ، بجانب عرض مشهد لحياة اللاجئيين النوبة داخل ( معسكر إييدا ) الذى يبلغ عددهم 600 ألف لاجى من جبال النوبة وحركة النزوح مازالت مستمرة ومتدفقة نحو المعسكر بشكل يومى بسبب القصف الجوى اليومى لمناطق المدنيين ، والمشهد داخل معسكر إييدا تاكد النقص الحاد فى الغذاء والدواء بسبب فشل المجتمع الدولى لضغط على الحكومة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه حول الملف الانسانى فى 5 اغسطس 2012 بين الاطراف المتنازعة والشركاء الاخرين فى المنظومات الاقليمية . ومن البرامج المصاحبة لهذا اليوم تم افتتاح معرض صورى لضحايا الحرب ومعرض يحتوى على الوجبات الاساسية والمشروبات المفضلة لشعب أقليم جبال النوبة وتناول الحضور هذه الواجبات بشكل جماعى مع كل الضيوف و ( المريسة ) كانت حاضرة كواحدة من المشروب المفضلة . حديث الحاضرين المشاركيين من منظمات العمل المدنى ركزوا فى حديثهم على المشهد الانسانى الكارثى للمراة النوبية فى الأقليم واهمية صرخة الاستغاثة العاجلة لحالتها التى تحتاج لوقفة حقيقية لإنقاذها من ملاحقات الجوع والمرض والألغام والرصاص وذلك من خلال التزام كل المنظمات الحقوقية والاعلامية الحاضرة والغائبة بنشر هذا المشهد لكل المواقع الالكترونية المختلفة فى العالم الثالث الغائب عنها معرفة تفاصيل هذا المشهد الذى لم تتوفر هذه المادة لكثير من المؤسسات الاعلامية التى لم تحظى بالحصول عليها كمادة تضع فى صفحات قوائم انتهاكات المراة فى نظم الاستبداد باسم الدين . ساهم فى هذا الحفل عدد من المطربيين الغنائيين من ابناء النوبة فى عالم الفن الغنائى لتراث جبال النوبة كانوا من الحاضريين الذين عطروا الاحتفال باغانى تراثية حرك فيها وجدان الاطفال الحاضريين قبل الكبار وكان العرض الغنائى الشعبى فيه رقصات متنوعة عبرت عن تنوع الرقصات الشعبية فى اقليم جبال النوبة وهذا الفاصل الغنائى التراثى عكس الكثير لمشاركين من الاجانب مستقبل نجاح الثورة الثقافية فى جبال النوبة وعلاقاتها بجدل الهوية فى السودان وهذا كان محل اعجاب للضيوف المشاركين بلاشك . بجانب هذا الفاصل التراثى جاءت مشاركات اخرى من فرقة براعم الجبال التى كانت حاضرة ومساهمة بعرض غنائى الذى عبر ونقل رسالة انسانية للمجتمع الدولى عن ازدياد معدلات ماساة الامهات امام صمت المجتمع الدولى . الهدف السامى لهذه الليلة الاحتفالية التى نظمتها اتحاد نساء جبال النوبة كان الغرض منها مفهوم تضامنى مع النساء النازحات والمعتقلات فى سجون الدولة البوليسية التى ادمنت قهر النساء وكانت الاستاذ والناشطة / المناضلة جليلة خميس كوكو كان هدفا لهذا اليوم الذى تم فيه تكريمها تقديرا لمواقفها البطولية التى عبرت عن شهامة المراة النوبية التى قدمت دروسا مستفادة فى عالم الإنسانية والصمود امام جبروت اجهزة النظام التى لا تعرف ولا تلتزم بالمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق المراة ، وكما شهد هذا الاحتفال تكريم عدد من امهات جبال النوبة الناشطات تجاة قضايا المراة النوبية فى القاهرة . ختم رئيس رابطة جبال النوبة العالمية الأستاذ/ كلوفيرت جالو نواى هذا الاحتفال بكلمات الشكر والتقدير لكل الحضور الذين شاركوا وساهموا وتضامنوا مع المراة النوبية فى معاناتها واكد على اهمية دور منظمات المجتمع المدنى فى دعم قضايا السلام والديمقراطية وحقوق الانسان الذى سيساعد كثيرا فى دعم الاستقرار الذى يضمن للمراة الحياة الكريمة لها ولأطفالها ، وكما اشار كلوفيرت على اهمية العمل التشبيكى بين المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية لتشكيل مجموعات الضغط على المجتمع الدولى لأصدار قرار يسهم فى حل الازمات الإنسانية التى ظلت مستمرة ما يقارب العامين التى عانت منها المراة وخاصة فى مناطق النزاعات ومشيرا ان رابطة جبال النوبة العالمية منبر مفتوح لفضاء العمل المدنى لتحقيق الأهداف الانسانية لخدمة الإنسان . حماد صابون [email protected]