يقال والعهدة علي الراوي ان ( صعيدي ادخل يده في برميل ملئ بموية النار ، فلم يجد يده فما كان منه الا ان قام بأدخال رأسه ليبحث عنها ) ؟ . تذكرت هذه الطرفة عندما قرأت في الاخبار ان دولة رئيس الوزراء المصري الدكتور محمد مرسي سيقوم اليوم الخميس بزيارة خاطفة الي السودان سيبحث من خلالها مع المسئولين في الخرطوم سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين . وفي ظاهر الزيارة محمده جزيلة للطرفين . لكن بالمنطق السياسي البسيط فأن حساب الربح والخسارة في الغرض من الزيارة يؤشر ضد مصلحة جنوبالوادي . فالسيد ( مرسي ) يحاول بكل صلابة متناهية ان يضع رأسه في ( برميل ) السودان ليبحث بتأني عن جميع أطرافه المفقودة بفعل استمرار الثورة في مصر . شأنه في ذلك كشأن كل الفراعنة الذين تعاقبوا علي حكم المحروسة منذ عهد الفرعون الاول الذي جادل نبي الله موسي والى حقبة الفرعون الطاغية حسني مبارك . كانوا جميعهم باعتبارهم ( فراعنة ) يدعون الفهلوة و ( التذاكي ) ويمارسون الضحك في الخفاء علي العقلية السياسية المتواضعة التي يتميز بها ابناء جنوبالوادي . والاهرامات التي تدر الارباح الوفيرة وتسند الان الاقتصاد المصري ، خير شاهد يؤكد ان رماة الحدق الذين تمكنوا من هزيمة القائد الاسلامي عبد الله بن ابي السرح وأجبره علي توقيع ( المصفوفة ) التاريخية المشهورة ، ما استطاعوا ابدا .. ان يجاهدوا ويمنعوا انفسهم من الوقوع ضحايا لحدة الفهلوة والتذاكي الغير متناهي الذي يتميز به الفراعنة . فشيدوا طواعية واحدة من اعظم عجائب الدنيا السبعة . وكلمة ( فرعون ) تعني الملك ، لذا في شمال الوادي يطبقون حرفيا ( البرتكولات ) الملكية التي تعتبر كل لون مائل للسواد لون شؤم وشعار حداد ورمز للكأبة يليق ببشرة ( العبيد ) . وفي السوالف التاريخية ليس من حق العبيد مقاضاة الاسياد . ومهما كان شكل الحكم في مصر( اسلامي ) او (علماني ) فأن النظرة تجاه الجنوب ستظل نظرة تعتقد فيه العمق والامتداد الطبيعي الذي يقوي الاقتصاد المصري فقط . لهذا (حلايب ) رغم انف التراب السوداني قطعة منهوبة لا تشفع لها شفاعة التنازلات . وستبقي ايضا قضية ( الدهابه ) الذين ساقتهم اقدار الحياة للتنقيب داخل الاراضي المصرية فتم مصادرة سياراتهم والاستيلاء علي أجهزة التنقيب التي تخصهم مجرد قضية شخصية لا تعني الحكومة السودانية في شي ولا تترك علي جدار العلاقات الثنائية الاثر الفاعل الذي يمكن ان يشعر السلطات في شمال الوادي باستواء عود الجنوب ومقدرته علي توطين نفسه بنفسه . الامر الذي يفضح شكل الغاية من حقيقة الحريات الاربعة . فالخرطوم جبلت علي النفاق في كل شي عدا في مسألة الاتفاقيات مع مصر لهذا تسمح بحرية التنقل والاقامة والتملك لكل مصري تطأ اقدامه الطاهرة ارض الرعاع . عكس السلطات في مصر التي تنظر نحو الحريات الاربعة بذات النظرة التي تري في شعب جنوبالوادي ( شعب طيب وخدوم ) . في حلقة قديمة بالتلفزيون المصري استضافة المذيعة المتألقة مني الشاذلي وائل الابراشي وسئلته عن السودان بوصفه كان ضمن التجريدة الحربية التي ارسلتها الحكومة المصرية للدفاع عن لاعبي الفريق القومي لكرة القدم الذي ينازل الفريق الجزائري في موقعة الخرطوم ( فتم التنكيل بهم وهزموا شر هزيمة ) ، تنحنح الرجل وقال بصوت اقرب لصوت المغنية اللبنانية (فيروز ) ، انه استغرب لدي زيارته للسودان وقال بالحرف الواحد ( اه زرت السودان بس بصراحة دول مش ناس دول حوش ) ؟ [email protected]