كلام الناس فيما كان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير يلقي خطابه أمام الهيئة التشريعية القومية نهار أمس الأول ويتحدث عن المكاسب التي تحققت علق أحد المواطنين وهو يتابع الخطاب قائلا: "شن الفايدة، الجنوب انفصل، والضائقة المعيشية في تزايد، والنزاعات لم تتوقف". هذا التعليق العفوي الذي صدر من هذا المواطن يعبر عن الرأي العام الذيينظر إلى السياسة كما ينظر لمباريات كرة القدم، قد ينفعل باللعبة الجيدة أو "المحاورة" الفنانة ولكنه دائما ينتظر "الأقوان" التي تحرك دواخله وتفرحها، لذلك فإنه ينتظر أيضا "الاقوان" السياسية التي تشعره بنشوة الانتصار . هذا لا يعنى أن خطاب الرئيس كان خاليا من البشريات السياسية، بالعكس فإنه حمل الكثير من الإشارات السياسية الإيجابية التي تصب في اتجاه دفع مبادرة الحوار الجامع التي تجددت الدعوة لها في الآونة الأخيرة. نبدأ بقراره الخاص بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وتجديده الدعوة الى كل القوى السياسية من أجل الحوار، وتشديده على أن السودان وطن يسع الجميع بثقافته وتنوعه وتاريخه. الاشارة الايجابية الثانية عبر عنها حين اكد مضي الحكومة قدما في الحوار مع القوى السياسية بلا استثناء بما فيها الحركات المسلحة، و أن الحوار مع دولة جنوب السودان ينطلق نحو آفاق ارحب، وسعي الحكومة الجاد لاستئناف التفاوض حول ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، واشاعة روح التسامح والتعايش بين كل مكونات الأمة السودانية. الإشارة المهمة الأخرى في خطاب الرئيس جاءت في دعوته للعلماء والقيادات الدينية لتعزيز روح التدين السمح ونبذ العنف والغلو وعدم اثارة الفتن، وقوله إن الشعب السوداني يتطلع نحو ثمار المرحلة المقبلة التي تم ابتدارها بالدعوة للحوار الجامع الذي يؤكد القواسم المشتركة ويقدم المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى. إن تطلعات الشعب السوداني نحو المرحلة المقبلة في انتظار "الأقوان" السياسية للفريق القومي السوداني لاستكمال سلام دارفور وتحقيقه في جنوب كردفان والنيل الأزرق وتأمينه مع دولة جنوب السودان، وتعزيز خطوات تهيئة الأجواء السياسية لإنجاز الاتفاق القومي الشامل حول مستقبل الحكم ودستور أهل السودان. نورالدين مدنى ([email protected])