خروج: * من المضحكات المبكيات أن أحد "المعارف" خلعته زوجته عنوةً بسبب (شراب) بضم الشين وتشديد الراء؛ حتى لا يعتقد الغافلون أن الأمر يتعلق ب(بتعاطي الكحول).. وقطعاً فإن الأخيرة لها سهم مقدر في تفكك البيوت مهما تجبّر الأسمنت...! لكن يظل الفساد بإطاره العام رافداً حياً للعلاقات الفاشلة.. أليس هو الهادِم النموذجي للحياة؟! النص: * من المشتهيات لدى كل حر أن تقفز بلادنا (للمكارم) بصورة غير تلك النمطية عن "طيبة إنسانها" والتي ما عادت مزية في ظل تحولات كثيرة تستوجب العناية بالعقل والأخلاق لا العاطفة بثمرها المرير أحياناً... وفي البال ذلك السؤال الأكثر مرارة: كيف يرى الآخرون بلادنا..؟ أو ماذا يتبادر لأذهانهم عند ذكر اسم السودان؟! * لو أطلقنا السؤال لأقاصي الأرض ودانياتها؛ ستزدحم السطور السوداء رغم سندس الأماني والأمل.. بينما تظل حالات النجاح الفردية نقطة منسية في خضم المشهد العام وعفاريته..! * سقت المقدمة من وحي الصور المعكوسة عبر أثير القنوات الخارجية، وكم يخزينا الواقع الاجتماعي معروضاً على الفضاء ما بين فشل وانتكاس، حتى على المستوى الأبعد قليلاً عن ضجيج السياسة وكرتونها..! وأعني بهذا المستوى ذلك الاجتهاد الذي يبديه الخارج لتلمس مشكلاتنا.. فقد أتحفتنا قناة "إسكاي نيوز" بإبراز مأساتنا الاجتماعية في "هيئتها العليا"؛ أي الطلاق..! ولعل الاهتمام بهذه الظاهرة هو ما دعاني لتجاوز الخطوط (البنفسجية) واستصحاب كثير من الخيوط المعقدة في مشكلة الطلاق مع ال(BBC) أمس.. وهي مشكلة يصح أن نسميها (ثورة الطلاق في السودان).. فكثيرون يعلقونها على مشجب المعيشة الصعبة أو الحالة الاقتصادية، وهذا مدروك بالمنطق، لكننا غالباً ما نتغاضى عن مسببات أخرى تحت مسمى عمل الخير.. وأعني بذلك مشاريع الزواج الجماعي التي تحدث ب(مباركة المسؤولين والولاة الرسميين) ليتبعها أثر رجعي للعلاقة التي لم تستقم على أسس راسخة من الأمان..! * تتعدد الأسباب والطلاق واحد.. لكننا لو استطعنا إعمال الغربال في جوهر الزواج الجماعي، لتساقط الثمر المالح من شجرة هذه الفكرة التي يتحدث البعيد والقريب عن هشاشاتها المتعددة رغم نبل المقصد.. وربما يساعد على سقوطها أن المنضوين تحت لواء عرسها كأني بهم مدفوعون للتجربة من باب "التغيير" أو المغامرة، لا من باب الوعي الراسخ بعظمة المؤسسة الزوجية.. ولديَّ تجربتي الخاصة المتواضعة، التي يمكنني بها قياس معنى نجاح العلاقة حين يكون تكافؤ العاطفة رديفاً لتكافؤ الوعي، مما ينتظر منه كل معنى عظيم للمودة والصبر والإخلاص.. وحقاً فإن الله تعالى لو أكرمك بامرأة (عارفة صالحة) واستطعت أن تقدس فيها صفات الفطرة السوية، فإن ذلك كنز يغنيك عن ما سواه ويجعلك في حل من أية (حكومة) غيرها.. ولا تبالي بشيء سوى رضاها..! * ومن معكوسات المعاني والمباني الجميلة يقابلنا هذا التنافر الذي يعم طول البلاد وعرضها لتحصد الأيام رقماً عالياً في (قفص الطلاق) لتكون النسبة غير المعلنة مخيفة للسامع والبصير؛ فآخر إحصائية اطلعت عليها صادفتني في 2011م وكانت النسبة قرابة 60 ألف حالة طلاق في ال (12) شهراً..!!!! * إذن عليكم أن تحصوها الآن؛ وبالوعات السوء تتسع على كافة المستويات..! أعوذ بالله [email protected]