كتبت في مقالين سابقين عن طرق المرور السريع في بلدنا واشرنا الي عدم مطابقتها للمواصفات المتعارف عليها للطرق الداخلية ناهيك عن مطابقتها لطرق المرور السريع .وللاسف الشديد لم يستجيب اي مسئول في ادارة المرور لما ظل يردده كثير من الكتاب حول كثرة الحوادث المرورية وما ينجم عنها من ازهاق لارواح الكثيرين من ابناء شعبنا. نعلم تمام العلم ان ظروف البلد الاقتصادية قبل انفصال الجنوب كانت جيدة بما يكفي لصرف عائدات النفط في بنية تحتية بمواصفات عالمية ولكن هذا لم يحدث وتحدث كثيرون ان ادارة المرور في مقدورها اتخاذ اجراءات تحد من ظاهرة الحوادث المرورية ولكنها لم تفعل واعتقد انه ان الاوان ليخرج لنا المسئولون في ادارة المرور ليملكوا الشعب الحقائق كاملة لان هذا من واجبهم ومن حقنا عليهم فلماذا هذا التجاهل وعدم الاهتمام بحياة المواطن؟. اننا كشعب لانريد من الحكومة ان تؤسس طرق ذات ثلاثة مسارات ذهابا وايابا ويفصل بينها سياج حديدي لان ذلك لن يحدث الي ان يلج الجمل في سم الخياط ولكننا نريد من الحكومة ان تحس بالمسئولية وتتخذ اجراءات فورية اولها عدم السماح للشاحنات ذات المقطورتين بالسير في طرق المرور السريع او تحديد فترة المساء فقط لتحرك الشاحنات على الطرق لان الطرق عندنا لا تتحمل شاحنة ذات مقطورة واحدة ناهيك عن مقطورتين وثانيا ان تصدر تشريعات تجرم التجاوز تحت اي ظرف من الظروف واجراءات اشد صرامة على استهتار كثير من سائقي البصات السفرية. الحادث المؤسف الذي شهده طريق التحدي صباح الاربعاء راح ضحيته عشرة اشخاص واصيب كثيرون والسبب الرئيسي في الحادث هو التجاوز من صاحب البص مما ادى الي اصتدامه بشاحنة كانت تسير في الاتجاه المقابل اسال الله الرحمة والمغفرة للموتى وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين. ان الحل النهائي لتكرر حوادث المرور هو مسئولية الدولة ومن الغريب حقا ان المسئولين عندنا لا يتجاوبون مع القضايا الهامة التي يطرحها الاعلام كما ان الاعلام عندنا لا يلح في طلب المسئول المعني للحضور الي اي جهة اعلامية وتمليك الحقائق للمواطنين كما ان الجهات العليا في الدولة لا تتابع ولا تحاسب اي مسئول حتى يتحرك هو ويحاسب ويسائل من هم تحت امرته .كتبت مرارا انه في دول معينة عدد الصحف لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة ولكنها مؤثرة خاصة فيما يتعلق بحياة الناس اليومية وعكس اوجه الخلل مهما كان بسيطا كما ان الجهات ذات الصلة تستجيب بسرعة فائقة وتعلق على ذات الصحيفة وتقوم باصلاح الخلل المشار اليه في زمن وجيز. ولكن الصورة عندنا مختلفة تماما حيث ان الاعلام مقصر الي حد كبير وهناك اعلاميون محسوبون على النظام او من المؤلفة قلوبهم لديهم برامج حوارية مشاهدة على نطاق واسع وخاصة من قبل المسئولين ولكنهم وللاسف الشديد لا يطرحون قضايا هامة تخص المواطن بقدر اهتمامهم بقضايا السياسة وقضايا الحزب الحاكم على وجه الخصوص. كما ان الوزير المعني او مدير الادارة المعني يتجاهل مايعرض في الاعلام على قلته من قضايا هامة تخص المواطن خاصة تلك التي تتعلق بحياته وسلامته في سفره والمتعلقة بطرق المرور السريع لانه على قناعة تامة انه لا توجد جهة تساله عن تقصيره في اداء واجبه لان الخلل منتشر في كل مرافق الدولة فاذا كان الريس سوف يحاسب وزرائه المقصرين في عملهم فعليه تنحية كل حكومته لان الجميع فشل في اداء مهامه وكل الدلائل تشير الي اخفاقات بالجملة في كل مرافق الدولة ولسنا في حاجة الي ان نعدد تلك الاخفاقات فهي معلومة للجميع من الريس وحتى اصغر رضيع في بدلنا. ليكن معلوما لكل مسئول ولكل الجهات ذات الصلة ان الامانة التي رفضت السماوات والارض والجبال ان تحملها لهي امانة عظيمة وكبيرة وحمل الانسان لها يعني جهله بعظمتها وانه محاسب امام الله عليها فاذا لم تحسابك الدولة ممثلة في رئيسها او وزرائها فاعلم انك سوف تحساب امام الله ولا ينفع التحجج بعدم توفر الامكانات فلك ان تغادر منصبك اذا انت غير قادر على اداء الامانة على اكمل وجه فهذه قضية لا يمكن السكوت عليها اكثر من ذلك وفي مقدور الدولة ان تحد من ظاهرة الحوادث المرورية اذا وضعت سلامة المواطن في سفره في مقدمة اهتماماتها وليس مصالح شركات النقل التي تمتلك شاحنات ذات مقطرتين هي السبب الرئيسي في كل الكوارث التي تحدث فقد الان الوان لوضع حد لهذه المهازل التي تحدث في بلدنا والله من وراء القصد وهو المستعان وعليه التكلان . مجذوب محمد عبدالرحيم منصور [email protected]