في قصص المطالعة في المرحلة الابتدائية سابقا قصة يذكرها طلاب ذلك الزمان عن ذلك الرجل الذي أوهم فرعون بأنه سيحيك له ثوبا لايراه إلا العقلاء . إنطلت على فرعون الحيلة ووافق على ذلك ومنح الرجل مايريد من مال ومهلة زمنية فإذا ما جاء الموعد اتى الرجل إلى القصر وهو لا يحمل شيئا لكنه بدأ كذلك . عندها اقنع فرعون بأن جعله يتجرد من ثيابه وبدأ عمله كأنما يلبس فرعون شيئا والذي خشي بدوره أن يفول أنه لا يري شيئا فيقال أنه من غير العقلاء . أضطر فرعون أن يساير الرجل في طلبه ثم دعاه الرجل للخروج على الرعية فاندهش الناس لرؤية ملكهم وهو عريان لكنهم لم يستطيعوا أن يقولوا شيئا باعتبار أن هذا هو الملك ، غير أن طفلا انبرى من بين الجموع ليقول انظروا إلى ملكنا العريان ليعود للملك إلى صوابه ويهرع الى القصر يملأه الخجل . القصة بالطبع خيالية لكنها تريد أن ترسل رسالة بإنه حينما تكون هناك خدعة أو وهمة ويصمت عنها الكبار لسبب أو لأخر فإن الصغار يستطيعون أن يصدحوا بالحق . لم أجد أصدق من هذا المثال لأسوقه لكي ألخص محنة نادي الهلال اليوم فيما يخص مدربه دييغو غارزيتو الذي إستعان به النادي لتحقيق بطولة افريقية فإذا به يهوي إلى الأرض كنيزك هابط من السماء . في عهد هذا المدرب العجيب فقد الهلال كل ما يميزه ويربطه بكرة القدم ناهيك عن الكرة الجميلة التي إشتهر بها هذا الفريق على مر الزمان . مدرب يغطي ضعف فكره التدريبي بإثارة المشاكل مع اللاعبين والإعلاميين والإفراط في إظهار الحزم دون أن يحقق أي نتيجة مرجوه بسبب نهجه العقيم . في عهده خرج الهلال من دوري الابطال وأضاع فرصة ولا أغلى في اقتناص البطولة الادني ثم كان الخروج الحزين هذا الموسم اكبر دليل على تواضعه التدريبي . في كل هزيمة أو خروج يقدم تبريرا ت سقيمة لا تتسق مع الواقع رغم ما هييء له من معينات لم تتح لأي مدرب أخر .. خدمه الحظ مرة فظن أن الحظ سيلازمه فتكبر وتجبر ، ساعده على ذلك تهافت إدارة النادي عليه بأن سايرته في كل ما يريد وكأنه سيعود اليها متأبطا كأس العالم للأندية . مدرب أوغل في الهلال تقطيعا وتشريحا بشكل لم يحدث من قبل ، شيء أشبه بما يحدثه الخفاض الفرغوني من تشويه فكانت النتيجة هذه الصورة الشائهة للفريق التي لا تسر حبيب ولا صديق فبدأ الهلال كأسد بلا أنياب ، فماذا كانت النتيجة ؟ لقد هجرت جماهير الهلال الوفية المدرجات لمتابعة مباريات فريقها الاثير بعد أن وصل حال الفريق إلى هذا المآل . هذه الجماهير هي ذاتها التي كانت يوما تغص بها هذه المدرجات يوم كان الملعب يستحيل إلى لوحة جمالية مابين الغمز بالكعب والتمريرات السهل فيها والصعب فاذا ما عانقت الكرة الشباك كان ذلك قمة الفن والطرب ، يومها كانت تصحو المدرجات فتصدر منها تأوهات الإعجاب فتتمايل وكأنها في جذبة صوفية . لقد كان الهلال كل شيء بالنسبة لهؤلاء ، هو الملاذ وهو السلوى . لقد خرج الهلال ولم يعد ، لقد غاب عن سمائنا الزرقاء ذلك الهلال الذي نعرفه . إنني لا أفهم بل أحاول أن أستعير عقلا لكي أفهم كيف يمكن للمرء أن يدفع عشرات الألاف من الدولارات شهريا لمدرب يخرب ولا يصلح، يهدم ولا يبني ، مدرب بات حصاده واضجا للجميع ، ألوف كان يمكن أن تخصص بعض منها للاعبينا القدامي لكي يتأهلوا في عالم التدريب بدلا من منحها لمدرب أو لاعب لا يستطيع أن يحدث فرقا. إن الأمور باتت الآن واضحة ولا أعتقد أننا في حاجة إلى طفل فرعون ، فالكرة الآن في ملعب إدارة الهلال وعليها أن تصالح الجماهير وتستجيب إلى نبض الشارع . عليها أن تقيل هذا المدرب اليوم قبل الغد فدفع الشرط الجزائي هو أهون بكثير من هذا الخراب الذي طال الهلال . إن الجماهير رغم غضبها العارم لا تطالبكم بالاستقالة حفاظا على استقرار النادي ولا بأس عندها أن يكمل المجلس عدته ، لكن كل ذلك مرهون بتصحيح المسار وإعفاء هذا المدرب اليوم قبل الغد وإجراء ما يلزم من إصلاحات أخرى في الجهاز الفني والإداري فالممتاز لا يحتاج إلى كل هذا العناء ، فقط عليكم أن تمحّصوا في إختيار القادم وأن تشركوا أبناء النادي في ذلك الإختيار حتى لا نكرر ذلك الخطأ الكبير الذي وقعتم فيه والله المستعان . [email protected]