تتّجه أعين وأفئدة مُحبّى السلام فى العالم أجمع وبخاصّة فى السودان وجنوب السودان ، إلى العاصمة الإثيوبيّة أديس أبابا ، حيث تجرى إجتماعات اللجنة الأمنية المُشتركة بين البلدين ،بحضور وزيرى دفاع البلدين ، وسط حالة من " التشاؤل " على حد عبارة المُبدع الفلسطينى أميل حبيبى فى روايته ( المُتشائل)، لكون هذه الإجتماعات - بالذات - معنيّة بفتح الطريق - أو إغلاقه - أمام الجهود المبذولة إفريقيّاً وعالميّاً لحل القضايا العالقة بين الدولتين . الفشل فى تحديد و(( تفعيل )) حزمة ( الآليات )، سيمضى بالملف بتعقيداته المُختلفة ، فى طريق فرض الحلول الجزائيّة من (الخارج)، وحتماً ، لن يكون ذلك فى مصلحة الطرفين . ولهذا لن نبالغ إن قلنا أنّ هذه الإجتماعات هى فرصة نادرة وقد لا تتوفّر مرّة ثانية ، والأوجب أن لا يهدرها الطرفان ، قبل وقوع الفأس فى الرأس . ذات الأعين والأفئدة المُحبّة للسلام ، إذ تحتفى بالإنتصار التاريخى الذى حقّقته البشريّة يوم الجمعة الماضية ( 15 مارس 2013 ) متمثّلاً فى التوافق العالمى على ( إعلان حقوق المرأة ) الصادر عن لجنة لصنع السياسة بالأُمم المتّحدة،الذى ينص على (( مكافحة العنف ضد النساء )) ، تنظر لأوضاع النساء فى السودان وجنوب السودان نظرة مُشفقة على الواقع المُزرى الذى تكابده النساء فى البلدين ، وهو نتيجة حتميّة وحصاد طبيعى للحروب والنزاعات ومُجمل السياسات والممارسات التى تحط من قدر النساء فى البلدين . الصحافة المهنية والمُحترفة والمُنحازة للسلام وقيمه السمحاء - بحق وحقيقة - فى البلدين ، مُطالبة بأن لا تكتفى بمُجرّد نقل الأخبار " الماسخة " ( الماجرى ) " فقط " عن إجتماعات أديس و ( مصفوفاتها ) بالصورة التقليديّة والنمطيّة المعهودة ،التى " ملّها الناس "، إنّما هى مُطالبة بتوسيع رؤيتها لتشمل تغطيتها للأخبار قضايا ( النوع الإجتماعى ) بحيث لا يغيب أو يُغيّب " قسراً " ملف (مكافحة العنف ضد النساء) عن مداولات الإجتماع ، وتحديد ( الآليّات ) اللازمة لذلك ، أسوة بالآليّات الأُخرى ، بغرض تعزيز أوضاع النساء و "تمكينهن " وفى رصد وتوثيق أوضاعهنّ فى البلدين ، وبخاصّة فى مناطق النزاع الحالية والممكنة ..وبهذ تكون الصحافة قد سعت وأسهمت بدورها التنويرى و" التوعوى " فى مكافحة العنف ضد النساء، لتجنيبهنّ ويلات الحروب والنزاعات المُسلّحة... المطلوب ان لا تغيب عن أجندة إجتماعات أديس أبابا الحاليّة واللاحقة (قضايا النوع الإجتماعى ) . وهذا هو المطلوب من لجان التفاوض ومن صحافة البلدين . فيصل الباقر [email protected]