1 - القائمة القصيرة للقادة : يخطط حزب الأمة لتأسيس معهد لتدريب الكوادر لرفد هيكل الحزب التنظيمي بالكوادر المدربة ، وكذلك انتخاب المستحقين للتدريب في المعهد ! في أطار التأسيس لهذا المعهد ، وكما ذكرنا في مقالة سابقة ، فأن لجنة من حزب الأمة سوف تختار كوكبة من قياديي الحزب الواعدين ليشرف السيد الإمام على تدريبهم ، وهو في قمة العطاء ، لتنتخب المؤسسات المعنية في حزب الأمة أفضلهم لتولي الأمانة ، في وقتها ! خصوصا وأن قلة من الواهمين قد ركزوا همهم على تنحي السيد الرئيس ، وهو أمر حتمي سوف يحدث في وقته ، وبأرادة الحزب ، ولكن بعضهم قوم يستعجلون . التخطيط القبلي والتنظيم العلمي والتفعيل المبصر أمور مهمة لبلوغ الأهداف المحددة والمحكمة المتفق عليها ، والتي تتماشي مع محاور النهضة ( إقتصاديا ، إجتماعيا ، سياسيا، علميا ، تعليميا، ثقافيا، صحيا، بيئيا، إلخ ) . ومن هذه الأهداف السامية أعداد وتأهيل الأكفاء المؤهلين لأنتخاب أحدهم لرئاسة الحزب في وقته . سوف نرشح في هذه الحلقة وحلقات قادمة بعض الأسماء المتميزة لتتكرم اللجنة الموقرة بالنظر في امكانية ضمهم لقائمتها المختارة . سوف نوضح ايجابيات وسلبيات من نرشحهم لهذا الشرف العظيم ؛ ويمكن لآخرين أن يدلوا بدلوهم ويرشحوا من يأنسون فيه الكفاءة لتولي الأمانة في حزب الأمة ، في وقتها . نزعم أن رؤيتنا المسببة والمدعومة بالبينات صحيحة تقبل المراجعة ، وتتكامل ولا تتقاطع مع رؤية غيرنا في هذا الموضوع . سوق الترشيحات ، كما عكاظ ، مفتوح على مصراعيه دون حجر على مرشَح أو مرشِح ! المرشح الأول في قائمتنا هي بت فحل ... بت ملوك النيل ؛ ناقة صالح التي لها شرب ولكم شرب يوم معلوم . 2- بت فحل ؟ دعنا نستعرض الإيجابيات التي تزكيها لتسنم قائمتنا في حلقتين وننتهي في حلقة ثالثة بتسجيل سلبياتها لنحكم لها أو عليها ؟ 3- ايجابيات بت فحل ؟ نختزل ، في عشر نقاط ، في هذه الحلقة والتي تليها ، ايجابيات بت فحل التي تؤهلها للتدريب في فن وعلم القيادة على أيادي السيد الإمام لخوض الإنتخابات الحرة والشفافة والنزيهة ، في وقتها ، لتولي الأمانة ! اولا : 3 - الإيجابية الأولى : القيادة المبصرة والمطاعة طوعا لا كرها ! + جينات القيادة تولد مع الإنسان كلونه وشكله . يصعب تنمية جينات القيادة في شخص يفقدها . هي ليست كركوب البسكليت والسباحة وتعلم القراءة والكتابة ...أمور يمكن لفاقدها تعلمها وتنميتها واجادتها بالتدريب المستدام . القيادة أمر مختلف جدا ، كما جاء في الآية 32 في سورة الزخرف : ( ... وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ، لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ... ) + القيادة موهبة وهبة من رب العزة لمن يختاره من عباده . صقل ( وليس خلق ) الإمكانية القيادية في شخص ما يتوقف على ائتلاف عوامل بيولوجية واجتماعية ونفسية مركبة . كما ينبغي أن توظف تلك الإمكانات القيادية في ممارسات ناجحة لتحقيق الفعالية ، كما سوف توضح أمثلتنا لاحقا في هذه المقالة . + القيادة هي عملية تحريك مجموعة من الناس باتجاه محدد ومخطط وذلك بتحفيزهم على العمل باختيارهم . والقيادة الناجحة تحرك الناس في الإتجاه الذي يحقق مصالحهم على المدى البعيد . وقد يكون ذلك اتجاهاً عاماً مثل الإطاحة بنظام البشير ، أو اتجاهاً محدداً مثل قيادة مظاهرة ضد نظام البشير . القيادة