( الخرطوم: محمد شريف : أعلنت لجان الحسبة وتزكية المجتمع، عزمها على مخاطبة وزيرة تنمية الموارد البشرية والعمل، اشراقة سيد محمود، المنتمية للحزب الاتحادي الديمقراطي جناح الدقير، رسميا ودعوتها للالتزام بالحجاب الشرعي وقال رئيس اللجان، الشيخ عبدالقادر أبوقرون ان اللجان ومن باب الغيرة على الدين قررت محاسبة الوزيرة التي ظلت تظهر خلال الصحف كثيرا وهي حاسرة الرأس، مبينا انه سيقدم لها نصيحة ووصية ويدعوها للاحتشام ). إطلعت على هذا الخبر بالزميلة ( الصحافة ) منتصف الإسبوع الماضى .. كان لافتا بالنسبة لى .. غير أننى لاحظت أنه يأتى فى سياق الصراع الذى تفجر على خلفية نشر إعلان ( غير أخلاقى ) بصحيفة الإنتباهة .. وتريثت فى التعليق على الخبر لسببين .. الأول أننى وجدت الكثيرين وقد تناولوا الحدث بما يكفى ويزيد .. مما لا حاجة لى معه لإستزادة .. والثانى وهو الأهم .. أننى توقعت أن يصدر بيان توضيحى من لجان الحسبة يعيب على زميلتنا الصحافة أنها إهتمت بالقشور وأنصرفت عن عظائم الأمور .. فقد كان ظنى .. وليس كل الظن إثما .. أن تصريح رئيس لجان الحسبة .. لا بد وقد تطرق لما أثير عن تعديات قد وقعت على المال العام فى تلك الوزارة محل الصراع .. وأن لجان الحسبة لا بد وأنها قد طالبت بالتحقيق .. على الأقل .. لتبيان الحقائق .. ورد المظالم .. ودفع الضرر .. وأن رئيس لجان الحسبة سيقرع الصحافة تقريعا شديدا لتجاهلها الأهم .. وهو حفظ مال المسلمين .. الى قضية ثانوية فردية تخص الوزيرة فقط .. ! ولكن .. مضت الأيام .. وتوالت .. ولم تنشر الصحافة أى ملحق لخبر لجان الحسبة الذى أوردناه اعلاه .. كما أن أى بيان لم يصدر عن لجان الحسبة .. يؤكد إهتمامهم بالحديث الراشح عن الفساد فى تلك الوزارة .. اكثر من إهتمامهم ببعض خصيلات ( راشحة ) من تحت ثوب الوزيرة ..! الحال كذلك فليس من سبيل غير التعامل مع النص الذى نشرته الصحافة وأوردناه مطلع تحليلنا هذا .. بإعتباره مبلغ إهتمام لجان الحسبة ورئيسها فى هذه الأزمة ..! وأبدأ بإعتراف أننى اجهل الصيغة والظروف التاريخية التى تشكلت فيها لجان الحسبة .. ومصدر مشروعيتها .. ومرجعيتها .. وحجيتها فى التعاطى مع الناس .؟ . ثم .. من أين تستمد هذه اللجان سلطة محاسبة الوزراء .. ؟ ونسأل كذلك .. السيدة الوزيرة المعنية إشراقة سيد محمود لها فى العمل العام الآن ما يقارب العقدين من الزمان .. فلما لم تر لجان الحسبة هذه سفورها هذا إلا الآن .. أى بعد حديثها عن تجاوزات فى وزارتها ..؟ ثم .. قال رئيس اللجان إنهم سيدعون الوزيرة للإلتزام بالحجاب الشرعى .. والإحتشام .. ومبلغ علمنا المتواضع أن هذه عبارة فضفاضة .. فلم يتفق علماء المسلمين ولا عامتهم حتى يوم الناس هذا على لباس يحمل مصطلح الحجاب الشرعى .. ولكن هناك ما يشبه الإجماع على أزياء تعتبر محتشمة .. وأخرى تعتبر فاضحة .. ونربأ بالوزيرة أن تكون من ذوات الأزياء الفاضحة .. وقبل ذلك نربأ بلجان الحسبة ورئيسها أن يرموا المحصنات الغافلات ..!ونحسب أن الدعوة ل ( الإحتشام ) هذه .. تبدو كبيرة .. وخطيرة ..سيما إن كان القياس عكسها .. ولكن .. ثمة مفارقة مضحكة .. تنتظر لجان الحسبة ورئيسها عند المنعطف .. وهى أنه .. وفى ذات الوزارة .. تجلس وزيرة أخرى .. تبدو أكثر إهتماما بشعرها من إشراقة .. (هذا بحسبان أن المشكلة فى الشعر) فلما لم تطالها نصائح رئيس لجان الحسبة المنشورة على رؤوس الأشهاد .. ؟!! والحال كذلك .. ألآ يحق للناس أن تتساءل ما إذا كان المقصود بالحجب حقا رأس الوزيرة الحاسر .. أم رأس الفساد السافر هناك ؟ [email protected]