الخلل الذى اصاب تركيبة وبنية الدولة من خلال موسساتها واجهزتها المتعددة والتعدى على كل اسس الحكم الرشيد من قبل النظام الحالى لم يحدث من قبل كل الانظمة المتعاقبه فى تاريخ السودان الحديث والقديم فالعقدين ونصف من فترة حكم الانقاذ اصابت الدولة السودانية فى مقتل فاختلت المعايير والاسس السليمة لبنية اجهزة الحكم فغدا حصادنا هشيما لكل اوجه الحياة متمثلا فى ازمات سياسية متوالية بدات بتفتيت البلاد ومازالت تنهش فى بقية اجزاءها وحروب تاكل فى الاخضر واليابس , وانهيار اقتصادى احال حياة المواطن لجحيم لا يطاق وظواهر اجتماعية سالبة تقف شاهدا على ضياع الانسان السودانى وقيمه وهذا نتاج تكسير اسس وقواعد الدولة الثابتة لصالح اجندة ومصالح المجموعة الحاكمة ومتطلبات التمكين , فانتفى الفاصل بين حدود الدولة والحزب ان كان هنالك حزب اصلا فاصبحت ممتلكات الدولة ضيعة فى يد اهل الحظوة والاستمرارية الى ما نهاية تباع كل اصول موسسات الدولة وفى وضح النهار دون رقيب او حسيب والشواهد كثيرة ومتعددة لذلك من بيع لاصول مشروع الجزيرة والسكة حديد والخطوط الجوية السودانية والنقل النهرى ونهب وتعدى على شركة الاقطان والتلاعب فى اسعار الفواتير وتاسيس عشرات الشركات للابناء والزوجات وتمويل الصفقات الى النافذين والمحاسيب , ليبكى مزارعى مشروع الجزيرة بدمع الدم فى مذكرتهم الى النائب الاول لرئيس الجمهورية مشروعهم المحتضر الشاهد على ضياع السودان لمشروع كان الممول الرئيسى لخزينة الدولة اصبح الان اغنية حزينة ومولمة لاكبر مشروع مروى فى العالم تحول الان لخبر كان , فقضبان السكة حديد المترامية على 2,2 مليون فدان هى مساحة مشروع الجزيرة لا وجود لها الان على ارض الواقع بيعت حديد خردة وهى كانت الشريان الاول الذى ينقل المحاصيل لثصدر الى الخارج وتستجلب العملات الاجنبية لتوفر الدواء للمرضى بالمستشفيات وتهى المدارس ودور التعليم لرسم واقع اكاديمى افضل لجيل الغد , فالقارى لمذكرة المزارعين والتى يطالبوا فيها بوقف تصفية وبيع كل اصول مشروع الجزيرة واجراء تحقيق حول الامر بالاضافة لتداعيات بيع خط هيثروا وعدم ايداع رسوم البيع بالخزينة العامة يكاد يصاب المرء بالجنون للذى يجرى الان ويصاب بالغثيان عندما يدعوا مسوولى الدوله لايجاد الدليل لاثبات قضايا الفساد الذى اصبحت قصصه تتراى كل يوم لم تسلم منها حتى الموسسات والهئيات الاسلامية مثل الحج والعمرة والاوقاف الاسلامية بالمدينة المنورة وقضية التجنيب لاموال الشعب داخل موسسات الدولة تلوكها اجهزة الدولة الرسمية منتقدة لذلك لاكثر من خمسة اعوام دون ان تقدر على وقف ذلك كانه استهداف خارجى لضرب الدولة من الداخل لانها تعلم ان فى كل ركن وفى كل زاوية وتحت ظلال اى موسسة من موسسات الدولة يمارس التجنيب بالطول والعرض وبهتاف الكيزان بهزوا الارض وهو اسم الدلع للسرقة فتنتفى الدهشة لمفارقات عجيبة لتباين مستوى الدخل بين الموظفين لدولة معلوم سلفا حد متوسط الرواتب فيها يكفى بالكاد لاكل الفول والطعمية لوجبة الافطار فقط والباقى بالدين ومساعدة الاخوان , فكيف لنظام حكم يرفع شعارات اسلامية يصل فيه مستوى الفساد الى هذه المعدلات ويحتل المرتبة الثانية للدول المفسدة فى العالم فكل ما نخشاه ان يصبح صباح ونجد اجانب يوقظونا من النوم لاخبارنا بالاستعداد للرحيل والمغادرة لخارج البلاد لبيع كل السودان من قبل اهل المشروع الحضارى حيث لن يكون لنا بقعة نستظل بها فيحمل كلا منا قجه فى راسه ونصبح شعب الله المباع وليس هذا ببعيد للنهب المصلح والمدنكل الجارى الان فاصبحت هنالك طبقتين لا ثالث لهم واحدة لا تجد قوت يومها واخرى تفتح لها كل الابواب والمنافذ باسم الاسلام والحق الالهى ان تاخذ وتلحس كل خيرات السودان وفق ما تشتهى وتريد فى وقت اصبح فيه كل الشعب يفكر فى الرحيل والمخارجة من البلد من الظروف القاسية التى يعانيها ماعدا اهل الموتمر الوطنى فهل طرق لسمعكم من قبل بان هنالك من اورثونا العذاب ينوى الغربة الا تكون دى علامات الساعة واحد عجائب الدنيا الثمانية فالسودان الان هو جنتهم وفردوسهم المورث لهم وببصمة وموافقة الشعب السوداني. الرشيد جعفر علي [email protected]