دور وعملية تهدف الى التأثير في الآخرين . والشخص القيادي هو الذي يتوقع منه ممارسة دور مؤثر في تحديد وانجاز أهداف الجماعة. القيادة تقود ! + في هذا السياق ، قال الرئيس الأمريكي السابق كينيدي: ( لا نريد أن نكون كقائد الثورة الفرنسية الذي قال: ) إذا انطلق أبناء شعبي ، فعليّ أن أتعرف على اتجاه سيرهم ، كي أقودهم إلى حيث يرغبون الذهاب ) . قال : نحن في مائة فارس ويقودنا عمرو . نسمع ونطيع ما يقوله عمرو . فنصير مائة عمرو ! + نزعم أن بت فحل توفي شروط القيادة المذكورة أعلاه ، وتزيد ! تملك بت فحل مقدرات قيادية تذكر بكنداكة الدولة المروية ، التي كان القادة العسكريون يتصببون عرقا في حضرتها . + لتقريب الصورة للقارئ الكريم ، نضرب أربعة أمثال ، من بين مئات ، يؤكد كل مثال جينات القائد الملهم في هذه المرأة الحديدية : 4 - المثال الأول : في ندوة سياسية محضورة ( من الشباب الوطني الثائر ) بدارحزب الأمة في أمدرمان ( الأربعاء 22 ديسمبر 2010 ) ، حدث هرج ومرج ، وتعالى الصراخ والزعيق ، وخاف المشاركين أن يختلط الحابل بالنابل ، ويصير عاليها سافلها ، ويحدث ما لا يحمد عقباه ، ضد ممثلي المؤتمر الوطني من المشاركين في الندوة ، وعلى رأسهم البرفسور غندور رئيس اتحاد نقابات عمال السودان ؟ لم يحرك قادة وزعماء حزب الأمة في الصفوف الأمامية ساكنا ، وظلوا ينظرون الى بعضهم وهم لا يبصرون ؟ في لمح البصر ، وبطريقة عفوية وغير أرادية ، هبت بت فحل من مقعدها ، واعتلت المنصة ، وأمسكت بالميكرفون ، مخاطبة الشباب الثائر ! وفجاة ساد صمت رهيب . خفتت الأصوات فلا تسمع حتى همسا ، وكأن الطير حطت على الرؤوس . ألم يأن للشباب الثائر أن يتدبروا كلمات بت فحل ، وما قالت به من الحق ، ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل ، فطال عليهم الأمد ، فقست قلوبهم ؟ حاشا أن يكون الشباب الثائر من قساة القلوب ! فقد استجابوا لكلماتها ، وأمن قادة المؤتمر الوطني على أنفسهم ، وهم في دار الأرقم ... دار حزب الأمة ! هذا المثال ، من بين مئات ، يؤكد المقدرات القيادية الفذة لبت فحل ، وكيف نجحت في استمالة الشباب الثائر ، وتطويعه والتأثير عليه ايجابيا ؟ نقطة يجب أن تقال : السيطرة علي الشباب الثائر وتطويعه ، كان من باب التأثير الايجابي ؛ واحترام الشباب لها ولشخصيتها القوية والملهمة ولقوتها الناعمة الباذخة ؛ ولم يكن مرده لديكتاتورية ولا لحسم عنيف ، وهي بعد لا تملك لا على الخيل ولا المال ولا السيف ؟ هذه قائدة جينيا وعمليا ، خلقت لتقود شعبها ؛ وتضحي بكل مرتخص وغال في سبيل استرداد الكرامة والحرية وأقامة دولة المواطنة وحقوق الأنسان . قيادة حزب الأمة ليست منة عليها ، بل واجب مقدس وهي بذلك راضية ، ولا تملك الا أن تقول لشعبها : سمعنا وأطعنا . في هذا السياق ، نذكر بأن القوي الغربية المهيمنة لها أنوف طويلة تشم الروائح العبقة التي تفوح من القيادات الواعدة ، من الوف الكيلومترات . لذلك كان طبيعيا أن تشارك بت فحل في منتدى الحزب اليساري السويدي للتشاور فى قضايا منطقة القرن الأفريقي (ستوكهولم - الاثنين الرابع من مارس 2013 ) . أختيار السويد لبت فحل من بين كل القياديات لم يكن أعتباطيا ، فالقوم في تلك البلاد يحسبون خطواتهم بدقة متناهية . وشهد شاهد من أهل السويد ( بلاد تموت حيتانها من البرد ) علي جينات القيادة المزروعة في بت ملوك النيل ! 5 - المثال الثاني : + قادت بت فحل ، مع آخرين ، مظاهرة الأثنين 7 ديسمبر 2009 ، والقائد باقان أموم على يمينها ، دفاعا عن اجازة مواد في الدستور تسمح باستفتاء حر وشفاف ونزيه ، واجازة بنود تسمح باشاعة الحريات والتحول الديمقراطي . + تم لها البند الأول الخاص بالإستفتاء بموجب صفقة عقدها المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية على حساب تحالف قوى الإجماع الوطني ، وعلى حساب بنود الدستور المعنية بالتحول الديمقراطي وبسط الحريات . + في يوم الأثنين 14 ديسمبر 2009 ، بعد أسبوع من المظاهرة الأولى ، قادت بت فحل ، مع آخرين ، مظاهرة ثانية مطالبة بتفعيل بنود الدستور المعنية بالتحول السلمي الديمقراطي للسلطة . في هذه المرة ، لم تجد القائد باقان أموم على يمينها ، بعد أن باعها وباع جماهير الشعب التي كانت تزحف وراءها . + دخلت بت فحل سجن امدرمان ، وتيمانها رضعا ، لكي ينعم الشعب السوداني بالكرامة والحرية ودولة المواطنة المتساوية . + بت فحل ؟ قيادية مناضلة جسورة عرفت سجون المستعمر الداخلي الإنقاذي ، وما بدلت تبديلا . 6 - المثال الثالث : حاربت بت فحل كقائدة ميدانية في جيش الأمة ، ونامت ، مع أخرين ، بين العقارب والثعابين والصراصير السامة في صحاري ديار البجة وكراكير اريتريا ، تفترش الغبراء وتلتحف السماء وتأكل من خشاش الأرض مع جنود الجيش ، لمدة ثلاث سنوات ، من يناير 1998 حتى نوفمبر 2000 . الحناكيش والسحاسيح يمتنعون ! من يستطيع أن يزايد أو يكابر على بت فحل ؟ هذا كتابها ينطق عليكم بالحق ، لعلكم تتفكرون ؟ 7 - المثال الرابع : في يوم الجمعة 24 ديسمبر 2010 ، بعد ندوة في دار حزب الأمة في ام درمان ، خرجت جموع من شيوخ ونساء الأنصار المسالمين ، تتقدمهم بت فحل ، في طريقهم الي المسجد لأداء صلاة الجمعة . هجمت جحافل الباشبوزق الإنقاذية المرابطة عن قرب على شيوخ ونساء الأنصار العزل ، ضربا عشوائيا بالهراوات في الرأس ، وسحلا بالأرض . لا يرقبون في أنصار الله إلا" ولا ذمة . لم ترهب هراوات وكلاشات الباشبوزوق بت فحل ، التي اشتبكت مع رئيس عصابة الباشبوزوق ، طالبة منه أن يوقف جنوده سحل الشيوخ والنساء العزل ، والذين كانوا في طريقهم لأداء صلاة الجمعة . أنهال رئيس العصابة علي بت فحل بهراوته ، وجنده يحيطون به بهراواتهم ، خوفا من بت فحل ، التي لم تكن تحمل من سلاح غير الكلمة الحسني . كسر الباشبوزوق ذراع بت فحل ، وأوسعوها ضربا ، وهي تقول لهم قولا لينا ، وتصمد أمام ضرباتهم وعنفهم اللفظي . أستغرب الباشبوزوق من صمود وثبات بت فحل أمام هراواتهم ، وبهتوا أنهم كانوا قوما ظالمين ! مثال رائع يؤكد ايثار بت فحل عناصرها الحزبية على نفسها ، والتضحية بنفسها ونفيسها في سبيل الدفاع عنهم ونصرتهم ، في وقت شدتهم . هؤلاء أخواتي وأخواني ، فجئني بمثلهم أذا جمعتنا ، يا هذا ، المجامع . بت فحل والقيادة في جيناتها ، يرقد حبيب لها في دواخلها يلهمها الكفاح المستدام والتضحية بالنفس والنفيس في سبيله . حبيبها ؟ بلادالسودان وأهل بلاد السودان . أستمع اليها وهي تناجي حبيبها : ( انت العزيز افرد جناحك وضمني ! خايفك تفوت والدنيا بيك ما تلمني ! انت المهم والناس جميعا ما تهمني ) . بت فحل ؟ حقا وصدقا بت ملوك النيل ... هرم قيادي ، ومنار مضئ من التضحيات بالنفس والنفيس ! نواصل ... [email protected]